تقارير | 16 09 2024
روزنةأصيبت عدة نساء بجروح وكدمات، نتيجة الاعتداء على مظاهرة نسائية سلمية في قرية كاخرة (ياخور) بريف عفرين من قبل عناصر "فرقة السلطان سليمان شاه" (العمشات)، احتجاجاً على فرض إتاوات على أهالي القرية.
وبحسب مصدر محلي لـ"روزنة" فإن أربع نساء تعرضن للاعتداء بالضرب عبر الخراطيم والعصي أثناء مظاهرة احتجاجية أمام مقر أمني يتبع لـ"فرقة السلطان سليمان شاه"، كما أصيب ثلاثة من أزواجهن نتيجة الاعتداء بالضرب عليهم حين حاولوا الوقوف في وجه العناصر أثناء اعتدائهم على المظاهرة النسائية.
ما القصة؟
قال المصدر المحلي لـ"روزنة" إن فصيل "فرقة السلطان سليمان شاه" (العمشات) فرض إتاوة قدرها ثمانية دولارات عن كل شجرة زيتون تعود لأشخاص مغتربين يعيشون خارج المنطقة، وإجبار المدنيين بقوة السلاح على التنازل عن الوكالات الموكلة لهم من أقاربهم لصالح الفرقة.
اقرأ أيضاً: (فيديو) مزارع مسن في عفرين: مسلحون ورعاة ضربونا بسبب قطيع أغنام.. ما روايته؟
وأضاف المصدر بأن سبب التوتر الأخير يعود إلى إجبار أحد المزارعين على منحها (الفرقة) نسبة 40 في المئة من محصول الزيتون، أو دفع الإتاوة السابقة كغيره، عن أرض ورثها عن والده المتوفي منذ ستة أشهر.
ونتيجة لرفض المزارع الخيارين اعتدى العناصر عليه أمام عائلته، ووجهوا شتائم لزوجته التي حاولت التدخل لتخليص زوجها، حيث اقتادوه إلى أحد المقرات، وفق المصدر.
وأوضح أن الزوجة توجهت إلى مسجد القرية حيث طلبت من نساء القرية عبر مكبرات الصوت مساعدتها والوقوف في وجه الانتهاك الذي تتعرض له العائلة والقرية، حيث استجاب لدعوتها ما يقارب 40 امرأة، خرجن في مظاهرة احتجاجية سلمية أمام المقر الأمني الذي يوجد فيه زوج المرأة المعتقل.
واجه عناصر "العمشات" تلك المظاهرة بالخراطيم والعصي ثم إطلاق الرصاص في الهواء، "ما زاد من تأزّم الوضع في القرية، حيث دفعت قيادة الفرقة بتعزيزات انتشرت في شوارعها ليلاً"، أضاف المصدر المحلي.
ونفى المصدر وقوع أي قتيل في القرية نتيجة لتلك الأحداث، وذلك بعد تداول شائعات عن وفاة امرأة برصاص "العمشات"، مؤكداً حدوث إصابات نتيجة الاعتداء بالضرب على أربع نساء وثلاثة رجال بالخراطيم والعصي.
قد يهمّك: بهدف الاستيلاء على مساكن شمالي حلب.. "العمشات" يهاجمون مخيماً بإطلاق الرصاص
مزاعم عن "مشكلة عائلية"
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراَ تظهر عناصر بالزي العسكري منتشرون في الشوارع ليلاً، قيل إنها تعود لعناصر "العمشات" في شوارع قرية كاخرة (ياخور)، عقب إعلان حظر التجول في القرية.
بدورها أصدرت فرقة "السلطان سليمان شاه" بياناً زعمت فيه أن الانتشار الذي نفذه العناصر جاء إثر "مشكلة عائلية" في القرية، حيث تدخلت لإنهاء الخلاف بين المتنازعين.
وقال المكتب الإعلامي للفرقة في بيانه الذي نشره على وسائل التواصل الاجتماعي: "تم إبلاغنا بوجود مشكلة في قرية ياخور الساعة 2 بعد الظهر، على الفور توجهنا إلى البلدة، وتم اللقاء مع المختار والوجهاء، وسمعنا حيثيات المشكلة التي بالحقيقة لا ترتقي لأن تكون مشكلة".
وأضاف البيان: "بعد السماع تم حل الخلاف بشكل كامل وتم إرضاء الطرفين المتنازعين الذين يعتبرون من أهلنا المدنيين (عائلة من إخوتنا الأكراد وعائلة من النازحين) في تلك القرية".
انتهاكات وعقوبات
في عام 2022، كشف تحقيق لمنظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة" عن أهم المصادر المالية لـ"أبو عمشة"، والتي قدرّت بنحو 30 مليون دولار سنوياً، بسبب الانتهاكات التي يرتكبها في الشمال السوري ومناطق أخرى مع الاستثمارات المالية غير القانونية، بمساعدة أشقائه الخمسة.
وذكر التحقيق كيفية إسناد أبو عمشة مناصب كبيرة في فصيل "سليمان شاه" التابع لـ"الجيش الوطني" إلى عدد من أشقائه، والاعتماد عليهم في جمع أمواله غير القانونية، وتفويضهم بإدارة مشاريعه واستثماراته في سوريا وتركيا وليبيا.
أحد أهم مصادر ثروة أبو عمشة وفصيله، وفق التحقيق، يعتمد على أسلوب "الابتزاز المنظّم بحق المدنيين، من السكان الأصليين في ناحية شيخ الحديد في عفرين شمالي حلب، المترافقة مع عمليات الاعتقال التعسفي والخطف بهدف الحصول على مبالغ مالية كبيرة (فدية)، والاستيلاء على المنشآت التجارية والمباني السكنية واتّهام أصحابها بالارتباط بالإدارة الذاتية، التي كانت مسيطرة على المنطقة حتى آذار عام 2018".
وفي آب من عام 2023 فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على فصيلي "لواء سليمان شاه" و"فرقة الحمزة" وقائديهما، أبو عمشة وسيف أبو بكر، وشملت العقوبات شقيق "أبو عمشة"، موجهة لم تهم ارتكاب انتهاكات جسيمة ضد حقوق الإنسان.