تقارير | 10 09 2024
روزنةأنهت فتاة قاصر حياتها، اليوم الثلاثاء، في أحد مخيمات ريف إدلب الشمالي، في الوقت الذي كشف فيه فريق "منسقو استجابة سوريا" 191 محاولة انتحار خلال العام الجاري.
وأفاد مصدر محلي لـ"روزنة" بأن فتاة تبلغ من العمر 16 عاماً، متزوجة منذ سنتين، وتنحدر من قرية قبر فضة بسهل الغاب فارقت الحياة إثر تناولها حبة غاز، في مكان إقامتها بـ"تجمع الجولان" في مخيمات قاح شمال إدلب.
اقرأ أيضاً: الضغوط التعليمية والوصول للمحظورات: قصة الطفلة التي هزت تفتناز
ولم يوضح المصدر الأسباب التي تقف وراء عملية الانتحار، مشيراً إلى أنها "ماتزال مجهولة".
حالات أخرى
أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، اليوم الثلاثاء، بأن شخصين أنهيا حياتهما في منطقتين بشمالي غربي سوريا.
ووفق المرصد، فإن شاباً ينحدر من قرية أورم الكبرى بريف حلب الغربي، أنهى حياته شنقاً في حي الأشرفية بمدينة عفرين "لأسباب مجهولة"، في حين رجحت مصادر للمرصد "أن سبب الانتحار هو الضغوطات النفسية والأوضاع المعيشية المتردية التي يعانيها".
وفارق شاب الحياة في مخيمات أطمة شمال إدلب، شنقاً، اليوم الثلاثاء، وهو مهجّر من قرية عطشان في ريف حماة الشمالي، بحسب "المرصد السوري".
191 محاولة انتحار
أصدر فريق "منسقو استجابة سوريا" تقريراً، اليوم الثلاثاء، بمناسبة "اليوم العالمي لمنع الانتحار"، وثق فيه 191 محاولة انتحار، تسبب 104 حالات منها بالوفاة، في حين لم تنجح 87 محاولة، في عموم سوريا، خلال العام الجاري 2024.
وقال الفريق في تقريره إن عموم المناطق السورية تشهد تزايداً ملحوظاً في حالات الانتحار، مقارنة بالأعوام السابقة، نتيجة العوامل المختلفة التي يمر بها السكان في مختلف المناطق.
قد يهمّك: كيف نحافظ على صحتنا النفسية ونتفادى إيذاء الذات؟
وبحسب التقرير فقد تصدر مناطق سيطرة النظام السوري عدد الحالات بـ 45 حالة انتحار و 37 محاولة، تلتها مناطق شمالي غربي سوريا بـ37 حالة انتحار و21 محاولة، ثم مناطق شرقي سوريا بـ22 حالة انتحار و29 محاولة.
تأثيرات محيطة
وكشف التقرير أن حوالي 75 في المئة من حالات الانتحار تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، حيث معدلات الفقر مرتفعة، وأن الأدلة تشير إلى وجود علاقة بين المتغيرات الاقتصادية والسلوك الانتحاري.
وشدد على أن اللجوء إلى إنهاء الحياة أو الانتحار ليس حلاً نهائياً لمواجهة على المشاكل التي يتعرض لها الشخص المقبل على الانتحار، مؤكداً "أن الأثر السلبي لها أكبر بكثير لما له تبعات اجتماعية ودينية على الشخص المنتحر".
وطالب كافة الجهات بمعالجة هذه الظاهرة في كافة جوانبها، مقترحاً إنشاء مراكز للتأهيل النفسي، وتشكيل فرق خاصة لمكافحة ظاهرة الانتحار، وإطلاق حملات إعلامية لتكريس الضوء على مخاطر هذه الظاهرة وكيفية الحد منها.
الخلل في تعامل الأسرة مع المراهق
قالت الخبيرة النفسية رزان عبيد في حديث سابق لـ"روزنة": "أثبتت الدراسات أن معظم مشكلات المراهقين النفسية تعود إلى تعامل الأسرة بالدرجة الأولى، سواء القسوة في التعامل وغياب التوجيه السليم والتوبيخ المستمر وغياب الحوار الإيجابي، وتقدير المراهق حسب قدراته الخاصة".
وأشارت إلى أن تلك السلوكيات "تتسم بالعنف والعدوانية تجاه المراهق، ومن ثم تتحول هذه السلوكيات ليطبقها على ذاته، بأن يؤذي نفسه بمختلف أنواع العنف، وقد تصل إلى سلوك الانتحار، ليعاقب ذاته لأنه لم يستطع إرضاء الأهل والحصول على حبهم وتقديرهم له".
وأوضحت أن من أساليب المعاملة الوالدية التفرقة والتمييز والتفضيل والمقارنة، حيث يمارس الأهل التفرقة بين الأبناء وتفضيل الآخرين، ومقارنة الطفل أو المراهق بأحد إخوته أو أقاربه أو أي شخص آخر وعدم تقبل الطفل أو المراهق بصفاته وقدراته وتقبله كما هو.
وفي تقرير سابق لـ"منسقو الاستجابة" وثق وفاة 44 شخصاً انتحاراً في مناطق شمالي غربي سوريا، خلال العام الماضي 2023، هم 10 أطفال، و8 نساء، و26 رجلاً.