تقارير | 1 09 2024

كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن النظام السوري يتعامل بحذر شديد تجاه إعادة العلاقات مع تركيا، مشيراً إلى مطالبته (النظام) بتحديد جدول زمني لانسحاب القوات التركية من سوريا.
وتحدث لافروف في لقاء مع قناة "RT" الروسية، مساء أمس السبت، عن سبب الوجود الروسي في سوريا: "عارضنا محاولة واشنطن تدمير سوريا، وأرسلنا قواتنا لحمايتها عام 2015".
عن مبادرات التقارب بين دمشق وأنقرة
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: "تعتبر سوريا أنه من الضروري تحديد آلية واضحة لإخراج القوات التركية من الأراضي السورية كشرط للاستمرار في هذه العملية، والأتراك مستعدون لذلك، لكننا لم ننجح بعد في التوصل إلى معايير محددة".
اقرأ أيضاً: وزير الدفاع التركي: تصريحات الأسد الأخيرة إيجابية للغاية
وأضاف الوزير الروسي بذلنا جهوداً كبيرة عبر وزارة الخارجية ووزارة الدفاع وتمكنا العام الماضي من تنظيم اجتماعات ضمت وزارات الدفاع والخارجية والاستخبارات الخارجية.
وأشار إلى دور موسكو في مناقشة الشروط التي قد تؤدي إلى تطبيع العلاقات بين سوريا وتركيا، مضيفاً: "كانت الاجتماعات مفيدة لكننا لم نتمكن من الاتفاق على كيفية المضي قدماً".
واعتبر لافروف أنه "من الحكمة التحضير للاجتماع المقبل"، مشيراً إلى أنه "واثق أنه سيتم عقده في المستقبل القريب".
وبحسب المسؤول الروسي، فإن موسكو مهتمة بعودة العلاقات بين النظام السوري وأنقرة، "خاصة أن العلاقات الشخصية بين القادة الحالين في تركيا وسوريا كانت دافئة قبل الربيع العربي".
وأوضح أن الرئيس أردوغان ووزراءه يؤكدون "أنهم يحترمون وحدة الأراضي السورية، وأن تواجدهم في هذه المنطقة مؤقت، حتى حل القضية الإرهابية، وجميع هذه التعهدات مسجلة بوضوح في جميع الوثائق المتفق عليها ضمن صيغة أستانا".
ووفق لافروف فإن "المحادثات تدور أيضاً حول عودة اللاجئين والإجراءات اللازمة للقضاء على التهديدات الإرهابية، وهو ما سيجعل وجود القوات التركية غير ضروري، كل ذلك قيد الدراسة".
تفاهمات أستانا
خلال حديث وزير الخارجية الروسي لافروف، تطرق إلى صيغة تفاهمات أستانا التي رعتها كل من روسيا وإيران وتركيا بين النظام السوري والمعارضة السورية.
قد يهمّك: وزير الدفاع التركي: النظام السوري يطالب بتحديد موعد للانسحاب كشرط لبدء المفاوضات
وحول هذه النقطة قال لافروف إن تركيا تولت مهمة تهدئة منطقة إدلب، وبين عامي 2019 و 2020 تم التوصل لاتفاقيات بين الرئيسين أردوغان وبوتين من أجل "طرد الإرهابيين من تلك البقعة، واستبدالهم بسلطات محلية مستعدة للحوار مع حكومة دمشق".
وأضاف لافروف: "كما كان هناك اتفاقية من أجل فتح طريق M4 الذي يربط دمشق بالمناطق الوسطى من سوريا، ورغم أن كل ذلك موثق على الأوراق إلا أنه يتم تنفيذه ببطء شديد".
وأشار إلى أن موسكو مازالت تشجع المسؤولين الأتراك على الالتزام بالتعهدات المقررة.
ترحيب تركي بخطاب بشار الأسد
رحب وزير الدفاع التركي يشار غولر بما جاء في خطاب رئيس النظام السوري بشار الأسد أمام مجلس الشعب، بخصوص التقارب مع تركيا، واصفاً تصريحاته بأنها "إيجابية للغاية".
وقال غولر في لقاء مع صحيفة "حرييت" التركية إنه سيكون من مصلحة البلدين إنهاء بيئة الصراع هذه في أسرع وقت ممكن، وعودة البلدين إلى أنشطتهما الطبيعية.
وبحسب وزير الدفاع التركي فإنه لا توجد مشكلة بين تركيا والنظام السوري لا يمكن حلها، مضيفاً: "أعتقد أنه بعد حل المشاكل، يمكننا مواصلة أنشطتنا الطبيعية كدولتين متجاورتين".
وتشهد المنطقة، خلال الفترة الأخيرة، نشاطاً دبلوماسياً من أجل إعادة العلاقات بين النظام السوري وتركيا، في ظل تكهنات عن قرب لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس النظام السوري بشار الأسد.