تقارير | 31 08 2024
نور الدين الإسماعيل
وصف وزير الدفاع التركي يشار غولر تصريحات رئيس النظام السوري بشار الأسد أمام مجلس الشعب، بخصوص التقارب مع تركيا بأنها "إيجابية للغاية"، وأن لا مشكلة بين تركيا وسوريا لا يمكن حلها.
وفي حديث لصحيفة "حرييت" التركية نشرته اليوم السبت، قال غولر: "أعتبر تصريحات الأسد الأخيرة إيجابية للغاية".
وأضاف الوزير التركي: "صرح رئيسنا (رجب طيب أردوغان) الموقر أنه من الممكن أن نلتقي، لقد سررنا حقاً أن الأسد فهم وأدرك ذلك".
واعتبر يشار غولر، وفق رأيه، أنه سيكون من مصلحة البلدين إنهاء بيئة الصراع هذه في أسرع وقت ممكن، وعودة البلدين إلى أنشطتهما الطبيعية.
اقرأ أيضاً: وزير الدفاع التركي: النظام السوري يطالب بتحديد موعد للانسحاب كشرط لبدء المفاوضات
وبحسب وزير الدفاع التركي فإنه لا توجد مشكلة بين تركيا والنظام السوري لا يمكن حلها، مضيفاً: "أعتقد أنه بعد حل المشاكل، يمكننا مواصلة أنشطتنا الطبيعية كدولتين متجاورتين".
"التفاوض بحاجة إلى مرجعية"
في كلمة ألقاها أمام مجلس الشعب بدورته الجديدة، يوم الأحد الماضي، قال رئيس النظام السوري بشار الأسد حول مبادرات التقارب مع الجانب التركي إن الأوضاع المتأزمة عالمياً تدفع من أجل إعادة العلاقات مع الجانب التركي.
وقال بشار الأسد: "الوضع الراهن المتأزم عالمياً وانعكاساته علينا يدفعنا للعمل بحركية أسرع من أجل إصلاح ما يمكن إصلاحه، بعيداً عن مشاعر الأسى وآلام الجروح من طعنة شقيق أو غدر صديق، بهذه الروحية تعاملنا مع المبادرات التي طرحت بشأن العلاقة مع تركيا".
وتابع رئيس النظام السوري بأن: "السيادة والقانون الدولي يتوافق مع مبادئ كل الأطراف الجادة في حل المشكلة، أما استعادة العلاقات الطبيعية كنتيجة للانسحاب والقضاء على الإرهاب فهي مصلحة مشتركة لأي شعبين جارين، لكن لا يمكن الحصول على نتيجة دون التعامل مع السبب".
وخلال الكلمة أشار بشار الأسد إلى أن أية عملية تفاوض بحاجة إلى مرجعية تستند إليها لكي تنجح، مضيفاً: "أول الحل هو المصارحة لا المجاملة تحت عنوان المصالحة، أول الحل هو تحديد موقع الخطأ لا المكابرة، إذ كيف يمكن معالجة مشكلة لا نرى أسبابها الحقيقية".
قد يهمّك: وزير الدفاع التركي يجدد شروط الانسحاب من سوريا.. والعراق "يسعى لمصالحة" بين دمشق وأنقرة
وأضاف: "عندما يتم الاتفاق على هذه العناوين يجب أن يصدر بيان مشترك من خلال لقاء بين المسؤولين في الطرفين بمستوى يحدد لاحقاً، هذا البيان المشترك يتحول إلى ورقة تشكل ورقة مبادئ هي التي تشكل القاعدة للإجراءات التي يمكن أن تتم لاحقاً بالنسبة لتطوير العلاقة أو الانسحاب أو مكافحة الإرهاب أو غيرها من العناوين التي تهم الطرفين".
تصريحات متبادلة
منتصف آب الجاري، صرح وزير الدفاع التركي يشار غولر أن النظام السوري وضع شرطاً لإعادة العلاقات السورية – التركية، في تحديد موعد لانسحاب القوات التركية من سوريا، مجدداً رؤية أنقرة لإقامة السلام في سوريا عبر صياغة دستور جديد للبلاد وإجراء انتخابات حرة.
وقال الوزير التركي في لقاء بثته القناة الرسمية لوزارة الدفاع التركية، إن النظام السوري يشترط على تركيا "إذا أخبرتمونا بموعد الانسحاب، فسوف نلتقي".
وأضاف غولر: "نحن ندرك أنه يجب اعتماد دستور شامل في هذا الشأن"، مشيراً إلى المماطلة في إعداد دستور شامل في سوريا، مجدداً رؤية بلاده إلى عودة السلام في سوريا، عبر إجراء انتخابات حرة: "نحن مستعدون للعمل مع من يصل إلى السلطة نتيجة انتخابات حرة".
سبق ذلك في 12 آب الجاري، ما كشفه وزير الدفاع التركي أن بلاده قد تجري اجتماعاً مع النظام السوري على المستوى الوزاري، ضمن محاولات إعادة العلاقات بين الجانبين.
وقال غولر في حديث لوكالة "رويترز": "تركيا وسوريا قد تجتمعان على المستوى الوزاري في إطار الجهود الرامية لتطبيع العلاقات، إذا توافرت الظروف المناسبة".
ونقلت "dw" الألمانية بنسختها التركية ووسائل إعلام أخرى، قول الوزير التركي لرويترز إن "تركيا لن تناقش انسحابًا منسقًا من سوريا إلا في حالة إقرار دستور جديد وإجراء انتخابات وضمان أمن الحدود".
وتشهد المنطقة، خلال الفترة الأخيرة، نشاطاً دبلوماسياً من أجل إعادة العلاقات بين النظام السوري وتركيا، في ظل تكهنات عن قرب لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس النظام السوري بشار الأسد.
