معاينة حكيم | 16 05 2024

تمر بقريب أو صديق أو جار مصيبة أو معاناة، ونشعر أننا بحاجة إلى مواساتهم أو التضامن معهم، ما العبارات والأساليب الأفضل والأخطاء الشائعة للمواساة والتضامن؟.
في ظل الظروف التي يعيشها أغلب السوريين في الداخل، وفي بلدان اللجوء، والضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية وكذلك المخاوف الأمنية، تزيد الحاجة إلى الإحساس بمعاناة الآخرين، ومواساتهم أو التضامن معهم ومساعدتهم على قدر المستطاع.
ولكن، هل سألنا أنفسنا، هل طريقتنا في المواساة والتضامن مع صاحب المعاناة ستفيده حقاً، أم أننا ربما نتسبب بغير قصد في تعميق ألمه؟
أساليب مؤذية للتضامن مع شخص يمر بظروف صعبة أو مصيبة
إصدار الأحكام المسبقة، مثلاً أن نقول لصاحب المعاناة: "أكيد أنك أخطأت في مكان ما حتى وصل بك الأمر إلى هذه المصيبة".
وإطلاق الأحكام عملية سهلة ولا تحتاج لأي جهد في التقصي عن الظروف الحقيقة وطراق التعاطف الصحيحة، وبخاصة عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي.
التكهن والتحليل غير القائم على أدلة كأن تخاطب الشخص صاحب المعاناة، "لو كنت مرضياً لوالديك لما حدث معك هذا"، أو "لماذا لم تقم بكذا؟.. لو أنك فعلت كذا لما لحقت بك المصيبة".
ومن العبارات الدارجة في التكهن بحالة صاحب الظروف الصعبة، "أكيد لو لم يكن متعاطياً للمخدرات ما كان وصل هنا"،
الإسراع والتعجل في "التضامن" مع الشخص صاحب المعاناة، قبل أن أعرف عن خلفية حالته والظروف التي مر بها، بل سارعت لتبني طريقة في التضامن بناءً على الصورة الحالية للشخص المعاني، المقتطعة من حالته العامة وما مر به.
مثلاً: لا نوفق إلى تضامن فعال وصحيح مع لاجئ سوري يعاني من ظروف ما في بلد اللجوء، من دون الأخذ بعين الاعتبار ما مر به، خلال السنوات الأخيرة.
المواساة عبر الشكوى، أي أسارع للحديث لصاحب المعاناة عن معاناتي ومشكلاتي الشخصية.
أساليب صحيحة للتضامن مع شخص يمر بظروف صعبة أو مصيبة
بداية، لا بد لنا أن نقر بأننا لسنا جميعاً لدينا القدرة على التضامن مع صاحب المعاناة بطريقة صحيحة تخفف عنه ولا تؤذيه.
استمع لصاحب المعاناة، فغالباً لا يحتاج ذلك الشخص لسماع حلول أو عبارات مواساة، وإنما لشخص يستمع له.
والاستماع، مشروط بألا يتأثر المستمع سلبياً ويكون قادراً على الاستماع من دون أن يصيبه أذى نفسي (بعض الأشخاص ينهارون عند سماع معاناة الآخرين)، وهنا السلامة الشخصية هي الأهم.
حاول احتواء صاحب المعاناة واستخدام عبارة "أنا أفهمك"، وفي سياق الاحتواء ممكن أن نخاطب الشخص بعبارة "لست الوحيد التي تمر بهذه الظروف"، وهنا من الممكن الحديث عن تجربة مؤلمة مشابهة مع آخرين وكيف جرى تجاوزها.
اصبر على التغيرات التي قد تطرأ على صاحب المعاناة، والابتعاد عن لومه أو إصدار أحكام على تغيرات تصدر منه مثل: الغضب، الانفعال، تغيّر المزاج، وأن يقول: "ما عاد حدا معي".
ساعد الشخص صاحب المعاناة في الوصول إلى مقدم الخدمات النفسية،
أيقن أنه لا حلول "عامة وواحدة" للمشكلات الإنسانية، إذ أن لكل شخص ظروف مر بها، والحلول تختلف من شخص إلى آخر، فما يفيد شخص لا يفيد الآخر وربما يأتي له بالضرر.
للمزيد من النصائح والمعلومات عن التضامن الصحيح مع من يمرون بظروف صعبة، مع اختصاصية المعالجة النفسية صهباء الخضر، ضيفة وداد في "معاينة حكيم".
تابع اللقاء كاملاً..