تقارير وتحقيقات | 19 03 2024
![](https://cdn.rozana.fm/storage/authors/13395538621415853262.jpg)
يتحايل السوريون من أجل الحصول على بعض "المتعة والرفاهية" من خلال مشاهدة الجزء اليسير ممّا يعرض على القنوات التلفزيونية من مسلسلات وأعمال فنية رمضانية ولا سيما السورية.
تارة يشاهدون مسلسلاً أو اثنين عبر الهاتف المحمول من خلال تطبيقات الفيسبوك والتلغرام، أو على التلفاز من خلال "الراوتر"، وهو خيار يدفع المشاهد للتوتر والانتظار، بسبب سوء شبكة الانترنت والحاجة لتحميل الحلقة لمدة تصل إلى أربع ساعات.
البعض الآخر استغنى عن متابعة المسلسلات بسبب التقنين الكهربائي الممتد لساعات طويلة في مناطق سيطرة النظام السوري، والتي تصل أحياناً إلى 24 ساعة، في ظل عدم القدرة على تعبئة وشحن الهاتف بالباقات الشهرية، أو عدم وجود "راوتر".
الفيسبوك أسرع
تشاهد إيمان (36 عاماً) معلمة مقيمة في مدينة حلب، مسلسل "ولاد بديعة" على فيسبوك وتلغرام عبر الهاتف، تقول لروزنة إن الحلقة المعروضة عبر فيسبوك "يكون تحميلها أسرع" من تلغرام.
وتوضح أن هناك العديد من الصفحات والمجموعات التي تعرض المسلسلات، لكن بدقة منخفضة مقارنة مع دقة التصوير الأصلي المرتفعة: "لا بأس المهم أن نحظى بقليل من أجواء المتعة التي اعتدنا عليها في شهر رمضان".
هناك بعض المصاعب التي قد تقف أمام إيمان وتمنعها من متابعة مشاهدة مسلسلها عبر الهاتف حتى نهايته، منها الباقة المؤلفة من "30 جيغا" والبالغ ثمنها 120 ألف ليرة، التي لا تكفيها لكامل الشهر، ما قد يضطرها لتعبئة باقة جديدة من الانترنت.
وشرحت في وقت يبلغ فيه متوسط الرواتب 300 ألف ليرة سورية: "لا أعرف إن كان سيتوفر معي المال لتعبئتها أم لا.. الوضع المادي متردٍ".
يارا (26 عاماً) مقيمة في حمص، تعتمد هي الأخرى على الهاتف المحمول في متابعة مسلسلها المفضل، عبر تطبيق فيسبوك.
تقول يارا لروزنة: "هناك مجموعة على الفيسبوك، مقرصنة، أشاهد من خلالها ما أريد من مسلسلات".
التقنين الكهربائي في مدينة حمص يصل إلى خمس ساعات مقابل وصل ربع ساعة فقط، وفق يارا، التي أكدت أن التقنين أصبح أسوأ في رمضان، حيث كانت تأتي الكهرباء لمدة ساعة قبل دخول شهر الصيام.
اقرأ أيضاً: دليل المسلسلات السورية والمشتركة في رمضان 2024
"الراوتر ميت"
التقنين الكهربائي في مدينة حلب يقارب الـ 24 ساعة، لا تتوفر الكهرباء في بعض المنازل سوى ساعتين، وفق شهادات لروزنة.
جودي (34 عاماً) مقيمة في مدينة حلب، ضمن منطقتها "حلب الجديدة" تأتي الكهرباء بين الساعة الثانية والرابعة فجراً: "هو وقت ميت لكوننا نيام ولا نستطيع الاستفادة منها".
وتتهكّم في حديثها معنا: "الراوتر عندي سيء جداً لا أستطيع من خلاله متابعة أي شيء، أحتاج إلى أربع ساعة لتحميل حلقة من مسلسل ما.. أكتفي بندب حظي وانتظار الفرج، أما الباقة الشهرية على الهاتف لا تكفيني سوى للواتس آب والتصفح البسيط".
وحتى إن قررت جودي تحسين جودة الانترنت على الراوتر تحتاج إلى ميزانية مالية غير متوفرة.
أشارت: "والدي رفع الباقة على الراوتر إلى 84 جيغا شهرياً ومع ذلك تنتهي بنهاية الشهر، وتكلف 30 ألف ليرة، وتبقى بطيئة رغم ذلك، إذ أحببت متابعة مسلسل يجب أن يكون ليلاً عند نوم الآخرين، من أجل جودة الشبكة".
ولفتت أنه في حال وجود نظام الأمبيرات، يستطيع الشخص مشاهدة ما يشاء من مسلسلات، الأمبير الواحد من الساعة الخامسة مساء وحتى منتصف الليل تبلغ تكلفته أسبوعياً 60 ألف ليرة سورية.
هناك حلول أخرى رغم أنها قد تكون صعبة في بعض الأحيان وفق جودي، مثل الاتفاق مع جارة لديها كهرباء، من أجل متابعة مسلسل ما معها، أو زيارة الوالدين في حال كان وضع الكهرباء عندهما أفضل.
"مسلسل العتمة" هو المفضّل
كثيرون غير قادرين على متابعة الأعمال الفنية الرمضانية، بسبب التقنين الكبير في كافة المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام، إضافة إلى تردي الوضع المادي الذي يمنعهم من توفير الكهرباء بطرق أخرى كالطاقة الشمسية أو عبر اشتراك الأمبيرات، وبالتالي الغياب عن الموسم الرمضاني.
وتهكّم سوريون عبر فيسبوك على سؤال نشرته إحدى الصفحات المحلية في سوريا، جاء فيه: "شو عم تحضروا مسلسلات" ليكون الرد مسلسل "العتمة" ومسلسل "مافي كهرباء" ومسلسل "كسر الظلام" ومسلسل "على الشمعة كل العمر"، من إخراج "وزارة الكهرباء".
"صفاء" إحدى المعلّقات كتبت: "نحضر مسلسل كل أهالي سوريا تشاهده وهو (الكهرباء في ذمة الله)".
"ﻧﺎﻧﺎ" من دمشق أشارت إلى أن منطقة المهاجرين المقيمة فيها لا يوجد فيها كهرباء، ولا تعرف عن المسلسلات إلا ما تسمعه من الانتقادات والحديث عبر الانترنت.
ويعرض في شهر رمضان عشرات الأعمال العربية، بينهم أعمال سورية، أبرزها "تاج" و"ولاد وديعة" و"العربجي2" وغيرهم من المسلسلات.
ومنذ سنوات تتبع حكومة النظام السوري نظام التقنين الكهربائي في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، مقابل ساعات وصل ضئيلة، تختلف من محافظة لأخرى ومن منطقة لأخرى، وهو ما دفع السوريين للتأقلم مع تلك الحالة واللجوء إلى حلول بديلة كالطاقة الشمسية أو الاشتراك عبر نظام الأمبيرات، أو اللجوء إلى البطارية.