"شبيحة" متهمون بالإساءة لعلي بن أبي طالب!

تقارير | 25 05 2020

في واحدة من قرى طرطوس، كتب أهل قتيل من "الشبيحة"، على صورة ولدهم، "لن أخشى في حب الأسد مقتلي.. فالأسد عشقي والروح نادت يا علي". و على صورة قتيل آخر، في إحدى قرى صافيتا، نجد بيت شعر يقول:" أيها الرشاش اعزف لحن ذكرانا.. فنحن جند علي والكل يخشانا".

وخط آخرون أيضاً:" شهداؤنا الأبرار برعاية حيدر الكرّار"، والكرار، هي إحدى صفات علي بن أبي طالب، مشتقة من الكر، أي "الهجوم".

يسعى أهالي وأصدقاء "الشبيحة"، إلى اختيار عبارات قوية، لكتابتها على صور من يفقدون من أبنائهم، راجين من ذلك، إيصال فكرة أنّ أولادهم، قتلوا وهم يحذون حذو  علي بن أبي طالب.

وفيما تكثر مثل تلك العبارات على صور "الشبيحة"، فإنها نادراً ما تلاحظ على صور قتلى جيش النظام السوري من العسكريين، و قد توضع على صور القتلى من الضباط، ولكن "الشبيحة" يفوزون بالنصيب الأكبر منها.

ويعتقد أحد المعارضين في طرطوس، أن ذكر "الشبيحة" لعلي بن أبي طالب، هو محاولة منهم لتغيير نظرة الناس لهم، خاصةً بعد افتضاح نهبهم، وشيوع فجورهم، على حد تعبيره. 

عبارات تليق بـ "المجاهدين"!

تتباين آراء الناس حول تلك العبارات، أو أبيات الشعر التي يضعها أهالي "الشبيحة"، ويجد من يوافق على الفكرة أنها تليق بـ" المجاهدين"، فقد درج "الشبيحة" على تسمية بعضهم بالمجاهدين، ويحق "للمجاهد "، كما يرون، أن يتبع خطى علي بن أبي طالب.

ووصل الأمر بأحدهم في دوير رسلان بريف طرطوس، أن أوصى أحد المصورين، أن يكتب  على صورته إذا ما قتل:" لهم في الموت فلسفة فلا يخشونه"، ذلك أنّ الموت مرحلة من مراحل الحياة الأخرى، التي سينتقل إليها "الشبيح"، كما يشرح المصور .

يضحك سامر الشاب الطرطوسي، عند رؤية عبارات تمجيد "الشبيحة"، ويزداد غضبه عند قراءة اسم علي بن أبي طالب،  على صور "القتلة" كما يسميهم.

 ويقول: "هؤلاء لم يقرأوا حرفاً واحداً عن علي، ولو أنهم على نهجه لرفعوا سلاحهم بوجه من سرق البلد"، في إشارة منه للنظام السوري. 

مدرس التاريخ أحمد، يجزم بأن هؤلاء "يجهلون الحقبة التي عاشها علي بن أبي طالب، لأن جنوده لم يكن لهم هيئة وسلوك الشبيحة"، مؤكداً أنهم كانوا مثالاً للزهد والعفة، وكان المارقون من يخافونهم، بينما لم يخَفهم أهل بلدهم.

ويقول: " لو أن علياً كان بيننا اليوم لحاربه هؤلاء أولاً، ثم عفشوا ما يملك".

مشايخ يعترضون على تصرفات "الشبيحة"

لم يقف الأمر عند عامة الناس، فقد انبرى بعض المشايخ لنهي "الشبيحة" عن أفعالهم، ووقع العشرات منهم، على عريضة يحرمون فيها السرقة، وقطع الطريق من أيّ شخص كان. 

وعلى الرغم من موالاة الشيخ شعبان منصور، في ريف مصياف للنظام السوري، إلا أنه منع أي "شبيح" من دخول منزله.

ويقول أحد أبناء المشايخ في ريف مصياف لروزنة: "شتان ما بين فلسفة علي في الحياة والموت وفلسفة هؤلاء القتلة"، ويستحضر الشاب قول علي بن أبي طالب، عند دخوله مدينة الكوفة:" يا أهل الكوفة جئتكم بناقتي وولدي، فإن خرجت بأكثر منهما فحاسبوني".

ويضيف الرجل في إشارة إلى "الشبيحة": "هؤلاء لو دخلوا الكوفة فإنهم سيمحونها عن بكرة أبيها، ولن يحاسبهم أحد".

 

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

بودكاست

شباب كاست

بودكاست مجتمعي حواري، يُعدّه ويُقدّمه الصحفي محمود أبو راس، ويُعتبر منصة حيوية تُعطي صوتًا للشباب والشابات الذين يعيشون في شمال غرب سوريا. ويوفر مساحة حرّة لمناقشة القضايا والمشاكل التي يواجهها الشباب في حياتهم اليومية، بعيدًا عن الأجواء القاسية للحرب.

شباب كاست

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة.

أوافق أرفض