تقارير وتحقيقات | 8 02 2024

"قطعوا الشجرة"، عبارة متداولة بكثرة خلال السنوات الماضية في سوريا، في ظل عمليات القطع الجائر الواسعة والتحطيب المنتشرة في مختلف المناطق السورية، وسط غياب للوعي واتخاذ إجراءات تحد من مخاطرها على البيئة.
لكن أن يكون للشجرة قصة وحكاية وذكريات يتداولها الناس، فهذا يحصل في حالات قليلة، كتلك الخاصة بشجرة الأمنيات أو "الشراتيح" في السويداء، التي علّق سوريون وسوريات من أهالي المحافظة على خبر قطعها مؤخراً، كما يكتبون عادة في التعليقات عبر مواقع التواصل عند نشر خبر وفاة أحدهم أو نعوة لشخص له حضور في مجتمعه.
"كان الناس يقصدونها من أجل إلقاء أمنياتهم أملاً بتحقّقها، كأمنيات الحب أو الشفاء أو الغنى أو حتى السفر، ويعلّقون قطعاً من الملابس عليها"، يقول طارق ابن مدينة السويداء.
وأضاف في حديثه مع روزنة: "شجرة الأمنيات، أصبح مصيرها اليوم كمصير باقي أشجار التحطيب، أصبحت من الماضي بعدما استثمرها تجار الحطب".
وشرح غاضباَ: "بسبب الفقر والوضع المتردي، تجار الحطب حتى تلك الشجرة لم يستثنوها، قطعوها مع عشرات الأمنيات، كما قطعوا أشجار الأحراش وباعوها للناس".
ونشر موقع "السويداء 24" صورة للشجرة بعد قطعها من قبل الحطابين خلال الأيام الأخيرة.
تقع شجرة الأمنيات أو "الشراتيح" أو "الشراشيح" (بسبب تعليق الثياب عليها) عند منطقة عين المرج، على جانب الطريق الرئيسي بين مدينة السويداء وظهر الجبل، وهي شجرة بلوط كبيرة، وفق "السويداء 24".
وتمثل الشجرة حالة من الأمل لدى بعض أهالي السويداء، الذين يتمنون أن تحقق أمنياتهم، إضافة لكونها مكاناً لالتقاء العشاق وللذكريات والتقاط الصور التذكارية لكونها من الأشجار المعمرة، حسب طارق، الذي أكد لنا: "كان لها مكانة كبيرة لدى أهالي المنطقة".
وتعتبر المناطق الحراجية هدفاً لتجار الحطب ولاسيما في ظل ارتفاع أسعار المحروقات وندرتها شتاء، واندلعت الشهر الفائت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة بين مجموعة حطّبين في منطقة ظهر الجبل شرقي السويداء بسبب خلاف على عمليات قطع الأشجار، "وفق السويداء 24".
ويصل سعر الطن الواحد من الحطب بين 2.5 و3 ملايين ليرة سورية، حسب نوعه وجودته، بينما كان يبلغ ثمنه العام الفائت بنحو مليون ليرة.
ومنذ سنوات تشهد المناطق الحراجية في محافظة السويداء تحطيباً جائراً، حيث تلاشت حراج كاملة مثل "حرش العين قرب مدينة صلخد، ومنطقة ظهر الجبل وسد الروم وغيرها، إضافة إلى تحطيب الأشجار المثمرة كالتفاح وكروم العنب.
شجرة الأمنيات في ددول أخرى
في العديد من البلدان، هناك ما يسمى بشجرة الأمنية أو شجرة طلب الرغبات، تقصد لطلب الرغبات أو الأمنيات أو لتقديم النذور والقرابين، وتعرف على أنها ذات قيمة دينية أو روحية خاصة.
ويقدم الشخص نذراً مقابل ما يتمنى أو يرغب، بحسب التقاليد المحلية لكل منطقة.
وفي بلغاريا، بمنطقة روس، توجد شجرة الأمنيات من نوع الدردار، عمرها 700 سنة، يعتقد بأنها تحقق الأمنيات وذلك بعد أن أخذ أحد الأشخاص عدة قطرات من الشجرة ووضعها على عيني فتاة لا ترى، عندما استيقظت الفتاة من نومها سمع صوتها في كل المنطقة وهي تقول: "أستطيع أن أرى أستطيع أن أرى"، بحسب موقع "treeoftheyear".
وتعرف أيضاً أشجار الأمنيات في اسكتلندا وأيرلندا وكورنوال، حيث تربط قطع قماشية صغيرة أو شرائط ببعض الأشجار كطقوس لتمني الصحة الجيدة، وتعرف هذه الأشجار بأشجار "كلوتي" وعادة ما توجد بجانب الآبار والأماكن المقدسة.