حياة | 31 01 2024

يخوض المنتخب السوري، مساء اليوم الأربعاء، مباراة حاسمة ضد نظيره الإيراني ضمن منافسات ثمن نهائي كأس الأمم الآسيوية – قطر 2023، في ليلة يعتبرها مشجعوه أنها "تاريخية" إن تحقق الفوز.
وسيحتضن ملعب عبد الله بن خليفة بنادي الدحيل، لقاء المنتخبين السوري والإيراني في آخر مباريات الدور ثمن النهائي، والتي سنتعرف من خلالها على ثامن المتأهلين إلى ربع النهائي.
بحث عن فوز غائب من 51 عاماً!
يعد المنتخب الإيراني أحد أكثر المنتخبات التي لعبت ضدها سوريا، حيث التقى الفريقان 29 مرة، فاز الإيرانيون في 18 مباراة، وحسم التعادل مواجهات الفريقين 10 مرات، بينما لم يفز السوريون إلا مرة واحدة، كانت في عام 1973 في تصفيات كأس العالم، وبهدف وحيد.
إيران التي لطالما أخرجت المنتخب السوري من تصفيات كأس آسيا وتصفيات المونديال، يعرفها مشجعو الكرة في سوريا جيداً، إذ يربطون دوماً سوء الحظ في أي قرعة، بمواجهة إيران.
أغلب مواجهات الفريقين جمعتهما في التصفيات المؤهلة لكأس العالم أو كأس آسيا ولقاءات ودية وفي بطولة غرب آسيا، حيث شهدت الأخيرة أكبر فوز لإيران على سوريا بسبعة أهداف لهدف، عام 2004.
أما المواجهة الوحيدة في كأس آسيا فكانت عام 1980 في الكويت وانتهت بالتعادل السلبي من دون أهداف، وآخر لقاء بين الفريقين كان في تصفيات المونديال 2022 الماضي، وفازت إيران بثلاثية نظيفة.
تاريخ حافل بالهزائم لا يشجع على توقع إمكانية تجاوز سوريا لعقبة إيران، ولكن يرى متابعون أن الفريق ظهر بشكل مختلف في البطولة، وكوبر قادر على ضبط الخطوط الدفاعية ومنع إيران من التسجيل.
كوبر: "الدفاع هو الأساس"
وصف الأرجنتيني هيكتور كوبر مدرب المنتخب السوري مواجهة إيران بالصعبة أمام أحد أقوى المنتخبات الآسيوية، مشيراً في الوقت ذاته، إلى أنهم متفائلون ومتحمسون ولديهم طموح كبير، وفق ما ذكر خلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم أمس الثلاثاء.
ولدى سؤاله من قبل الصحفيين عن التكتيك الذي سيتبعه في مواجهة هجوم إيران القوي، قال: "الدفاع هو الأساس، سنحاول تفادي تلقي الأهداف، وسندخل المباراة بتركيزٍ عالٍ وأريد تهنئة فريقي على الجهود والتضحيات التي بذلوها في المباريات السابقة".
ووصف كوبر لاعبيه بالمقاتلين "من أجل إسعاد الشعب السوري، وسط الظروف الصعبة التي يعيشها السوريون"، مضيفاً: "آمل أن يكون الحظ حليفنا، فكرة القدم مليئة بالمفاجآت، كل شيء ممكن".
بدوره، أكد إبراهيم هيسار متوسط ميدان المنتخب السوري أنه ليس قلقاً بخصوص عدم فاعليتهم هجومياً بعدما سجلوا هدفاً وحيداً فقط في 3 مباريات بالبطولة، وقال: "لست قلقاً لأننا صنعنا العديد من الفرص في جميع المباريات، ولكننا لم نوفق في ترجمتها، وسنحاول تقديم أفضل ما لدينا وتحقيق تأهل تاريخي جديد".
ونوّه أن المنتخب جديد ويسير خطوة بخطوة، والتأهل للدور الثاني أعطاهم ثقة أكبر ويطمحون للوصول إلى أبعد نقطة في البطولة.
وأكد هيسار: "المباراة الأخيرة والتأهل أصبحا وراءنا، تركيزنا الآن على مواجهة إيران والخروج بنتيجة إيجابية".
مدرب إيران: "نعرف أسلوب كوبر!".
من جانبه أكد أمير قلعة نويي مدرب المنتخب الإيراني على صعوبة مباراة فريقه أمام سوريا، وقال: "المواجهة ستكون واحدة من أصعب المباريات، سنلعب أمام فريق منظم، يقوده مدرب نعرفه جيداً ونعرف أسلوب لعبه".
وأضاف أنهم على علم بكيفية إعداد كوبر للمنتخب السوري للمباراة، ويدركون الطريقة التي سيلعب بها "سيلعب مثلما كان يفعل مع المنتخبات التي دربها من قبل، ونحن على اطلاع جيد، وهو جيد بتنظيم الدفاع الذي سيكون قوياً في جميع خطوطه".
وأكد "قلعة نويي" على ضرورة تفادي ارتكاب أخطاء والتركيز من أول دقيقة حتى يتم حسم الأمور وتحقيق الهدف المرجو وهو الفوز والتأهل.
وأوضح: "تعلمنا من الأخطاء، وعلينا تجنب تكرارها، والمنتخب السوري تطور في الفترة الأخيرة، وسنظهر أفضل ما لدينا من مهارات فردية لتحقيق الانتصار"
من ناحيته اعتبر علي رضا جهانبخش لاعب منتخب إيران ونادي فينورد الهولندي أن المواجهة لن تكون سهلة، وقال: "الفريق السوري متميز بدنياً ودفاعياً، ولكن نحن جاهزون للمباراة وهدفنا الفوز والوصول لربع النهائي".
بين مرشح للقب.. وآخر وصوله للدور الثاني "إنجاز تاريخي"!
المنتخب الإيراني حامل لقب آسيا 3 مرات متتالية "1968، 1972، 1976"، يدخل البطولة بهدف وحيد وهو استعادة لقب غائب منذ 48 عاماً، إذ تمكنوا من حسم صدارة مجموعتهم في هذه البطولة بـ 3 انتصارات على فلسطين 4-1، وبهدف على هونغ كونغ، و2-1 على الإمارات.
بينما فرح جمهور المنتخب السوري بوصول اعتبر تاريخياً إلى ثمن النهائي، حيث لم يسبق للفريق أن تجاوز الدور الأول في مشاركاته الست السابقة، جاء بفوز وتعادل، وبعد تعديل نظام البطولة ليصعد إلى الدور الثاني أفضل 4 فرق نالت المركز الثالث.
إيران ستعتمد على ترسانة لاعبيها التي توصل بـ"المرعبة" من المحترفين في أوروبا، يتقدمهم المهاجمين مهدي طارمي نجم فريق بورتو البرتغالي، وسردار أزمون لاعب روما الإيطالي، وأنصاري فرد من باناثينايكوس اليوناني، وجهانبخش لاعب فينورد الهولندي.
ثنائي طارمي وأزمون، هما من الأخطر في البطولة، لن يصعب عليهم، وفق مختصين، التسجيل في شباك أحمد مدنية حارس مرمى نادي جبلة، وتجاوز ثائر كروما مدافع الفتوة ومؤيد عجان ظهير نادي الوحدة.
بالمقابل، يمتلك المنتخب السوري أيضاً أيهم أوسو مدافع سلافيا براغ التشيكي، الذي ظهر بشكل جيد في الدور الأول ومنع الخصوم من تهديد المرمى في عدة فرص، رفقة خليل إلياس وإيزكويل العم وهيسار القادمين من الأرجنتين، وعمار رمضان واللاعب الشاب محمود الأسود، الذين سيعتمد عليهم كوبر في مهمة إيران الصعبة.
ويطالب البعض بأن تشهد تشكيلة هيكتور كوبر بعض التغييرات، حيث ينتظرون الزج بعمر خريبين صاحب هدف سوريا الوحيد في البطولة أساسياً، بدلاً من بابلو صباغ الذي لم يستغل الفرص التي أتيحت له في المباريات الماضية، الأمر الذي لن يفعله كوبر غالباً، حسب صحافيين في قطر.
وسيتأهل المنتصر من مباراة إيران وسوريا للعب مع الفائز من مواجهة اليابان والبحرين، في الـ 3 من شباط المقبل على ملعب المدينة التعليمية بالدور ربع النهائي.
الجدير بالذكر أن منتخب إيران يحتل المرتبة 21 في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم للمنتخبات، بينما يأتي المنتخب السوري في المركز 91 عالمياً.