تقارير | 25 05 2020
في خطوة أثارت حفيظة الكثيرين، أعلنت "شبكة السويداء الوطنية" المؤيدة للنظام، صباح يوم السبت، عن مقتل ثمانية من متطوعي ما يسمى جيش الدفاع الوطني أثناء قتالهم إلى جانب قوات النظام في درعا.
إذ طالما كان التكتم مسيطرا على وجود مدنيين من السويداء يقاتلون إلى جانب النظام في درعا، حيث كان جواب نخبة من مشائخ الطائفة الدرزية لمندوب النظام وحليفه "سمير القنطار"، قاطعا برفض جر المدنيين للقتال خارج حدود المحافظة.
خلال الشهرين الماضيين شيِّعت في السويداء ثلاثة جثامين لمدنيين كانوا يقاتلون إلى جانب النظام في درعا، جميعهم أشيع عنهم التعرض لحوادث داخل المحافظة، التفافا على قرار مشايخ الطائفة بعدم الصلاة على المدنيين الذين يقتلون خارج المحافظة.
يبدو الوضع مختلفا اليوم، صفحة السويداء "توب نيوز" المؤيدة على الفيسبوك، نشرت في أكثر من مرة أن عدد قتلى جيش الدفاع الوطني اليوم فاق الثمانية، الجرحى بالعشرات، هذا عدد كبير لا يمكن اخفاؤه بتلفيق حوادث، غير أن الخبر الذي ربما دفعهم إلى هذا الإعلان هو وجود ما يقارب المئتي مقاتل مازالوا محاصرين في درعا.
"نقلوا ما يزيد عن ثلاثمئة من عناصر الجيش الوطني الأسبوعين الماضيين للقتال في درعا" يقول عضو تنسيقية محافظة السويداء أبوآدم (اسم مستعار) ، ويضيف: "فقط الجيش الوطني وكتائب من الحزب القومي السوري الاجتماعي تقاتل عند الخطوط المتقدمة في درعا، اللجان الشعبية يستدعونها للتصدي للعمليات الحدودية بين المحافظتين".
ويرى "أبو آدم" أن هذه الأمور لاتروق للشارع الذي يحاول النأي بنفسه عن النزاع، لذلك لا يتكلم أحد في التفاصيل، مؤكدا أن قوام جيش الدفاع الوطني من أبناء الأرياف المعدومين المحتاجين لأي مصدر رزق. "في البداية _منذ حوالي السنة_ أعطوهم السلاح ومبلغ عشرة ألاف ليرة سورية شهريا، ووعدوهم بعدم الخروج من قراهم، ومنذ شهور قليلة بدأوا يرفعون الأجور، وأخضعوهم لدورات قتالية في مناطق متعددة باشراف من قوات إيرانية وعناصر حزب الله شرط أن ينتقلوا للقتال إلى جانب الجيش خارج المحافظة. وهناك معلومات أن منهم من تم نقله إلى حلب، والباقون يؤخذون إلى درعا".
يتابع أبو آدم: "اليوم سيشيعون جثامين قتلاهم، أمس مساء انتشر الخبر سريعا أن أمين فرع حزب البعث ورئيس جيش الدفاع الوطني في المحافظة يقومان بتعبئة حوالي مئة من عناصر الدفاع الوطني ليأخذوهم للقتال في درعا ومساعدة قوات النظام المحاصرة، الأصوات في الشارع بدأت تتعالى ضد تصرفات كهذه، الشارع يعي الحساسية الموجودة بين المحافظتين ويصر على التصرف المنضبط كي لا يحدث ما هو أسوأ".
ويعبر أبو آدم عن اعتقاده بأن النظام يقوم بلعب جميع أوراقه الآن دفعة واحدة، بسبب أزمته الدولية بعد مجزرة الكيماوي، وهو يسعى بقوة لإستثمار الورقة الطائفية ومسألة حماية الأقليات".