أعلنت مسؤولة في الهلال الأحمر الفلسطيني، اليوم، خروج مستشفى القدس عن الخدمة وتوقف العمل فيه بشكل كامل نتيجة نفاذ الوقود وانقطاع التيار الكهربائي، مع ورود أنباء تفيد بوقوع وفيات بين المرضى.
وقالت نيبال فرسخ مسؤولة الإعلام في الهلال الأحمر الفلسطيني في لقاء مع قناة "العربية" إن الكوادر الطبية تحاول توفير العلاج للمرضى والمصابين بطرق بدائية بسبب سوء الأوضاع الإنسانية ونقص إمدادات الطعام والماء ومحاصرة المستشفى لليوم السابع على التوالي.
اقرأ أيضاً: ضحايا وحرائق وحصار.. قصف إسرائيلي مكثف على مستشفيات غزة

وأشارت فرسخ إلى أن الواقع الطبي شبه منهار في عموم غزة، "وليس لدينا الكثير من الخيارات المتاحة"، حيث يعمل مستشفى واحد فقط في مدينة غزة، ومستشفيان آخران مازالا يعملان في شمالها.
وفيات بين الأطفال والمرضى
أكدت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، وفاة 12 مريضاً داخل مجمع الشفاء الطبي، حتى الآن، بسبب انقطاع الكهرباء والمستهلكات الطبية، بينهم طفلان من حديثي الولادة.
وقالت الكيلة في بيان إن جميع مرضى الأورام وعددهم 3 آلاف مريض كانوا يتلقون العلاج في مستشفى الرنتيسي والتركي "تُركوا الآن للموت، بعد طرد الاحتلال لهم من المستشفيات".
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين فلسطينيين أن طفلين رضيعين توفيا، أمس السبت، وأن عشرات آخرين معرضون للخطر، بعد نفاد الوقود في أكبر مستشفى في غزة.
وقال أشرف القدرة، ممثل وزارة الصحة في قطاع غزة، لـ"رويترز": "إن قناصة الجيش الإسرائيلي على أسطح المباني القريبة من المستشفى يطلقون النار على المجمع الطبي، من وقت لآخر، مما يحد من قدرة الناس على الحركة".
وأضاف القدرة في حديث مع الوكالة عبر الهاتف: "نحن محاصرون داخل مجمع الشفاء الطبي والاحتلال (الإسرائيلي) يستهدف معظم المباني بداخله"، مشيراً إلى وجود 45 طفلاً ضمن حاضنات المستشفى، مهددين بالخطر.
قد يهمّك: الحرب على غزة: 50 قتيلاً مدنياً من عائلة واحدة.. والعدد الكلي تجاوز 10 آلاف

وذكرت شبكة "الجزيرة" القطرية، أن عدداً من مرضى السرطان في قطاع غزة فارقوا الحياة، بسبب عدم تمكنهم من تلقي العلاج بسبب تدهور الواقع الطبي في القطاع.
"المستشفيات ليست أماكن للحرب"
قال مارتن غريفيثس، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ليس هناك "أي مبرر لأعمال الحرب في مرافق الرعاية الصحية، الأمر الذي يتركها بدون كهرباء أو طعام أو ماء، مع إطلاق النار على المرضى والمدنيين الذين يحاولون الفرار".
وأضاف غريفيش في تغريدة على منصة "X": "هذه الهجمات غير معقولة وبغيضة ويجب أن تتوقف. يتعين أن تتمتع المستشفيات بالقدر الأكبر من الأمان، وأن يثق أولئك الذين يحتاجون إليها، بأنها أماكن مأوى وليست أماكن للحرب".
"الهجمات على مرافق الرعاية الصحية في غزة بغيضة ويجب أن تتوقف.
— الأمم المتحدة (@UNarabic) November 11, 2023
ما من مبرر للقيام بأي أعمال حرب داخل أو حول مرافق الرعاية الصحية وإطلاق النار على المرضى والمدنيين الذين يحاولون الفرار".
-- مارتن غريفيثس، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانيةhttps://t.co/QeH28gL9GM pic.twitter.com/QaEp2ron5D
ونقل موقع الأمم المتحدة عن طبيب جراحة الأطفال في مستشفى الشفاء عبد الرحيم خليفة قوله إن الأطفال في حاجة لعناية مكثفة. بعضهم موجود على الأسرة في قسم الطوارئ، ولا مكان لهم في العناية المركزة. كما أن بعضهم بقوا على الأرض في قسم الطوارئ في مكان لا يمكننا فيه أن نقدم الرعاية لهم".
وأشارت منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة إلى أن الانهيار شبه الكامل للخدمات الطبية وخدمات الرعاية الصحية في جميع أنحاء قطاع غزة، ولا سيما المناطق الشمالية، يهدد حياة كل طفل في القطاع.
وحذرت المنظمة الدولية من أن حياة مليون طفل "على شفير الهاوية"، فيما الخدمات الصحية للأطفال على حافة الانهيار في جميع أنحاء قطاع غزة.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن رئيس منظمة الصحة العالمية أكد وقوع أكثر من 250 هجوماً على مرافق الرعاية الصحية في غزة والضفة الغربية، بما في ذلك المستشفيات والعيادات وسيارات الإسعاف والمرضى.
وتستمر الحرب التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ 37 على التوالي، على خلفية عملية "طوفان الأقصى"، ما تسبب بمقتل ما يزيد عن 10 آلاف مدني في القطاع وفق ما ذكرت "صحة غزة" الأسبوع الماضي.
الكلمات المفتاحية