بهدف الاستيلاء على مساكن شمالي حلب.. "العمشات" يهاجمون مخيماً بإطلاق الرصاص

محمد الجاسم أبو عمشة برفقة عناصره - من الإنترنت
أصيب عدد من المدنيين بجروح نتيجة إطلاق النار عليهم من قبل عناصر ينتمون لفصيل فرقة السلطان "سليمان شاه" المعروفة بـ(العمشات)، أثناء محاولة عدد من النازحين منع عناصر الفصيل من الاستيلاء على كتل سكنية شيدت لهم في قرية معبطلي شمالي حلب.
وأفادت مصادر محلية لـ"روزنة" بأن عناصر يتبعون لما يعرف بـ"أمنية فرقة سليمان شاه" (العمشات) داهمت، صباح اليوم، مخيماً في قرية معبطلي، وأطلقوا النار بشكل عشوائي لتفريق أهالٍ حاولوا منعهم من الاستيلاء على كتل سكنية مخصصة للنازحين، مما أدى إلى وقوع إصابات بين المدنيين.
وأوضحت المصادر أن العناصر حالوا الاستيلاء على الكتل السكنية التي شيدتها منظمة "وطن" للنازحين المقيمين في المخيم الواقع على مدخل القرية.
إصابات في صفوف المدنيين جرّاء اقتحام ميليشيا سليمان شاه "العمشات" مخيماً في قرية #المعبطلي بريف #عفرين#أورينت pic.twitter.com/XS732sYT8L
— Orient أورينت (@OrientNews) November 12, 2023
وأشارت إلى أن قياديين في الفصيل احتجا على عدم حصول عناصرهما على مساكن في الكتل السكنية المخصصة لنازحي المخيم، فحاولوا الاستيلاء عليها بالقوة وطرد النازحين منها.
من هم "العمشات"
فصيل "السلطان سليمان شاه" والذي يطلق عليه محلياً اسم "العمشات"، يتبع لتركيا ويقوده محمد الجاسم (أبو عمشة)، وينتشر في بعض مناطق عفرين، ويتمركز بشكل رئيس في قرية شيخ الحديد.
بدأ "أبو عمشة" عمله المسلح من خلال فصيل محلي أطلق عليه اسم "خط النار"، تمركز في ريف حماة الشمالي، ثم أعلن في عام 2016 تشكيل فرقة "السلطان سليمان شاه".
اقرأ أيضاً: رئيس مجلس ثوار حلب: تكريم أبو عمشة تصرف صبياني

برز اسم أبو عمشة إثر مشاركة فصيله (سليمان شاه) في العملية العسكرية التي أطلقت عليها تركيا اسم "غصن الزيتون"، عام 2018، والتي أسفرت عن السيطرة على مناطق واسعة من ريف حلب الشمالي بدعم وقيادة من الجيش التركي.
ثم عاد اسم فصيل العمشات ليتردد مجدداً بعد مشاركته في الحرب الليبية وأذربيجان، عبر إرسال "مرتزقة" للقتال مقابل مبالغ مادية.
انتهاكات وعقوبات
تشير تقارير إعلامية وحقوقية إلى أن فصيل "العمشات" مارس انتهاكات بحق المدنيين في المناطق التي يسيطر عليها، غالبيتها مورست بحق السكان الأصليين، من ابتزاز واغتصاب للأراضي والممتلكات، وقمع للحريات.
حتى النازحون والمقيمون في منطقة سيطرة "أبو عمشة" لم يسلموا من الانتهاكات والمضايقات والابتزاز.
وحول هذه النقطة قال لـ"روزنة" سعيد (اسم مستعار) وهو مقاول يعمل في منطقة عفرين: "لا يمكن لأحد أن يعمل في منطقة أبو عمشة دون دفع إتاوة له أو لقياديي فصيله، مهما كان نوع العمل أو قيمته".
وأشار سعيد بأن عناصر ينتمون للعمشات حاولوا منعه من إتمام مشروع سكني (كرفانات)، بسبب رفضه دفع إتاوة للعناصر، حتى تدخلت المنظمة الداعمة للمشروع.
وأضاف المقاول السوري: "بدأت المضايقات عبر طلب مبلغ مالي بحجة عدم اكتمال الأوراق القانونية للمشروع، وحين أبرزتها لهم، طلبوا المبلغ المالي (لم يحدده) حتى يسمحوا لنا متابعة العمل، إلا أنني رفضت ذلك، وأخبرت المهندس المسؤول عن المشروع في المنظمة الداعمة، والذي بدوره تدخل لحل المشكلة".
قد يهمّك: "الخزانة الأمريكية" تفرض عقوبات على "العمشات" و"الحمزات"

وفي أواخر حزيران العام الفائت، كشف تحقيق لمنظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة" عن أهم المصادر المالية لـ"أبو عمشة"، والتي قدرّت بنحو 30 مليون دولار سنوياً، بسبب الانتهاكات التي يرتكبها في الشمال السوري ومناطق أخرى مع الاستثمارات المالية غير القانونية، بمساعدة أشقائه الخمسة.
وذكر التحقيق كيفية إسناد أبو عمشة مناصب كبيرة في فصيل "سليمان شاه" التابع لـ"الجيش الوطني" إلى عدد من أشقائه، والاعتماد عليهم في جمع أمواله غير القانونية، وتفويضهم بإدارة مشاريعه واستثماراته في سوريا وتركيا وليبيا.
أحد أهم مصادر ثروة أبو عمشة وفصيله، وفق التحقيق، يعتمد على أسلوب "الابتزاز المنظّم بحق المدنيين، من السكان الأصليين في ناحية شيخ الحديد في عفرين شمالي حلب، المترافقة مع عمليات الاعتقال التعسفي والخطف بهدف الحصول على مبالغ مالية كبيرة (فدية)، والاستيلاء على المنشآت التجارية والمباني السكنية واتّهام أصحابها بالارتباط بالإدارة الذاتية، التي كانت مسيطرة على المنطقة حتى آذار عام 2018".
وفي آب الماضي فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على فصيلي "لواء سليمان شاه" و"فرقة الحمزة" وقائديهما، أبو عمشة وسيف أبو بكر، وشملت العقوبات شقيق "أبو عمشة"، وليد الجاسم، وشركة "السفير أوتو" للسيارات، موجهة لم تهم ارتكاب انتهاكات جسيمة ضد حقوق الإنسان.
الكلمات المفتاحية