الكلاسيكو.. متنفس لسوريين وبحث عن متعة آنيّة

شعار كل من ناديي برشلونة وريال مدريد - من الإنترنت
شعار كل من ناديي برشلونة وريال مدريد - من الإنترنت

رياضة | 28 أكتوبر 2023 | عبد الله الخلف

هي أهم مباراة كرة قدم في الموسم كما يعتبرها معظم عشاق ومتابعي الساحرة المستديرة حول العالم. ريال مدريد وبرشلونة، أو برشلونة وريال مدريد، "كلاسيكو الأرض"، الذي يعادل الفوز فيه بطولة بالنسبة للكثيرين!


تحظى هذه المباراة بمتابعة الآلاف من عشاق الغريمين الإسبانيين في سوريا، ينقسمون بين سوريين برشلونيين، وسوريين مدريديين، يشكّل الكلاسيكو بالنسبة لهم فسحة من المتعة والإثارة تبعدهم قليلاً عن ضغوط حياتهم.

وستتجه الأنظار في الساعة الخامسة والربع من مساء اليوم السبت إلى ملعب مونتجويك الأولمبي في مدينة برشلونة، حيث ستقام القمة بين صاحب الأرض برشلونة، وغريمه التقليدي ريال مدريد، ضمن مباريات الأسبوع 11 من منافسات الدوري الإسباني.
 

أكثر من مجرد لعبة..


هي ليست مجرد مباراة كرة قدم، كما يراها محمد غنام وهو شاب سوري يشجع نادي برشلونة، يعتبرها انتماء لناديه المفضل، ومزيجاً من الحماس والمنافسة والمتعة حسب وصفه، ويقول: "أجواء الكلاسيكو تنسينا ضغوط الحياة، إذا كانت لديك ضغوط من العمل أو في البيت، عندما يقترب الكلاسيكو تنسى كل شيء وتصبح في عالم آخر".

يتوقع غنام فوز برشلونة بل يؤكد على ذلك، ويقول إنه يستعد من الآن لمناكفة أصدقائه الذين يشجعون ريال مدريد، من باب المزاح وذلك يحصل دائماً قبل وبعد أي كلاسيكو، ويتابع: "هو أسلوب يخرجنا من الضغط النفسي، ويساعدنا على إفراغ الشحنات السلبية التي لدينا من خلال المزاح مع الأصدقاء فيما يتعلق بتشجيع الفريقين".



من جانبه يرى عبد الله جنيد وهو شاب سوري مقيم في السعودية، أن الكلاسيكو والشغف بكرة القدم يخفف عنه وعن أصدقائه هناك من السوريين ضغوط الحياة، حيث يجتمعون كلما جاء الكلاسيكو لمتابعة المباراة في أجواء يملؤها الحماس والضحك، والحزن بالنسبة لجمهور الفريق الذي سيهزم.


مباراة تعادل بطولة..


يؤكد جنيد على أن الفوز في الكلاسيكو يعادل تحقيق بطولة في الموسم بالنسبة له، ويتوقع فوز فريقه المفضل ريال مدريد، ويقول: "برشلونة مثقل بالإصابات في الفترة الأخيرة، يغيب عنه عناصر بارزون، وأتوقع أن المباراة أقرب لنا، وبطبيعة الحال الخسارة ستكون شيئاً فظيعاً، لأني حينها سأستعد لاستقبال وابل من التنمر من الأصدقاء البرشلونيين". 

اقرأ أيضاً: عودة ليالي دوري الأبطال.. نهائي مبكر في الجولة الأولى!


تشبيح رياضي..


أجواء الحماس تكون مصحوبة بالتوتر بالنسبة لعشاق الفريقين وخاصة المتعصبين منهم، ولكنها تكون أكثر متعة بالنسبة للمحايدين مثل سري وتي وهو مدون رياضي سوري، يقول سري إن أجواء التعصب أثرت سلباً في السنوات الماضية على متعة الكلاسيكو وأخرجته عن إطار كرة القدم ومتعتها.

ويضيف سري "هناك حالة كراهية واحتقان لدى السوريين في السنوات الماضية انعكست على متابعتهم لكرة القدم، نستطيع القول إن هناك حالة (تشبيح) لدى الكثير من مشجعي الفريقين، المناكفة ممتعة بالطبع، عندما تكون فقط لمجرد المتعة، ولكن عندما تتحول إلى تشبيح وخطاب كراهية تصبح مقرفة".

ويتوقع سري أن فرصة الفوز متساوية بالنسبة للفريقين، مع تفوق طفيف بالنسبة لبرشلونة باعتباره يلعب على أرضه، وتمثل هذه المباراة لقباً بالنسبة لإدارة النادي وصحافته والكثير من جماهيره حسب رأيه.
 

روابط للمشجعين..


الكثير من السوريين في الداخل أسسوا روابط خاصة بمشجعي الناديين، زياد هنداوي رئيس رابطة مشجعي ريال مدريد في الرقة، يقول إن عدد أعضاء الرابطة النشطين وصل إلى 500 شخص يشاهدون المباريات معاً، وبحضور مشجعي الغريم برشلونة أيضاً.

ويوضح هنداوي أن الروح الرياضية حاضرة ولا توجد مشاكل، ونشاطات الرابطة رياضية واجتماعية، ويضيف "نقوم بتجهيز أجواء خاصة لمشاهدة الكلاسيكو، هي أهم مباراة في العام، ونتيجتها تؤثر على أداء الفريق طيلة الموسم".

ويشير هنداوي إلى أن هناك فريق كرة قدم يتبع للرابطة يشارك في الدوريات الشعبية بالمنطقة، وهناك مهام محددة لأعضاء الرابطة من أعضاء مجلس إدارة ومسؤول مشتريات ومسؤول فعاليات وأنشطة ومسؤول صفحات التواصل.

وعن تحضيراتهم للكلاسيكو "نحجز صالة في مقهى، وندعو أعضاء الرابطة وجمهور النادي لحضور المباراة، فمتابعة المباراة لا تكون ممتعة بدون اجتماع الجمهور، وأصوات الهتافات والصرخات عند كل هجمة أو هدف، والأجواء يطغى عليها المرح، فكرة القدم بالنسبة لنا هي المتنفس للخروج من ضغوط الحياة". 


فرص متساوية..


ويتصدر ريال مدريد جدول الدوري بـ 25 نقطة، بعد عشر مباريات لعبها، فاز في 8 منها، وتعادل في واحدة وخسر أخرى، وتمكن من تسجيل 21 هدفاً، فيما تلقت شباكه 7 أهداف.

بينما يحتل البرشا المركز الثالث بفارق نقطة عن الريال، وفاز برشلونة في 7 وتعادل في 3، وهو الفريق الوحيد الذي لم يخسر أي مباراة إلى الآن في الدوري، وتمكن من تسجيل 22 هدفاً وسُجِّل عليه 10 أهداف.



ورغم النتائج الإيجابية التي يحققها برشلونة في الفترة الأخيرة إلا أن جمهوره يتخوف من المباراة بسبب غياب عناصر أساسية عن الفريق بداعي الإصابة، ولكن وفقاً لمواقع رياضية فقد تدرب 5 من أصل 6 مصابين مع الفريق قبل المباراة، وهم كل من ليفاندوفسكي وفرينكي دي يونغ وبيدري وكوندي ورافينيا، بينما غاب سيرجي روبيرتو المصاب السادس عن التمارين.

وفي المؤتمر الصحفي الذي يسبق المباراة قال تشافي هيرنانديز مدرب برشلونة إن ليفاندوفسكي ودي يونغ سيشاركان في المباراة إذا ما كانا جاهزين 100%، وأضاف "أشعر أني أكثر هدوءاً وتركيزاً عن الموسم الماضي، والفرص متساوية 50/50، هذه مواجهة خارج التوقعات".

وعن المقارنة بين لاعب برشلونة الجديد البرتغالي جواو فيليكس، ونجم ريال مدريد القادم حديثاً أيضاً والذي يتصدر جدول هدافي الدوري جود بيلينغهام، قال تشافي إنهما على نفس القدر من الأهمية، وبإمكانهما أن يكونا حاسمين، وتمنى أن تكون بصمة جواو أكبر.



وتابع بأن مواجهة الكلاسيكو تمثل لهم الكثير، وقال: "إنها مباراة يريد جميع اللاعبين أن يشاركوا فيها، وتتطلب روحاً معنوية عالية، وثقة والتزاماً وتركيزاً، وأجواء المباراة ستكون متوترة وعصبية، لذا عليك أن تتحكم في عواطفك وشخصيتك وإيقاع اللقاء وأن تكون ذكياً".

من ناحيته قال كارلو آنشيلوتي مدرب ريال مدريد إنه لا يمكن توقع النتيجة في مباريات الكلاسيكو والديربيات، وأضاف "إنها مجرد مباراة مهمة تستحق الثلاث نقاط، الفوز بمباراة كلاسيكو أمر مهم جداً للجماهير وللجميع، لكن بالنسبة للترتيب فالموسم طويل جداً ومن السابق لأوانه الحديث عنه".

وحذر المدرب الإيطالي من خطورة برشلونة، واصفاً الفريق بأنه يتمتع بتنظيم هجومي ودفاعي جيد، وقال: "يمتلكون العديد من اللاعبين الشبان ذوي الجودة العالية، وهناك لامين يامال فهو جناح خطير للغاية، وفيرمين الذي لعب مباريات جيدة، ولكن نحن أيضاً لدينا عناصر شابة سيكون لها مستقبل مذهل، مثل بيلينغهام وفينيسيوس وغولر وكامافينغا وتشواميني". 

وسبق أن تقابل ريال مدريد وبرشلونة 254 مرة، فاز الريال بـ 102 منها، مقابل 100 فوز للفريق الكتالوني، و52 تعادل، وسجل مدريد 423 هدفاً، فيما تلقت شباكه 415 هدفاً من لاعبي برشلونة.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق