نظمت عدة منظمات حقوقية تركية وسورية وقفة تضامنية مع اللاجئين السوريين، في إسطنبول، ضد تنامي ظاهرة خطاب الكراهية والتمييز العنصري الموجه ضدهم، موجهين عدة رسائل إلى الحكومة التركية والأحزاب السياسية المعارضة.
اقرأ أيضاً: أوزداغ: حرب أهلية قادمة في تركيا إذا لم يَعُد السوريون

وفي حديث لـ"روزنة" قال الحقوقي السوري طه الغازي، وهو أحد المشاركين في الوقفة التي نظمتها منظمات المجتمع المدني، أمس، إن الوقفة تهدف إلى دعم قضايا اللاجئين السوريين في تركيا، ضد خطاب الكراهية والتمييز العنصري، الذي يواجهونه.
وقال الغازي إن الوقفة التضامنية كانت بدعوة من منظمة " أوزغور دير" الحقوقية التركية، وشارك فيها إضافة إلى هذه المنظمة عدد من منظمات المجتمع المدني التركية والسورية، "في ظل تنامي خطاب الكراهية والعنصرية ضد اللاجئين السوريين، والذي كان سبباً لفقدان عدد من الشبان السوريين لحياتهم بسبب اعتداءات ذات طابع عنصري".
رسائل الوقفة
بحسب الناشط الحقوقي السوري فإن المشاركين في الوقفة أشاروا إلى عدة نقاط ووجهوا عدداً من الرسائل إلى الحكومة التركية والأحزاب السياسية المعارضة في تركيا، والتي تستخدم اللاجئين السوريين كورقة سياسية في الانتخابات.
وأشار إلى أن النقطة الأولى كانت عبر دعوة قيادات وممثلي الأحزاب السياسية التركية إلى عدم استخدام ملف اللاجئين السوريين كأداة سياسية في ميدان السياسة الداخلية والخارجية، وعدم استغلال واقع اللاجئين السوريين من أجل كسب الأصوات خلال الفترات الانتخابية.

من الوقفة التضامنية - فيسبوك
وأكد الغازي أن الرسالة الثانية وجهت إلى الحكومة التركية، "لاسيما في ظل صمتها وسكوتها عن كل الانتهاكات التي باتت تطال اللاجئين السوريين، بشكل شبه يومي، داعين إلى سن وتشريع قوانين جديدة تجرم خطاب الكراهية والتمييز العنصري، ومساءلة ومحاكمة كل من يحرض على خطاب الكراهية والتمييز العنصري، لأن هذا الخطاب لم يعد مؤثراً فقط على اللاجئين السوريين فحسب وإنما بات ينتقل إلى باقي مكونات المجتمع التركي".
وتضمنت النقطة الثالثة التي تحدث عنها المشاركون في الوقفة، رسالة إلى منظمات المجتمع المدني، التركية والسورية، والتي دعتهم إلى "عدم ترك اللاجئ السوري وحيداً يواجه مصيره وقدره في تركيا، في ظل تخلي معظم الأطراف عنه خلال الفترات الماضية، وطالبوا تلك المنظمات بالوقوف إلى جانب اللاجئ السوري، والدفاع عن حقوقه، ووقف الانتهاكات بحقه"، قال الغازي.
أنشطة تضامنية قادمة
أكد الحقوقي السوري لـ"روزنة" أن هناك عدة أنشطة تضامنية، خلال الأيام القادمة، من قبل مؤسسات المجتمع المدني التركية والسورية وفي عدة ولايات تركية.
وأشار إلى أنه ستكون هناك وقفات أخرى ومؤتمرات صحفية داعمة لقضايا اللاجئين السوريين "في ظل موجة الانتهاكات التي باتت تتواتر بتصاعد في منحى متزايد، وسيعقد مؤتمر صحفي، يوم الثلاثاء القادم، في مؤسسة "مظلوم دار"، ووقفة تضامنية مع قضايا اللاجئين السوريين في إزمير، والأسبوع القادم وقفة في أنقرة، وفي 28 الشهر الحالي بعينتاب".
وأوضح "الغازي" أن الغاية الأساسية اليوم من حشد منظمات المجتمع المدني هي الدفاع عن قضايا اللاجئين السوريين أولاً، وتسليط الضوء على واقعهم المأساوي، في ظل صمت الحكومة التركية وتساهلها في ما يتعلق بانتهاكات حقوق اللاجئين السوريين، بالتزامن مع تنامي خطاب الكراهية والتمييز العنصري من قبل بعض الساسة في أحزاب المعارضة التركية".
حوادث راح ضحيتها لاجئون سوريون
خلال الأيام الماضية، وقعت عدة حوادث راح ضحيتها عدد من اللاجئين السوريين، على يد مواطنين أتراك، ولأسباب مختلفة، بعضها بدوافع عنصرية، وفق ما ذكر نشطاء سوريون، على وسائل التواصل الاجتماعي.
ونشر الحقوقي طه الغازي منشورات على حسابه الشخصي في فيسبوك عن مقتل شابين سوريين في تركيا، على يد مواطنين أتراك، وقع الاعتداء عليهما خلال الأيام الماضية.
وأكد الغازي وفاة الشاب السوري إبراهيم دلي حسن في أحد مستشفيات إزمير التركية، نتيجة طعنه من قبل شبان أتراك، مطلع الأسبوع الماضي.
قد يهمّك: "حفاظاً على التركيبة الديمغرافية".. إغلاق مطعم سوري في إسطنبول

ونقل الغازي عن شقيق الضحية السوري قوله إن شابين تركيين اعترضا طريق شقيقه، وتذرّع أحدهما بطلب سيجارة من شقيقه الذي رد بأنه لا يدخن، ليعاجله الشاب التركي بعدة طعنات في أنحاء متفرقة من جسده، حيث نقل إلى العناية المركزة في أحد المستشفيات الحكومية، قبل أن يفارق الحياة.
وفي منشور آخر، أكد الغازي نقلاً عن عائلة الشاب السوري عمّار إبراهيم طبوش، مقتله يوم الجمعة، وذلك بعد تعرضه لعملية إطلاق نار من قبل صاحب إحدى الورشات الصناعية التركية، إثر مطالبة الشاب السوري له بأجره المتبقي لديه (1000 ليرة تركية)، والذي أنكره صاحب الورشة التركي، قبل أن يطلق النار عليه من مسدسه.
وتشير تقارير إعلامية إلى تصاعد حدة "حوادث الكراهية" في تركيا تجاه اللاجئين السوريين، في الفترة الأخيرة، وبحسب حديث للباحث السياسي التركي، هشام جوناي لموقع "الحرة"، فإن السبب الأكبر يعود إلى خطابات قادة أحزاب المعارضة التركية والتي "تنشر معلومات كاذبة عن اللاجئين والأجانب، وتجعل شريحة كبيرة من المجتمع تنجرف وراءها".
يذكر أنه وفق إحصائية سابقة لإدارة الهجرة التركية، في نيسان 2022، فإن أعداد السوريين الخاضعين للحماية المؤقتة (كمليك) المسجلين في تركيا وصل إلى 3 ملايين و 762 ألفاً و 385 شخصاً.
الكلمات المفتاحية