"الميرينغي والسيتيزنس" و "ديربي ميلانو".. من يصل لنهائي أمجد الكؤوس؟

تنطلق مساء اليوم الثلاثاء منافسات الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا، حيث يستضيف ريال مدريد الإسباني "الميرينغي" ، نادي مانشستر سيتي الإنكليزي "السيتيزنس" على ملعب سانتياغو بيرنابيو، في قمة مرتقبة تعد بالكثير من الإثارة.

وسيكون عشاق كرة القدم على موعد مع الديربي الإيطالي الأشهر بين ميلان والإنتر على ملعب سان سيرو غداً الأربعاء، في نصف النهائي الثاني، ضمن مباراة لن تقل إثارة وحماسة عن سابقتها.

فمن يثبت علو كعبه ويصل إلى نهائي أمجد الكؤوس الأوروبية ويظفر باللقب؟ 

دعونا نتعرف في السطور التالية على مشوار الفرق الأربعة لنصف النهائي، وأوضاعهم الحالية وحظوظ الوصول للمباراة النهائية وخطف لقب النسخة الثامنة والستين من الـ"تشامبيونز ليغ".

نحو الخامسة عشرة..

نبدأ مع حامل لقب النسخة الماضية وصاحب الرقم القياسي في البطولة بـ 14 كأساً من "ذات الأذنين"، ريال مدريد. جماهير الملكي تريد المزيد دوماً من نيل الألقاب، وتُمني النفس ببطولة ثانية بعد الفوز قبل أيام بـ كأس ملك إسبانيا الغائب عن خزائن النادي منذ 9 أعوام.

طريق "الميرينغي" نحو الخامسة عشرة لم يكن صعباً. في دور المجموعات وقع الريال بالمجموعة السادسة رفقة لايبزيغ الألماني وشاختار دونيتسك الأوكراني وسيلتيك الاسكتلندي، وتصدر مجموعته بأربع انتصارات وتعادل وهزيمة.

وفي الدور ثمن النهائي التقى الريال بـ ليفربول الإنكليزي الذي كان يسعى للثأر من الملكي الذي حرمه من لقبي 2018 و2022 في المباراة النهائية، ولكن مساعي "الريدز" تبخرت أمام سحر الجوهرة البرازيلية فينيسيوس جونيور وتألق الحائز على الكرة الذهبية كريم بنزيما.

بعدما عاد الملكي عقب تأخره بهدفين في ملعب الآنفيلد وحقق فوزاً ممتعاً بـ خمسة أهداف، وفي الإياب كرر الملكي فوزه بهدف وحيد سجله بنزيما، وفي ربع النهائي لم تكن المهمة صعبة أمام تشيلسي اللندني، وفاز الملكي ذهاباً وإياباً بالنتيجة ذاتها 2-0. 

ويطمح ريال مدريد لتكرار نتيجة الفوز في نصف نهائي العام الماضي، حينما حقق فوزاً مثيراً في اللحظات الأخيرة على الفريق نفسه مانشستر سيتي، بعدما كان متأخراً بهدف، ليعود بهدفين سجلهما رودريغو دو غوس والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، ويسجل بنزيما هدف النصر الثمين في الشوطين الإضافيين، في سيناريو مجنون كان كابوساً أرّق ليلة "السيتيزنس".
 

الإيطالي كارلو آنشيلوتي مدرب الريال قال في المؤتمر الصحفي إن فريقه جاهز لقمة اليوم، وأكد أن نجم الفريق لوكا مودريتش سيشارك في المباراة، معتبراً أن لقاء الإياب سيكون الحاسم، والهدف اغتنام ميزة صغيرة في المباراة وتحقيق نتيجة إيجابية.

وأضاف "مانشستر سيتي أصبح أكثر تكاملاً من العام الماضي، لديهم هالاند وهو لاعب خطير للغاية، ولديه جودة مبهرة، ولكن الحديث عنه فقط لا يعني عدم الحديث عن بقية زملائه، نحن نخطط لإيقاف الفريق بأكمله ليس هو فقط".

وأشار إلى أن الفوز بكأس الملك كان دافعاً مهماً بالنسبة لهم، وأنهم متحمسون للغاية للمباراة، مؤكداً: "إذا دافعنا بشكل جيد فقط فإن الشيء السيء الذي سنخرج به هو التعادل، لذلك نحن لا ننسى الهجوم، في العام الماضي استقبلنا 5 أهداف ولكننا سجلنا 6".

السيتي هذا العام يختلف عن سيتي السنة الماضية، وهذا ما يدركه آنشيلوتي، فالفريق يضم ماكينة أهداف نرويجية "إيرلنغ هالاند"، الذي يتصدر لائحة ترتيب هدافي البريمير ليغ بـ 35 هدفاً، ليكون أكثر لاعب سجّل أهداف في موسم واحد بتاريخ الدوري الإنكليزي، كما يتصدر ترتيب هدافي النسخة الحالية من دوري الأبطال بـ 12 هدف.

وبوجود هالاند الذي انضم للفريق قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني صيف العام الفائت، ترتفع حظوظ مانشستر سيتي في الفوز على الريال، حيث يعتمد عليه المدرب الإسباني بيب غوارديولا في النيل من زعيم البطولة.

هل يقترب السماويون من ملامسة "ذات الأذنين"؟

أصحاب القمصان السماوية، مانشستر سيتي، أمام فرصة ذهبية لتحقيق ثلاثية تاريخية، فـ"السيتيزينس" يعيشون أفضل أيامهم، بعد خطف صدارة البريمير ليغ من آرسنال، والوصول لنهائي كأس الاتحاد لمواجهة الجار الثقيل على قلوبهم مان يونايتد.

بطولة دوري أبطال أوروبا التي لم يسبق للسيتي أن توّج بلقبها، هي الأهم بالنسبة لـ"كتيبة غوارديولا"، الذي سيضع كل تركيزه لإيجاد طريقة لإيقاف زحف "أبناء آنشيلوتي" نحو الكأس.

لا يمتلك السيتي تاريخاً عريقاً في البطولة كما الريال، فقد تأهل لنصف نهائي دوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخه قبل سبع سنوات فقط، ولعب المباراة النهائية مرة واحدة قبل عامين، وخسرها أمام مواطنه تشيلسي الذي توج ببطولته الثانية حينها.

ولكن الحاضر يختلف عن الماضي، ويعتبر الكثير من الصحفيين والنقاد الرياضيين أن مانشستر سيتي هو الفريق الأفضل في العالم حالياً، حيث يمتلك مديراً فنياً مذهلاً، وتشكيلة لاعبين شبه متكاملة، وقادرة على الفوز على أي فريق.
 

الفريق مثلما الريال تصدر مجموعته بسهولة، بعد جمع 14 نقطة من كوبنهاغن الدنماركي وإشبيلية الإسباني وبوروسيا دورتموند الألماني، واكتساح لايبزيغ في دور الـ 16 بـ 8 أهداف لهدف في مجموع المباراتين.

وتجاوز قبل وصوله نصف النهائي، العملاق الألماني بايرن ميونيخ بثلاثية نظيفة على أرضه بملعب الاتحاد، وتعادل إياباً بهدف لمثله في ملعب أليانز أرينا بألمانيا.

وقال اللاعب الإسباني رودري متوسط ميدان مانشستر سيتي، إن كرة القدم تمنحهم الآن فرصة للانتقام للخسارة العام الماضي أمام الريال، وأكد أنهم جاهزون للقتال من جديد وبحافز كبير، مشيراً إلى أنهم يقدمون مستويات جيدة للغاية هذا الموسم.

وأضاف "هذه السنة كنا جيدين للغاية، ربما لم تكن النتائج إيجابية دائماً، ولكننا نعرف الآن ما يتوجب علينا فعله، هذه هي اللحظة التي تُعرف من خلالها الفرق الكبرى، وكما فزنا بـ 10 مباريات على التوالي، علينا أن نتابع ونتقدم للأمام".

ويشير سجل لقاءات ريال مدريد ومانشستر سيتي لتعادل الفريقين بمجمل مواجهاتهما، حيث سبق وأن التقيا في 8 مباريات بدوري الأبطال، فاز الريال في 3، وانتصر مان سيتي في مثلها، وحسم التعادل مباراتين، وأحرز الملكي 13 هدفاً في شباك السماوي، بينما تلقت شباكه 12 هدفاً.

ديربي ديلا مادونينا يحفّز الميلان والإنتر للوصول لإسطنبول

عاد عملاقا الكرة الإيطالية لإثبات علو كعبهم في المنافسات الأوروبية، بعد أن غابا عن ساحة كبار أوروبا خلال الأعوام الماضية، ليصطدما ببعضها في نصف نهائي واعد بالإثارة، سيقاتل خلال مباراتيه نجوم الفرقتين في سبيل الوصول للمباراة النهائية التي ستقام على ملعب أتاتورك الأولمبي بمدينة إسطنبول في العاشر من يونيو / حزيران القادم.
 
إي سي ميلان الذي سبق أن توج باللقب 7 مرات تخطى دور المجموعات بعد أن احتل المركز الثاني في المجموعة الخامسة خلف تشيلسي، بثلاثة انتصارات على دينامو زغرب الكرواتي وريد بول سالزبورغ النمساوي، وخسارتين من تشيلسي وتعادل أمام سالزبورغ.
 

وتمكن من تجاوز توتنهام هوتسبير الإنكليزي في ثمن النهائي بهدف وحيد، وفاز على نابولي "بطل الدوري الإيطالي" في ربع النهائي بهدفين لهدف في مجموع اللقاءين.

ولم يكن الوصول لنصف النهائي سهلاً بالنسبة لإنتر ميلان صاحب الألقاب الثلاثة في البطولة، الذي تأهل بعد أن حجز المرتبة الثانية خلف بايرن ميونيخ الألماني في المجموعة الثالثة بعشر نقاط، جمعها من فوز وتعادل على برشلونة الإسباني، وانتصارين على فيكتوريا بلزن التشيكي.

وفاز الإنتر على بورتو البرتغالي بهدف في مجموع مباراتي دور الـ 16، وتخطى فريقاً برتغالياً آخر هو بنفيكا في الدور السابق بخمسة أهداف مقابل ثلاثة بحصيلة المواجهتين.
 

ويعوّل مدرب النيراتزوري "إنتر" سيموني إنزاغي على مهاجميه لاوتارو مارتينيز وروميلو لوكاكو لحسم المباراة لصالحهم، ولكن مهمتهم لن تكون سهلة أمام حارس الروسونيري "ميلان" المتألق مايك ماينان.

وسيفتقد الميلان لنجمه رافاييل لياو الذي سيغيب عن مباراة الذهاب بسبب الإصابة، ووفقاً لصحيفة لاغازيتا ديلو سبورت الإيطالية فإن البرتغالي لياو ما يزال يشعر بالألم من الإصابة التي لحقت به في مباراة لاتسيو ضمن منافسات الدوري يوم السبت الماضي.

وأضافت أنه لن يتواجد في المباراة، وسيعود الأسبوع المقبل بحسب الجهاز الطبي للفريق، وأشارت إلى أن المدير الفني للفريق ستيفانو بيولي يجهّز البلجيكي أليكس ساليميكيرز لتعويض غياب لياو أمام الإنتر.

والجدير بالذكر أن سجل المواجهات بين ميلان وإنتر في دوري الأبطال يبشر بالخير بالنسبة للروسونيري، الذي فاز مرتين على الإنتر في دوري الأبطال من أصل 4 مباريات، بينما حسم التعادل مباراتين أيضاً، ولم يسبق للنيراتزوري أن فاز على جاره في الـ تشامبيونز ليغ.