إيواء المتضررين من الزلزال بين الواقع والمأمول

قرية سكنية بريف حلب الشمالي من تنفيذ فريق ملهم التطوعي - روزنة
شهر مضى على تعرض سوريا للزلزال المدمر الذي تسبب بمقتل ما يقارب 8 آلاف سوري وجرح ما يزيد عن 13 ألفاً آخرين، إضافة إلى تشرد عشرات الآلاف الذين باتوا بلا مأوى موزعين على مراكز الإيواء وفي المخيمات، ليبدأ الحديث عن بناء مجمعات سكنية لهم في عدة مناطق من سوريا.
اقرأ أيضاً: متضررون من الزلزال أجبرتهم الظروف على البقاء في منازلهم المتصدعة

جمعت التبرعات من قبل من عدة جهات للبدء في بناء تلك المجمعات السكنية، انطلق العمل في بعضها، بينما مازال بعضها الآخر قيد الدراسة دون رؤية واضحة عن الصورة النهائية للمساكن التي سيقيم فيها المستفيدون.
مشاريع إيواء شمالي غربي سوريا
بعد أيام قليلة من الكارثة التي تسببت بتشريد آلاف الأشخاص الذين باتوا بلا مأوى، انطلقت عدة حملات لجمع التبرعات من أجل بناء وتشييد تجمعات سكنية لإيوائهم.
من بين تلك الحملات كانت حملة فريق ملهم التطوعي "قادرون"، والتي خصصها الفريق لدعم المتضررين من الزلزال عبر الاستجابة الطارئة، وتأمين مأوى للمتضررين.
جمع الفريق خلال الحملة ما يقارب 12 مليون دولار، قدم من خلالها الدعم لفرق الدفاع المدني والعائلات المتضررة بشكل كبير ضمن "الاستجابة الطارئة"، بينما خصص القسم الأكبر لبناء مساكن تؤوي الذين فقدوا منازلهم، بحسب ما قال مدير مكتب إدلب في فريق ملهم التطوعي عبد الله السويد.
وأضاف السويد في حديثه لـ"روزنة": "مجموع عدد الشقق السكنية التي سيتم بناؤها في شمالي غربي سوريا يبلغ ألفي شقة، تتوزع في المناطق المتضررة من الزلزال، بين مدن وبلدات حارم وسلقين وإدلب وأرمناز، ولم يتم تحديد المناطق بالشكل الدقيق لأننا ما زلنا في طور البحث عن أراضٍ للبناء ضمن أو في محيط المدن المتضررة".
وأشار إلى أن المواصفات ستكون ضمن "الكود السوري للإنشاء، والمقاوم للزلازل" وفق نموذجين للأبنية المقترحة، نموذج يتضمن غرفتين ومنافع، ونموذج آخر ثلاث غرف ومنافع، مؤكداً أنها ستكون مجهزة بشكل كامل للسكن المباشر، ومجهزة بشبكات صرف صحي ومياه وطرقات وأرصفة ومرافق خدمية.

مخططات مقترحة لشقق سكنية للمتضررين من الزلزال - فريق ملهم التطوعي
وأوضح أن الأبنية ستكون معززة إنشائياً بالكتل الإسمنتية في الأساسات والقواعد والأعمدة، منوهاً إلى زيادة التسليح بالحديد زيادة عن المواصفات الفنية التي كانت موجودة سابقاً، وذلك للأخذ بعين الاعتبار مقاومة الزلازل.
ويواجه الفريق عدة عوائق وصعوبات، لخصها السويد بـ "عدم توفر أراضٍ مناسبة للبناء وهو أمر صعب ويحتاج إلى بحث واختيار دقيق، مع مراعاة أن تكون ضمن المدن أو بالقرب منها من أجل سهولة الإجراءات الفنية من صرف صحي وشبكات مياه للشرب، إضافة إلى توفر باقي الخدمات".
قرية سكنية من تنفيذ فريق ملهم التطوعي بريف حلب الشمالي
ومن الصعوبات التي قد تواجه الفريق، بحسب السويد، قلة المواد المخصصة للبناء بسبب تعرض تركيا لنفس الكارثة، وهي في طور إعادة البناء، وهي البوابة الوحيدة لدخول تلك المواد إلى شمالي غربي سوريا، "لذلك وضعنا خطة زمنية تمتد عاماً كاملاً لتسليم المساكن للمستفيدين".
خطط الإيواء في مناطق سيطرة النظام السوري
أطلقت مؤسسات تابعة للنظام السوري حملات تبرعات لبناء مساكن للمتضررين في محافظتي حلب واللاذقية، نتيجة الزلزال، والذين باتوا بلا مأوى.
قد يهمّك: متلازمة الهرس.. كابوس يلاحق الناجين من تحت الأنقاض
فجمع اتحاد غرف الصناعة 7 مليارات ليرة سورية (الدولار يساوي 7400 ليرة سورية)، خصصها لبناء مساكن لإيواء المتضررين، بحسب ما ذكرت صحيفة تشرين الرسمية.
ونقلت الصحيفة عن أمين سر الاتحاد محمد أيمن مولوي أن "التبرعات النقدية تجاوزت حتى الآن سبعة مليارات ليرة أغلبها من صناعيي دمشق وريفها، هذا إضافة إلى التبرعات الإغاثية العينية بمئات ملايين الليرات التي سلمت إلى محافظتي دمشق وريفها، مشيراً إلى أن هذه المبالغ بازدياد مستمر".
وفي نفس الوقت، ذكرت الصحيفة أن غرفة تجارة دمشق جمعت 4.5 مليار ليرة سورية لنفس الغرض، من تجار مدينة دمشق وريفها، لبناء "مقاسم على الهيكل (على العظم غير مجهزة) لمتضرري الزلزال في اللاذقية وحلب.
وبانتظار انتهاء العمل في تلك المشاريع يبقى المتضررون يعيشون أمل الحصول على مسكن يعوضهم بعض ما فقدوه نتيجة الكارثة، بعد أن خسر الكثير منهم أهلاً وأبناءً وأقارب لا يمكن تعويضهم.
الكلمات المفتاحية