حذّر خبراء آثار في محافظة الرقة من خطر انهيار أجزاء من قلعة جعبر الأثرية، الواقعة على ضفاف نهر الفرات قرب مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، وشدد الخبراء على ضرورة البدء بالترميم في أسرع وقت.
وتداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي صوراً تظهر تصدع بعض أجزاء القلعة، وأطلقوا وسم "أنقذوا_قلعة_جعبر"، وقال زردشت عيسو مدير مكتب الآثار في الطبقة لـ"روزنة"، إن برج الغريب والبرج رقم 11 والجدران الفاصلة بين البرجين ظهرت عليها تصدعات كبيرة، وهي معرضة للانهيار حالياً.
ويضيف عيسو "أهم الأسباب التي أدت لهذا الوضع هي الحرب التي شهدتها المنطقة، حيث تعرضت التلال المجاورة للقلعة للقصف ودارت حولها معارك ضد تنظيم داعش قبل 3 سنوات، ما أدى لحدوث ارتجاجات أثرت على القلعة بشكل عام كونها مبنية من مادة الطوب، وإضافة إلى ذلك فإن توقف أعمال الترميم منذ أكثر من عشر سنوات أثّر أيضاً وأدى لتصدع أجزاء من القلعة".

وعن إمكانية ترميم القلعة خلال الفترة الحالية يتابع عيسو حديثه "ترميم المناطق الأثرية والحضارية بحاجة لخبرات كبيرة، وكوادر بشرية وميزانيات مالية هائلة، وهذا ليس متوفر لدى الإدارة كونها ما تزال إدارة ناشئة محلية، وجل اهتمامها منصب على المشاريع الخدمية والمعيشية والصحية والتعليمية، ونحن أعددنا دراسة من أجل القيام بصيانة إسعافية للأبراج المهددة بالانهيار في الفترة القادمة، ولكن ليست لدينا القدرة على ترميم كامل القلعة، وسابقاً كانت الحكومة السورية تلجأ للبعثات الأجنبية في أعمال الترميم بشكل دوري سنوياً".
من جهته أوضح عزت الموح مدير منظمة رؤية المحلية المختصة في التراث المادي واللامادي لـ "روزنة"، بأنهم راسلوا جهات دولية تختص بدعم المواقع الأثرية من أجل تقديم الدعم اللازم لترميم القلعة ولكن لم يتلقوا أي رد حتى الآن.
اقرأ أيضاً: "القمامة" مصدر رزق لكثيرين في الرقة
ويقول الموح: "قمنا بجولة ميدانية في القلعة للاطلاع على وضعها الحالي، وأعددنا دراسة فنية لترميم الأبراج والجدران المهددة بالانهيار، وهي بحاجة حالياً لأعمال صيانة مستعجلة حسب الشروط الخاصة بالمواقع الأثرية، ونناشد جميع الجهات المعنية بالتراث الحضاري بتقديم الدعم لإنقاذ الأجزاء المهددة بالانهيار من القلعة".
مضيفاً "إلى جانب قلعة جعبر فإن جميع المواقع الأثرية في الرقة بحاجة لأعمال ترميم، على سبيل المثال سور الرقة الأثري، تعرضت أجزاء منه للقصف، وفتح عناصر تنظيم داعش ممرات حربية في هذا السور التاريخي، بالإضافة للجامع العتيق، ومئذنة الجامع الكبير التي تعرضت للقصف وهي بحاجة لتأهيل في أسرع وقت".
ويقول محمد العزو وهو خبير آثار من الرقة لـ"روزنة"، بأن القلعة بنيت بشكلها الحالي في القرن العاشر الميلادي، ويضيف "كانت تسمى الدوسرية، وبعدها سميت قلعة جعبر بهذا الاسم لأنها تعود لشخص أعمى اسمه جعبر القشيري، عاش في القرن العاشر الميلادي، ويقال بأنه كان هو وأولاده قطاع طرق، ثم جاء السلطان السلجوقي ملكشاه من الموصل واحتل القلعة، وبعدها تولى حكم القلعة عدة حكام، منهم الزنكيون، ومات على أبوابها نور الدين الزنكي، وأيضاً استعملها الخليفة العباسي هارون الرشيد في غزواته، عندما كان يتجه لغزو الروم شمالاً، واليوم هي بحاجة مستعجلة للترميم، وأيضاً مواقع أثرية أخرى مهملة منذ سنوات تحتاج للترميم، مثل قصر البنات، وقلعة الرصافة بريف الرقة الغربي، والعديد من المواقع والتلال الأثرية التي ستكون في خطر إذا لم تكن هناك استجابة بالفترة القادمة
الكلمات المفتاحية