في سوريا… البحر ممنوع على الفقراء!

البحر في سوريا
البحر في سوريا

التقارير | 23 سبتمبر 2020 | ياسمين أحمد - أحمد نذير

بينما كانت أم ربيع، تحرك قهوة الصباح سمعت صوت زوجها يقول لها: "ما رأيك برحلة إلى البحر؟، دخلنا نهاية الموسم ولا بد أن الأسعار انخفضت".


عائلة أم ربيع، تعيش في مدينة اللاذقية، أي على الساحل السوري، لكن ارتفاع أسعار دخول الشواطئ الرملية والإقامة، حال دون أي رحلة إلى البحر هذا الصيف، لكن لا بد من رحلة إلى الشاطئ، ولو خارج المدينة.

"لم يعد لنا مكان للسباحة في مدينتنا، حتى النوادي التي كنا نستطيع ارتيادها، أصبح الدخول إليها يحتاج آلة حاسبة، أما فنادق 5 نجوم فيصل بدل الإقامة فيها إلى 7 آلاف ليرة للشخص الواحد"، تقول أم ربيع لـ "روزنة".

رحلة إلى الشاطئ لساعات مقابل أكثر من نصف الراتب!

اختارت العائلة المكونة من 5 أفراد، الذهاب إلى شاطئ وادي قنديل، شمالي محافظة اللاذقية، لأنه أقل تكلفة من شواطئ المدينة.

وبلغت تكلفة الرحلة نحو 25 ألف ليرة، توزعت فقط بين بعض أكلات التسالي، وبدل النقل، وأجرة طاولة، وكراسي على الشاطئ، بدون فرشة أو معدات سباحة.

وتتابع أم ربيع: "عند الساعة الثالثة ظهراً بدأت رائحة الشواء تصل إلينا من المطاعم القريبة، طبعاً أبو ربيع كان حذرني من مجرد اقتراح فكرة الغداء في المطعم، وقال لي: أنا موظف راتبي 40 ألف، لهيك موضوع اللحمة والغدا برا تنسولي ياه".



وعند الساعة السادسة مساءً، بدأت أصوات الموسيقى تصل إلى مسامع العائلة، اقترب أبو ربيع من زوجته، وهمس في أذنها: "خلينا نروح أحسن ما يطلبوا نحضر الحفلة، أكيد سعر الدخول لأي حفلة لا يقل عن 5 آلاف ليرة"، بحسب أم ربيع.

وأردف "لسه ما خلصنا من طلباتهم.. شي بدن يركبوا على موتور البحر، وشي بدن يستأجروا بسكليت، وشي بدن يلعبوا فيشة، وشي بدن يتغدوا لحمة.. خلينا نرجع صرت دافع لهلأ مع حساب الأكل، 25 ألف، يعني أكتر من نصف راتبي".

شواطئ شعبية تتحول إلى مكبات قمامة 

يمتلئ شاطئ وادي قنديل، المجاني بالقمامة المتراكمة فوق بعضها على شكل جبل، ولكي تجلس على الشاطئ، عليك أن تنظف على الأقل مكاناً لتجلس بعيداً عن الأوساخ.

سابقاً كانت السباحة للجميع، حيث كانت لعائلات تجلس على طاولاتها ومقاعدها التي أحضرتها من المنزل، أما الآن جميع الشواطئ تم استثمارها، حتى المفتوحة منها، ولم يتبق سوى الشواطئ الصخرية التي لا يمكن للعائلة ارتيادها.

اقرأ أيضاً: "القمامة" مصدر رزق لكثيرين في الرقة

ومن الشواطئ الصخرية، شاطئ الدراسات وشاطئ رأس ابن هاني، الذي يُقسم إلى قسمين صخري ورملي، إلا أن الرملي تم استثماره أيضاً، وشاطئ برج إسلام الصخري، الذي تصعب السباحة فيه على الأطفال.

وافتتح مجلس مدينة اللاذقية في نهاية شهر حزيران الماضي، شاطئ جول جمال السياحي، وحدد أسعار الدخول إلى الشاطئ بـ 500 ليرة للشخص الواحد، و 500 ليرة لكراج السيارة، واستئجار طاولة مع 4 كراسي لمدة 5 ساعات بـ 1000 ليرة.

وفي المقابل، هناك منتجعات الـ 5 نجوم، كـ الشاطئ الأزرق، وروتانا أفاميا، والغولدن بيتش، وتكلفة دخول الشخض إلى أحدها تصل إلى 7 آلاف ليرة، دون حساب التكاليف الأخرى، كالمواصلات، والطعام، ولوزام السباحة.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق