ضحايا سوريون في تفجير بيروت..."خسرت خالي وبيتي وعملي"

آثار انفجار مرفأ بيروت
آثار انفجار مرفأ بيروت

التقارير | 30 أغسطس 2020 | باسكال صوما

"اسمي خالد الزعبي، عمري 26 سنة، مطلّق، صرلي بلبنان زمان كتير يعني ظمطت من حرب سوريا، زرتها بس من فترة عشان جنازة الوالد". 

 
يسكت خالد قليلاً ثم يروي حكاية خساراته في تفجير مرفأ بيروت مساء 4 آب 2020: "أنا عندي كيوسك بالمرفأ ببيع قهوة وشاي ومناقيش ومرطبات. 
 
أخذته ضمان من أحد الأشخاص. أعمل فيه أنا وخالي. الآن تدمّر كل شيء، وخالي محمد الحسين أيضاً استشهد في التفجير".
 
 
فقد خالد عمله وبيته (الكائن في منطقة البدوي القريبة من المرفأ) وسيّارته في التفجير الهائل. في لحظة واحدة دُمّر كل ما يملكه الشاب الطموح، الذي لم يكن يبحث سوى عن لقمة العيش وحياة كريمة له ولعائلته. 
 
اقرأ أيضاً: في تفجير بيروت عامر حسين لم يعد مفقوداً... أصبح ملاكاً
 
يوم التفجير لم يكن خالد هناك، بل كان خاله، رفيقه وشريكه في العمل في المحل الصغير، وقد رحل مع الراحلين الذين يفوق عددهم الـ170 شخصاً، في ذاك المساء الرهيب.
 
يشير خالد لـ"روزنة" إلى أنه مسؤول عن أمه وأخواته الصغار وبناته، سائلاً: "ماذا أفعل الآن، أنا عاطل من العمل، كيف أعيل عائلتي؟ اضطررت إلى تصليح بعض أعطال البيت حتى لا ننام في الشارع، وكل شيء باهظ الثمن".
 
 
 ويؤكد خالد، أن لا أحد حتى الآن عرض تقديم المساعدة له أو لعائلته، "كلّفني تصليح الألومنيوم والزجاج 300 دولار"، يقول لـ"روزنة"، و300 دولار وفق سعر الدولار الحالي، تعني ثروة (كل دولار يساوي نحو 7000 ليرة لبنانية).

قد يهمك: حملت طفلها من طرابلس لمستشفى الكرنتينا... فمات في الانفجار
 
قصص كثيرة ملقاة الآن على طرق بيروت، بين لبنانيين وسوريين وغيرهم من الذين فقدوا أحباءً أو بيتاً أو سيارةً أو متجراً أو مستقبلاً، تعجّ شوارع بيروت بالقصص الحزينة المؤلمة.
 
الـ 2750 طن من نترات الأمونيوم، التي كانت في العنبر رقم 12 في مرفأ بيروت، انفجرت في وسط المدينة، بين الناس، بين أماكن عملهم وسكنهم ومدارسهم وجامعاتهم. ويمكن تخيّل حجم المأساة واتّساعه وتلك القصص ستمتدّ مأساتهم إلى سنوات طويلة وربما أجيال، فما قبل 4 آب 2020 ليس كما بعده.
 
ووفق سفارة النظام السوري في بيروت، سقط 43 سورياً في التفجير الذي أدى إلى مقتل أكثر من 150 شخص، وإصابة حوالى 5000 آخرين بجروح، إضافة إلى عشرات المفقودين.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق