تدهور العمل بمجالات الزراعية خلال هذا العام بشكل ملحوظ، حيث انحسرت المساحات الزراعية، جراء العمليات العسكرية المتكررة على المناطق، التي تسيطر عليها قوات المعارضة في الشمال السوري بعد سيطرة النظام السوري على مناطق زراعية هامة في ريفيّ إدلب الجنوبي، وحماة الشمالي الغربي.
وتواجه الزراعة في محافظة إدلب عدة معوقات، أبرزها ارتفاع أسعار المحروقات الأمر الذي دفع بعض المدنيين إلى العمل على إيجاد طرق، وأساليب تعتمد على الطاقة البديلة في استخراج المياه واستجرارها دون الحاجة للمحروقات، من خلال الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة عبر ألواح الطاقة الشمسية، حيث يتم استخدامها لتأمين الكهرباء، من أجل استخراج المياه من الآبار الجوفية وري المزروعات.

يقول أبو أحمد، مزارع من قرية "صلوه" في ريف إدلب الشمالي لـ "روزنة" "نتيجة عدم استقرار أسعار المحروقات، وانقطاعه في بعض الأحيان، لجأت إلى تركيب مجموعة ألواح طاقة شمسية، من أجل ري مزروعاتي، لكن كانت كلفة التركيب هذه ضخمة، فقد تكلفت مبلغ 11 ألف دولار أمريكي، بالمقابل أصبحت بغنى عن الديزل، و تخلصت من أعباء الصيانة، وبإمكاني ري مزروعاتي بالوقت الذي أريده، دون الخوف من انقطاع الديزل، أو ارتفاع أسعاره".

في حين، اعتمد القسم الآخر من المزارعين على استخدام الأيدي العاملة في عملية الحصاد، ورش السماد، وقطع الأعشاب الضارة، عبر مجموعات من العاملين الزراعيين بأسعار لا تتجاوز دولار واحد عن يوم كامل.
اقرأ أيضاً: توتر مستمر في إدلب… من الجهة المستهدِفة لنقطة المراقبة التركية؟
المزارع حسن العلوش يقول لـ "روزنة" : "إن الاعتماد على العمال يخفف على المزارع نصف التكاليف المدفوعة للآليات الزراعية التي تعتمد على الديزل، حيث يتراوح أجر العامل اليوم ألفي ليرة سورية، بينما لتر الديزل الواحد سعره ألف ليرة، بالإضافة إلى أن نسبة تضرر المزروعات عبر اليد العاملة أقل بكثير من الآليات الزراعية".

بينما لجأ يحيى زكور، أحد مزارعي قرية كفر عروق شمالي إدلب إلى حراثة حقله بالفدان الخشبي القديم، الذي تجره الحيوانات، باعتباره غير مكلف، ويستطيع التنقل بالمناطق الجبلية والأراضي الصخرية الوعرة، وبين الأشجار، لكنه يتسبب بتعب جسدي للمزارع الذي يسير خلف الحيوان ويقوده، عدا عن المدة الزمنية الطويلة التي يستغرقها المزارع في عملية الحراثة على الفدان كما قال في حديثه لـ "روزنة".

في حين يعاني العمال في قطاع الزراعة من تدني أجورهم بالمقارنة مع ساعات عملهم الطويلة، في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمعيشية الضرورية، التي ارتفعت مع انخفاض سعر صرف الليرة السورية، وبقيت مرتفعة بالرغم من ارتفاع سعر صرف الليرة، الأمر الذي جعل أجرهم لا يكاد يكفيهم لدفع ثمن مادة الخبز فقط، بحسب أبو سامر، أحد العاملين الزراعيين في حديثه لـ "روزنة".
الجدير ذكره، أن الإنتاج الزراعي لهذا العام في محافظة إدلب و ما يجاورها من ريفيّ حماة وحلب قد انخفض إلى أكثر من النصف مقارنةً بالأعوام السابقة، نتيجة ضيق المساحات وغلاء أسعار البذار والأسمدة والمبيدات الحشرية، عدا عن ضيق سوق التصدير والاقتصار على تصريف المنتجات في الأسواق المحلية بالمنطقة.
الكلمات المفتاحية