تستمر مسيرة نجاح الطلاب السوريين في تركيا، على رغم مصاعب اللجوء، التي شكلت دافعاً قوياً لهؤلاء للاستمرار وتقديم الأفضل، والحصول على الدرجات والمراتب الأولى في الجامعات التركية، متفوقين فيها على الطلاب الأتراك والأجانب.
وتجاوز عدد الطلاب السوريين في مختلف الجامعات التركية منذ مطلع عام 2011، 15 ألف طالب، يتوزعون على أقسام مختلفة طبية أو علمية أو أدبية، وفق إحصاءات حكومية.
الطالب مازن أبو راس (23 سنة) حصل على المركز الأوّل في فرع هندسة الطاقة وكلية الهندسة عموماً، في جامعة "كوركوت أتا" في مدينة عثمانية التركية، متفوقاً على زملائه.

يقول أبو راس لـ"روزنة" إنه سافر إلى تركيا عام 2013 قبل إنهاء المرحلة الثانوية، واضطر للعمل مدة سنة ونصف السنة في النجارة بحثاً عن لقمة العيش قبل البدء بالدراسة وإنهاء المرحلة الثانوية في تركيا، حيث نجح في الحصول على مقعد في جامعة العثمانية فرع هندسة نظم الطاقة.
وعن الصعوبات التي واجهها أثناء دراسته المرحلة الجامعية، يوضح أبو راس، أنه عانى في الفترة الأولى من اللغة التركية لعدم تمكنه منها، إضافة إلى وجوده في بلد جديد وجامعة مختلفة، حتى أن الأساتذة الجامعيين الأتراك لم يلاحظوا وجود طالب أجنبي في الدروس.
ويشير إلى أنه استطاع الحصول في السنة الثانية على منحة "DAFI" الألمانية للأجانب التي ساعدته في تحسين وضعه المادي، وكان حينها حسّن أيضاً لغته التركية.
اقرأ أيضاً: في 2017، جوائز عالمية نالها فنانون سوريون، وأخرى ساهموا بها
وينصح الطلاب قائلاً: "إن حاجز اللغة التركية لا يمكن إهماله، وأنا لست الأول ولن أكون الأخير ممن اجتازوا هذا الحاجز، ولست طالباً استثنائياً، إنما طالب عادي قرر وسعى للنجاح".
كما حصل الطالب مصطفى ملا أحمد على المرتبة الأولى في فرع هندسة الكهرباء والإلكترون، والمرتبة الخامسة في كلية الهندسة، وفق صديقه أبو راس.
لم تتوقف النجاحات هنا في مدينة عثمانية التركية، وإنما امتدت إلى مدينة إيلازيغ أيضاً في جامعة الفرات، حيث حصل الطالب السوري حسين النواز على المركز الأول في قسم الهندسة الجيولوجية، بحسب صفحة "كوزال" المهتمة بالشأن السوري في تركيا.

ويواصل السوريون في أنطاكيا أيضاً مسيرة النجاح السوري، حيث نال الطالب فريد خطاب على المرتبة الأولى في كلية الاقتصاد في جامعة مصطفى كمال بأنطاكيا، متفوقاً على الطلاب الأتراك والأجانب، وفق صفحة " Yösbilgi".

وحصل منذ أيام، ثلاثة شباب سوريين على المركز الأول كأفضل مشروع تخرّج في كلية الهندسة الكهربائية في جامعة غازي عنتاب، وهم "أحمد شريف ومحمد معاذ مستو، وعمرو منصور"، وفق صفحة "كوزال".
وقدّم الطلاب الثلاثة مشروع تنظيم جمع الحقائب في المطار "Organizing Collecting Bags at Airport"، وتتلخّص فكرة المشروع بأن يظهر اسم صاحب الحقيبة وبعض المعلومات عن رحلته كرقم المقعد ورقم الرحلة على اللوحة الإلكترونية بمجرد خروجها إلى منصة استلام الحقائب، فضلاً عن وصول رسالة عبر الإيميل تعلم صاحب الحقيبة بذلك.

علي والد الشاب أحمد شريف كتب على صفحته في "فيسبوك": "ألف مبروك لك يا ولدي أحمد ولزميليك إنجازكم المستحق، شكراً لكم أيها الشباب السوريين لبعض من الفرح قدمتموه لنا في زمن القهر والغضب".
جامعات العثمانية والفرات وأنطاكيا وغازي عنتاب هي جامعات حكومية، تستقبل الطلاب الأجانب سنوياً بشروط محددة وفق كل جامعة، تشترك في نقاط محددة أبرزها طلب الحصول على الشهادة الثانوية المترجمة والمصدقة من الكاتب العدل، وجواز سفر أو كمليك (بطاقة حماية مؤقتة)، إضافة إلى صورة شخصية.
وكان الطالب السوري علاء إحسان الفراج نال الدرجة الأولى على مستوى الكويت في الثانوية العامة، فيما أحرز الطالب يامن وائل أبو نبوت المركز الأول التام في شهادة الثانوية على مستوى السعودية، بمجموع 100 من مئة لكل منهما.
وتعتبر نجاحات الطلاب السوريين هذا العام امتداداً لنجاحات السنوات السابقة، التي حققها طلاب مجتهدون في مختلف الجامعات التركية، في مختلف الأقسام، الطبية والهندسية والأدبية. وتمكن الطالب السوري محمد عمار الشعار من تحقيق المركز الأول على طلاب فرع الهندسة الكهربائية والإلكترونية، والمركز الثاني في كلية الهندسة في جامعة اسطنبول عام 2017، فضلاً عن كثر غيره يطول الحديث عنهم.
وتستضيف تركيا نحو 3.5 مليون لاجئ سوري، موزعين على مدن وبلدات في مناطق متفرقة من البلاد، أبرزها: عينتاب، هاتاي، أورفا، واسطنبول، فيما يعيش 250 ألفاً منهم في مخيمات قريبة من الحدود التركية مع سوريا جنوب البلاد، حيث فرّ معظمهم هرباً من الحرب الدائرة في بلادهم.
وكانت وكالة "المراقبة والمتابعة لوسائل الإعلام "prnet" في تركيا أعلنت مطلع العام الجاري أن وزارة التعليم العالي استقبلت منذ عام 2011 ما يزيد على 15 ألف طالب سوري، في مختلف الاختصاصات الأدبية والعلمية والطبية، في جميع الجامعات التركية الحكومية والخاصة.
الكلمات المفتاحية