تعتبر المرحلة الرابعة من مراحل الترشح للجنسية التركية الاستثنائية، من أصعب المراحل وأعقدها بالنسبة للسوريين، خاصة وأنّ جميع الملفات تبقى عالقة فيها لفترة طويلة وتخضع لدراسة أمنية مطوّلة.
وذهب البعض إلى وصف تلك المرحلة بالمفصليّة مقارنة بباقي المراحل والبالغ عددها سبع مراحل، بدءًا من مرحلة تسليم الأوراق وإجراء المقابلة الأولى وصولاً لقرار التجنيس.
" خالد الأسعد" يعمل كمدرس سوري في إحدى المدارس بمدينة اسطنبول التركية، تحدث لـ"روزنة" عن تعثر ملفه في مرحلة البحث والتدقيق، مبيناً أن ملفه عالق في المرحلة الرابعة منذ الشهر الثاني من العام 2017 وحتى هذه الأثناء، من دون توضيح السبب من قبل الجهات المختصة رغم محاولة سؤاله المتكرر عن الأمر، بحسب تعبيره.
ولم يختلف الحال بالنسبة لملف " جمعة العبدان" العالق أيضاً في تلك المرحلة منذ فترة طويلة، مشيرًا إلى خشيته من أن يتم رفض ملفه ويخسر فرصته في الحصول على الجنسية التركية، والذي اعتبر أن كافة السوريين المرشحيين للحصول على الجنسية التركية يعانون منها.

أما " باسل نمرة" والذي يعمل كمستشار نفسي ومن المرشحين للحصول على الجنسية التركية، فاعتبر خلال حديثه لـ"روزنة" أن "هذا الإجراء طبيعي جداً ومن حق أي دولة أن تقوم به"، مشيراً إلى "ضرورة عدم التخوف كونها شيء أساسي في كل دولة".
ويبلغ عدد ملفات التجنيس العالقة عند المرحلة الرابعة بحسب مصادر مهتمة بالشأن التركي، نحو 70 في المئة من إجمالي العدد الكلي للمرشحين من السوريين.
المحامي " مجد طباع" المتابع لأمور السوريين أوضح لـ"روزنة"، أهم الأسباب التي تقف وراء تعثر الملفات في المرحلة الرابعة وقال: "إن أي شخص عليه إشكال أمني أو هناك خطأ في اسمه أو عنوان سكنه أو هناك شكوى قضائية أو جزائية ضده فإن ملفه سيتوقف وسيتم طرده من المرحلة الرابعة".
ولفت الانتباه، إلى انتقال أشخاص في بعض الأحيان من المرحلة الرابعة إلى المرحلة السابعة مباشرة وهذا الأمر يعني إلغاء الجنسية.
وذكر " طباع" أن بعض الأشخاص بقي ملفه عالقاً في تلك المرحلة لمدة 8 أشهر وبعدها انتقل إلى المرحلة السابعة مباشرة، وهذا الأمر يعني إلغاء الجنسية.
وتابع بالقول: "عند سؤالنا الجهات المعنية حول السبب وراء رفض منحه الجنسية أخبرونا أنه لا يوجد أي سبب مقنع لإتمام الجنسية".
اقرأ أيضاً: خاص روزنة: تفاصيل حصول السوريين على الجنسية التركية
ولدى متابعة الأمر مع الشخص صاحب الملف، تبيّن أنه قام بتغيير عنوان سكنه أكثر من مرة ولم يقم بتحديث بياناته، إضافة لإهماله دفع فواتير الماء والكهرباء والانترنت، كما أن البوليس التركي حاول زيارته في منزله عدة مرات إلا أنه لم يكن متواجد فيه، وكل ذلك انعكس بشكل سلبي على ملفه، يقول " طباع".
وأكد " طباع" أنه لا يوجد أي حل لتجاوز المرحلة الرابعة بعكس مايتم الترويج له، وأن المسؤول عن هذا الأمر هي وزارة الداخلية التركية قسم التجنيس فقط لا غير.
بينما اعتبر الكاتب التركي " جلال ديمير" أن موضوع التجنيس ليس بالأمر السهل، وأن الجهات الأمنية التركية تأخذ وقتاً طويلاً في دراسة ملفات السوريين المرشحين للحصول على الجنسية التركية الاستثنائية.
وقال ديمير لـ"روزنة": "إن سبب التأخير يعود إلى كثرة الملفات التي تتجمع كلها في تلك المرحلة، يضاف إلى ذلك الأسباب الأمنية التي بدورها تلعب دورا في تأخر الملف، وفي حال طالت مدة التأخر فمن الممكن أن يأتي القرار بالرفض."
ويأمل كثير من السوريين العالقة ملفاتهم في تلك المرحلة من الجهات المعنية أن تجد حلًا عاجلًا لتسريع إجراءات البحث والتدقيق.
قد يهمك: المراحل السبعة للحصول على الجنسية التركية!
وكانت الحكومة التركية بدأت إجراءات تجنيس السوريين على أراضيها منذ العام 2016، والتي استهدفت أصحاب الخبرات والشهادات العلمية إضافة لأصحاب تصاريح العمل، ليصل العدد وفق تقديرات تركية رسمية إلى أكثر من 76 ألف مجنس من السوريين.
وتستضيف تركيا نحو 3.5 مليون لاجئ سوري، موزعين على مدن وبلدات في مناطق متفرقة من البلاد، أبرزها: "عينتاب، هاتاي، أورفا، واسطنبول"، فيما يعيش 250 ألف منهم في مخيمات قريبة من الحدود التركية مع سوريا جنوب البلاد، حيث فرّ معظمهم هربًا من الحرب الدائرة في بلادهم
الكلمات المفتاحية