كي نفهم تماماً كيف يؤثر السلاح الكيماوي في الجسم علينا أن نفهم باختصار كيف تنتقل الأوامر من الجهاز العصبي إلى العضلات. الجهاز العصبي يصدر أوامر عبر الأعصاب تشبه النبضات الكهربائية، وهذه الأوامر تنتقل إلى نهايات الأعصاب كي تحرّك العضلات.
ما هو مبدأ السلاح الكيماوي؟
العضلات لا تستوعب النبضات الكهربائية كما هو الحال في الأعصاب لكنها تستجيب للمواد الكيميائية المختلفة كالكالسيوم والبوتاسيوم والنيكوتين، أي أنها تتكلم لغة أخرى مختلفة عن الأعصاب، لذا من الضروري إذاً أن تصل بين نهاية العصب وبين الألياف العضلية منطقة خاصة بالترجمة، وهذه المنطقة تدعى منطقة الوصل العصبي العضلي، ومهمتها استقبال النبضات الكهربائية وتحويلها إلى مواد كيميائية، وهذه المناطق بالتحديد هي المناطق التي يستهدفها السلاح الكيماوي.

الكلور
غاز الكلور أصفر مخضر، وهو أكثر كثافة من الهواء بمرة ونصف، وله رائحة كريهة، كما أنه سام للغاية. وهو عامل مؤكسد قوي، مبيض (للأقمشة وما إلى ذلك)، كما أنه عامل مطهر. ومن أهم المركبات التي تحتويه حمض الهيدروكلوريك.
يسبب الكلور تهيج في الجهاز التنفسي وخاصة للأطفال وكبار السن، وفي حالته الغازية فإنه يسبب تهيج الغشاء المخاطي وفي حالته السائلة يسبب حروق للجلد، ويتطلب وجود 3.5 جزء في المليون منه للتعرف على رائحته، ولكنه يتطلب وجود 1000 جزء في المليون أو أكثر ليصبح خطيراً. ولذلك تم استخدام الكلور في حالته الغازية في الحرب العالمية الثانية كسلاح كيميائي.
ويجب أن لا تتعدى نسبة الكلور 0.5 جزء في المليون (للشخص البالغ لفترة عمل تبلغ 8 ساعات – 40 ساعة عمل في الأسبوع تقريبا).
التعرض الكثير للتركيز العالي (ليس مميتا) من الكلور يسبب وجود مياه في الرئة. والتعرض للتركيزات المنخفضة لفترات طويلة لغاز الكلور يؤدى لضعف الرئة، ويجعلها أسهل تأثرا بأمراض الرئة الأخرى.

ويمكن تكون غازات سامة عند خلط المبيضات مع البول، الأمونيا أو أي منتجات تنظيف أخرى. وتتكون هذه الغازات من خليط من غازات الكلور، الكلورامين، ثلاثي كلوريد النيتروجين: وعلى هذا يجب الاحتياط لعدم حدوث مثل هذه التركيبات.
التأثيرات والأعراض
تختلف الأعراض على الجلد والبشرة بحسب قرب المصاب من مكان وجود الغاز، حيث تشمل الأعراض إحدى هذه التأثيرات؛ فإما أن تكون هناك شعور ببرودة في الجلد المعرض للغاز (الأيدي أو الوجه) ثم ألم شديد واحمرار، أو تهيج الجلد (يصبح لون الجلد احمر وتظهر اعراض حساسية والتهابات جلدية) وتورم الجلد، وكذلك يمكن أن تظهر على الجلد آثار حروق.
وأما الأعراض على العينين والجفون؛ تتمثل بـ احمرار العينين والتهابها ودمع بشكل كثيف؛ و تهيج واحمرار وتورم في الجفون، و كذلك يمكن أن يؤدي إلى إصابة خطيرة في الرؤية وقد يؤدي إلى فقدان البصر بالكامل.
وفيما يتعلق بأعراض الجهاز التنفسي؛ فإما أن يتسبب بـ تهيج شديد في الأنف والحلق، أو سعال شديد وصعوبة في التنفس وشعور بالاختناق.
أعراض أخرى:
يمكن أن يؤدي إلى إقياء واستفراغ؛ وغاز الكلور شديد السمية على البيئة المائية (هذه النقطة يجب الانتباه منها وعدم استخدام المياه في مناطق سقوط الصواريخ )، وعند رؤية مثل هذه الأعراض يجب على الموجودين في المنطقة الحذر؛ واتباع الإجراءات التالية للتقليل من عدد الإصابات والتخفيف من شدتها.
المعالجة الأولية
من أجل التنفس..
ينقل المصاب إلى مكان لا يصل إليه الغاز ويجب أن يكون هذه المكان جيد التهوية، و إذا كان بالامكان استخدام أنابيب الأوكسجين لمساعدة المصاب بالعودة إلى التنفس الطبيعي؛ فضلا عن تدفئة المصاب ووضع غطاء في حال الشعور بالبرد.
اقرأ أيضاً: صحيفة: تحسباً لـ "يوم قيامة إدلب".. أطباء سوريون يتلقون تدريبات من خبراء بريطانيين

من أجل العيون..
يجب غسل العينين بشكل سريع ومن دون اضاعة وقت لمدة لا تقل عن 15 دقيقة ( حيث يجب الانتباه هنا الى عدم غسلها من ماء يمكن ان يكون تعرض للغاز مثل المياه المعبأة في خزانات مكشوفة أو من ساقية أو نهر قريب من مكان سقوط الصاروخ ولكن يجب غسيلها بماء نظيف).

كما يجب إبقاء الجفون مفتوحة بشكل كامل أثناء غسيل العينين بالماء؛ و الاستعانة بطبيب عيون في حال توفر في المنطقة.
من أجل البشرة..
بعد التعرض للغاز يجب وبشكل سريع وبدون اضاعة الوقت خلع جميع الملابس التي تعرضت للغاز وخلع الحذاء والجوارب وكل ما يمكن ان يتصل مع البشرة؛ كذلك يتوجب غسل الجسم بالماء النظيف لمدة لا تقل عن 10 دقائق.
هذه هي الاسعافات الأولية للمصابين، ولكن ماذا يجب أن يعمل الاهالي في المنطقة التي سقط فيها الصاروخ؟
الكلور عبارة عن غاز وبالتالي هو ينتشر في الهواء، لذلك يجب على الأهالي في منطقة سقوط القذيفة إغلاق الشبابيك والأبواب واجراء كل ما يلزم لمنع تسرب الغاز إلى داخل المنزل.
في حالة عدم تمكن الأهالي من إيجاد مكان آمن في المنزل يجب عليهم الابتعاد عن مكان سقوط الصاروخ وعدم التجمع في المكان للتصوير أو معرفة ما حدث؛ ويجب التوجه بعكس اتجاه الريح لان هذه العملية تقلل من خطر استنشاق الغاز المحمول بالهواء.
و على من يقوم بعملية الانقاذ أن يرتدي جهاز تنفس (مخصص لرجال الاطفاء)؛ أو كمامات واقية ويجب عليه أن يرتدي ملابس واقية تمنع تسرب الغاز للجلد ( الملابس المخصصة لرجال الاطفاء او بدلات جلدية سميكة في حال عدم توفر بدلات رجال الاطفاء، ومحاولة صب الماء بكميات كبيرة على القذيفة او ان يقوم بتغطيتها بالتراب او بأقمشة لمنع انتشار الغاز منها).
كذلك يجب التنبه لاستخدام أجهزة القناع الواقي وقفازات مقاومة للمواد الكيماوية وارتداء نظارات واقية تمنع الاصابة؛ إلا أنها قد تكون غير متوفرة لدى معظم الأهالي.
الكلمات المفتاحية