أعاد "مجلس الرقة المدني" افتتاح جسر الرقة القديم، بعد مرور أكثر من عامين على قصفه من قبل طائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، عندما كان يسيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" على مدينة الرقة شمالي سوريا.
وقال حسن مصطفى المشرف على أعمال إعادة تأهيل الجسر لـ"روزنة"، إنه تم افتتاح الجسر الأحد الماضي بتكلفة تجاوزت 200 مليون ليرة سورية، وذلك بعد مرور أكثر من عامين على معاناة الأهالي في التنقل باستخدام العبّارات النهرية والسفن الصغيرة لعبور نهر الفرات.

واستهدفت إن طائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن جسر الرقة القديم في الحادي عشر من شباط عام 2017 ، لتضييق الخناق على تنظيم "داعش"، بحسب مراسل روزنة في الرقة عبد الله الخلف.
وأوضح مصطفى لـ"روزنة"، أن القصف أدى إلى دمار أكثر من 100 متر من جسر الرقة القديم بشكل كامل.
اقرأ أيضاً: المهمة الصعبة في الرقة.. من يستطيع التصدي لها؟
"وأصدرت رئاسة "مجلس الرقة المدني" في شهر حزيران عام 2018 قراراً بتكليف فريق عمل للإشراف على إعادة تأهيل الجسر، تم تنفيذ العمل بمواصفتن فنية عالية، سواء كان في الجزء الإسمنتي أو المعدني"، بحسب مصطفى.

وتابع مصطفى أنه: " تم إعادة بناء 90 متر من الأجزاء الإسمنتية، أما الأجزاء المعدنية فهي فتحتان طولهما الإجمالي 36 متر يبلغ وزنها 170 طن، وبعد مدة قصيرة سنقوم بأعمال التزفيت والإنارة للجسر".

وأشار المشرف على أعمال إعادة تأهيل الجسر، أن" المجلس اضطر لافتتاح الجسر بشكل إسعافي من أجل تسهيل تنقل المارة، والسيارات التي يقل وزنها عن 4 طن بين ضفتي نهر الفرات، بعدما توقفت العبّارات النهرية عن العمل نظراً لارتفاع منسوب المياه في نهر الفرات جراء الأمطار الغزيرة التي هطلت هذا العام".

وعن سبب طول مدة إعادة تأهيل الجسر يوضح مصطفى أن "سبب التأخير هو تنفيذ أعمال إضافية في الجسر لم تكن ملحوظة في الكشف التقديري الأول الذي نُظِّمَ في الشهر الخامس 2018".
يذكر أنّ جسر الرقة الجديد والذي يبعد واحد كيلو متر غرب الجسر القديم تعرض للقصف أيضاً في الخامس من شباط عام 2017، وكان هذا الجسر يستوعب الشاحنات الكبيرة التي تدخل البضائع للرقة والحافلات.
وبخصوص إعادة تأهيل جسر الرقة الجديد، لفت حسن مصطفى إلى وجود دراسات حول مشروع إعادة إعمار الجسر الجديد، مضيفاً أنه " بالرغم من إنجاز مشروع جسر الرقة القديم إلا أن مجلس الرقة المدني حريص على إعادة تأهيل الجسر الجديد كونه سيحل مشكلة عبور النهر جذرياً"،
قد يهمك: أربع سنوات مرت على الرقة..وهذا كل ما جرى!
الجسر القديم، بحسب مصطفى المسؤول عن إعادة تأهيله، يحل من 60 – 70 في المئة من المشكلة.
وتأتي أهمية جسر الرقة القديم، في كونه يربط مدينة الرقة بريفها الجنوبي، كما يستخدم في إدخال البضائع التجارية وتصديرها من مدينة الرقة، وتسويق المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية.

ويقول أبو خالد، 42 سنة، لـ"روزنة"، مقيم في قرية كسرة فرج جنوب الرقة، ويعمل في أحد المنظمات في المدينة: "إن جسر الرقة القديم يمثل شريان الحياة بالنسبة للمدينة، وكنا نعاني من انقطاع الجسر خلال السنتين الماضيتين"،
موضحاً أنه "يومياً كان يعبر النهر بواسطة العبّارات النهرية والتي لا تعتبر آمنة، وأحياناً لا يذهب إلى العمل عندما تكون الظروف الجوية سيئة لأن عبور النهر تحت الأمطار والرياح الشديدة خطير للغاية".

واستمرت أعمال إعادة تأهيل جسر الرقة لمدة عشرة أشهر كاملة، ويرى الشاب محمود العبد الله أن المدة الزمنية لإعادة تأهيل الجسر استغرقت وقتاً أكثر من اللازم، وكان من المفترض أن يتم إنجازه خلال ثلاثة أشهر بحسب القائمين على العمل.
ويقول محمود لـ"روزنة": "هناك ملاحظات كثيرة على العمل في الجسر، هناك حفر فيه وعند هطول الأمطار يتحول الجسر إلى ( مستنقع )، يجب على الإدارة الذاتية بذل المزيد من الجهد من أجل إعادة إعمار البنية التحتية المدمرة في الرقة".
إلا أن عودة جسر الرقة القديم للخدمة أدت إلى توقف عمل العبارات النهرية والسفن الصغيرة، وبحسب الشاب عبود القاسم الذي كان يعمل سائق عبارة نهرية فإن عدد العاملين في العبارات والسفن يتجاوز 500 شخص.
يقول عبود لـ"روزنة": "رغم توقف عملنا إلا أنني سعيد بعودة الحركة للجسر القديم، بطبيعة الحال عبور النهر بواسطة العبّارات النهرية كان مخيف للبعض، وهو ليس مجاني أيضاً، لذلك كان البعض لا يعبر النهر عندما لا يمتلك الأجرة، أما اليوم بعد افتتاح الجسر بات بإمكان الجميع العبور بأمان مثلما كان في الماضي".

ويعود بناء جسر الرقة القديم إلى عام 1942، شيدته السلطات البريطانية عندما دخلت إلى سوريا لقتال القوات الفيشية خلال الحرب العالمية الثانية، ومنذ ذلك الحين أصبح الجسر القديم واحداً من أبرز معالم مدينة الرقة ورموزها.

الكلمات المفتاحية