بعد الانقلاب العسكري الذي نفّذه الجيش السوداني، وعزل بموجبه الرئيس عمر البشير، عقب 30 عاماً من الحكم، أعلن وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف تشكيل مجلس عسكري يتولى السلطة، وحظر تجوّل، إضافة لتوقف حركة المطارات والجامعات، ما أثّر سلباً على السوريين المقيمين في السودان.
واعتصم آلاف السودانيين، أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم مساء أمس الخميس، على الرغم من سريان حظر تجوّل فرضه الجيش إثر إطاحة البشير من الساعة العاشرة وحتى الرابعة فجراً، هتفوا خلالها "سلام، عدالة، حرية"بحسب وكالة فرانس برس.
حالة ترقّب وحذر تسود السوريين
وعن رأي السوريين بالانقلاب في السودان، قالت الممثّلة السورية المعارضة سمر كوكش، اليوم الجمعة، لـ"روزنة"، "إن السوريين يعيشون كأي جالية أجنبية مقيمة في السودان بترقّب وحذر، ويعتبرون أنّ هذا شأن داخلي يخص السوادنيين فقط، ويتمنون الخير والاستقرار لهذا البلد".
وأضافت، أن "السوريين يثقون بالسودان كبلد وكدولة وكشعب واعي، وأنه سيخرج من هذه المرحلة بتطلعاته وطموحه نحو الأفضل".
أثر الانقلاب على الحياة الاجتماعية والاقتصادية
وفيما يتعلق بانعكاس الانقلاب على الحياة الاجتماعية للسوريين، لفتت كوكش إلى أنّ "توقف الرحلات أثّر على السوريين كما المقيمين الأجانب، حيث تأجّلت كل الرحلات المقررة، كما أن الجميع التزم بحظر التجوّل بما فيهم السوريون".
وأشارت إلى أنه "منذ اليوم الأول الذي فتحت فيه الدولة السودانية والشعب السوداني أبواب بلدها للجالية السورية نتيجة الحرب التي تعيشها اعتبروا فيها أن السوريين إخوة وأبناء بلد وكأنهم في وطنهم الثاني ".
عبادة الأحمد أحد السوريين القاطنين في مدينة الرياض السودانية، أوضح لـ"روزنة"، أن "السودانيين دعوا السوريين المجنّسين للخروج بالاعتصام ومشاركة الشعب فرحته بعد الانقلاب".
اقرأ أيضاً: كيف أثرت احتجاجات السودان على السوريين هناك؟
وخرج المتظاهرون في الشوارع احتفالاً بسقوط نظام البشير، فيما التزم الكثير من السوريين منازلهم خوفاً من مساوئ التدخل باعتبارهم أجانب، بحسب الأحمد.
وأشار إلى أن السوريين الموجودين في العاصمة الخرطوم تأثّروا كثيراً بالأحداث، وبخاصة أصحاب المهن والمحلات، حيث أغلق الكثير محالهم التجارية منذ الانقلاب وحتى الآن، فيما فتح آخرون محالهم، لكن التزموا بمواعيد حظر التجول الذي يبدأ من الساعة العاشرة وحتى الرابعة فجراً.
ولفت إلى أنه من أحد المتضررين، حيث يغلق المطعم الذي يعمل أبوابه الساعة الثالثة بعد منتصف الليل.

وتابع: "أن الوضع الاقتصادي متردٍ من الأساس منذ انخفاض قيمة الجنيه السوداني، حيث يعادل كل دولار أمريكي 73 جنيه سوداني، فيما كان قبل عامين، كل دولار يعادل 17 جنيه"، لافتاً أنّ "معظم السوريين يبحثون عن طريقة للخروج من السودان بعد ازدراء الأوضاع المعيشية".
وقال الأحمد، إن راتب الموظّف السوري لا يتعدى الـ 70 دولاراً شهرياً، وكشاب عازب يحتاج إلى مصروف شهري لا يقل عن 150 دولار.

طلاب الجامعات أيضاً تأثّروا
من جهته نور الزاكي، أحد السوريين الموجودين في السودان قال لـ"روزنة"، إن أكثرمن تأثر بالأحداث الحالية هم طلاب الجامعات الذين أتوا من خارج السودان للدراسة، حيث أغلقت أبوابها بعد الانقلاب.
أمّا أبو حسن، مقيم في الخرطوم فقال لـ"روزنة": "إن الكثير ممّن يعرفهم أكملوا حياتهم بشكل طبيعي، دون أي توتّر أو خوف، لكنهم تجنّبوا التدخل في الأحداث الحالية".
وكانت المظاهرات بدأت في السودان في الـ 19 من كانون الأول العام الماضي، عقب قرار رفع أسعار مادة الخبز، وشهدت كانت شرارة الاحتجاجات في مدينة عطبرة شمال السودان، ليتبعها احتجاجات في ولايات سودانية أبرزها الخرطوم، والنيل الأزرق، والفاشر، وشمال دارفور.
قد يهمك: وُجهتهم السودان.. ترحيل سوريين من الشارقة إلى بيروت ثم سوريا
وتضاعفت معاناة السوريون في السودان، في ظل الاحتجاجات الشعبية هناك، نتيجة ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة.
يشار إلى أن السودان لا تفرض تأشيرة على دخول السوريين، الأمر الذي جعلها مقصداً للشباب السوريين، الهاربين من السوق الإجباري إلى الخدمة لدى جيش النظام السوري، إلا أنها فرضت من جديد تأشيرة دخول للسوريين القادمين من أي دولة عدا القادمين من دمشق.
الكلمات المفتاحية