فقدت سوريا خلال ثمان سنوات الكثير من الكودار الطبية العاملة إثر القصف الكثيف للنظام السوري على المستشفيات والنقاط الطبية، ما أدى لنقص حاد في تلك الكوادر، والمعدادت الطبية، وخلّف عدداً كبيراً من الضحايا لعدم توافق الدعم الإنساني للقطاع الطبي مع المجازر التي ارتكبها النظام، في الوقت الذي عاني فيه الصحفيون لنقل صورة الحرب والدمار إلى العالم بأسره، نقلوا أحداثاً بارزة، وقصصاً إنسانية، وثقوا استعادة المدن من النظام السوري وداعش.
في تغطية خاصة ببرنامج روزنامة روزنة وفي حديثه مع الزميلة نيلوفر ذكّر مدير الطبابة الشرعية في مدينة حلب والخبير الجنائي، الدكتور محمد الكحيل، بالقصف الكثيف الممنهج للنظام السوري على أحياء حلب الشرقية، وبخاصة أواخر 2016 قبل تهجير أهالي تلك الأحياء، مستهدفاً كافة المشافي، والنقاط الطبية، والذي أسفرعن نقص كبير في الكواد الطبية العاملة، ونقص حاد في الآليات والمعدات لتضررها إثر القصف.
هجرة الكوادر الطبية نتيجة القصف والحرب
قال الكحيل لـ"روزنة"، "إن الكثير من الأطباء والكوادر الطبية والتمريضية والكوادر التخصصية في المجالات الطبية هاجرت من مدينة حلب، نتيجة القصف الدائم من قبل النظام السوري والخوف والحرب، ما أدى لنقص كبير في الكوادر الطبية في المدينة، حيث أصبحت المشافي تقبل أي شخص عمل دورة تمريضية، أو فني تمريض، نتيجة القصف الكثيف والحاجة الكبيرة إلى جميع الخبرات".
وأضاف، "أنه أُحدث معهد عمر بن عبد العزيز، الذي خرّج كثيراً من الممرضين والمساعدين، وتعددت فيه الاختصاصات، حيث لايزال قائماً حتى الآن رغم تعرضه لأكثر من مرة من القصف الممنهج، انتقل إلى الريف ليرفد القطاعات الطبية من الفنيين والممرضين وباقي الاختصاصات، إضافة إلى إحداث عدد من الكليات في وقت متأخر ككلية الطب في بلدة كفر تخاريم، وكلية الطب في مدينة مارع شمال حلب، مشيراً إلى أن المشكلة الكبيرة في البدايات كانت بعدد الأطباء والكوادر الطبية".
يمكنك مشاهدة الحلقة الكاملة من التغطية الخاصة لذكرى الثورة السورية في برنامج روزنامة روزنة
عربة الخضروات كأداة نقل للجرحى
وفيما يتعلق بدعم القطاع الطبي، أفاد الكحيل بأن "الدعم لم يكن من البدايات، كما كان غير متناسب مع حجم الإصابات، فالمجازر اليومية كانت تفوق الدعم، وبخاصة عند حصار النظام للأحياء الشرقية أواخر عام 2016، كانت الطامة الكبرى، على حد وصفه، حيث استهدفت قوات النظام كل المشافي ومراكز الدفاع المدني، ومنظمة الإسعاف والإنقاذ، إلى درجة لم تبقَ أي سيارة إسعاف أو أي أدوات أو معدات طبية، ما أسفر عن نقص حاد في المعدات الطبية، وتم حينها نقل المصابين على العربات المخصصة للخضروات والعربات المخصصة لنقل اسطوانات الغاز المنزلي" ، مضيفاً، "حتى مشافي الأطفال لم تسلم من القصف، وحتى القبور".
أشار إلى أن الأطباء عملوا تحت ضغط هائل في تلك الفترة أواخر 2016، يتابع الكحيل، "ففي حلب لم تكن توجد سوى طبيبة نسائية واحدة، وطبيب الجراحة الوعائية أو الجراحة العظمية، كان يتنقل من مشفى إلى آخر، ولم يكن في حلب أيضاً سوى طبيب قلبية واحد كان يعمل في الطبابة الشرعية، وهوالطبيب عثمان حجاوي الذي كان يتنقل من حي الصاخور إلى حي السكري لمعالجة المرضى والمصابين، وتعرض لقصف في الطبابة الشرعية، فقد على إثرها جزءاً من بصره، كما فقد عظم الركبة، عدة إصابات".
أهمية الطبابة الشرعية في التوثيق
وعن أهمية الطبابة الشرعية في عمليات توثيق القتلى، قال الكحيل، "إن الطبابة الشرعية يجب أن يكون مديرها شرعي، وحين مجزرة النهر "نهر قويق" في حلب عام 2013 التي نفذها النظام بحق 220 معتقلاً ألقى بهم في النهر بعد إعدامهم، كان لا بد من توثيق المجزرة، مشيراً إلى أن أقرب اختصاص للطبيب الشرعي هو الخبير الجنائي، حيث تم التعاون مع المحامين وبعض المعارضين، لتوثيقها، ومن ثم تم إنشاء الطبابة الشرعية لتوثيق حالات الانتهاك التي يتعرض لها السوريون من قبل النظام أوغيره".
وأكد أن "الطبابة الشرعية تعرضت للقصف نحو 14 مرة خلال الأشهر الأخيرة من الحصار، وحاولوا قد الإمكان الحفاظ على المعلومات الموثقة التي كانت بحوزتهم، فُقد بعضها والبعض الآخر تم الاحتفاظ به، من أجل تقديمه مستقبلاً إلى الجهات المعنية لمحاسبة مجرمي الحرب".
العمل الصحفي في سوريا خلال الثورة
وتحدّث الصحفي السوري عبود الضويحي، خلاله لقائه مع الزميل محمد صفو، عن العمل الصحفي في سوريا ضمن المناطق الساخنة، قائلاً، "إن تجربة العمل الصحفي خلال 8 سنوات من الثورة لم يكن سهلاً، كان عملاً محفوفاً بالمخاطر، لنقل الصورة من منطقة النزاع، عمل خلالها على تغطية المعارك ضد النظام السوري وتنظيم "الدولة الإسلامية"، حيث كانت المهمة صعبة جداً".
وأضاف الضويحي، أنه "تم استهداف عدد كبير من الصحفيين باعتقالهم وقتلهم، على يد النظام وتنظيم الدولة الإسلامية".
وتابع، أن "الإعلام المعارض السوري نجح بإرسال الصورة والصوت إلى العالم أجمع، وأداء الرسالة والمهمة المطلوبة منه، في الوقت الذي فشلت فيه الوسائل العالمية من تغطية مناطق النزاع في سوريا، وكان الإعلام المعارض والناشطون هو البديل لنقل الصورة وخصوصاً المناطق المحاصرة كالغوطة الشرقية وغيرها، لافتاً أن الأمور السياسية هي من أفشل هذا الإعلام في المرحلة الراهنة".
الثورة السورية في الرقة
كانت الرقة من المدن السباقة التي شاركت بالثورة السورية في بدايتها، بعد أسبوع فقط من اندلاع شعلة الثورة في درعا 18 آذار 2011، انطلقت أولى المظاهرات في مدينة الرقة في اليوم الذي أطلق عليه جمعة العزة من جامع الفردوس وسط المدينة عقب الصلاة، وهتف عشرات الشبان "بالروح بالدم نفديكِ يا درعا" و"حرية .. حرية" "سلمية .. سلمية"، ولكن عناصر الأمن ومؤيدي نظام الأسد، قاموا بالاعتداء عليهم وتسليمهم للفروع الأمنية، بحسب مراسل روزنة في الرقة عبد الله الخلف.
وأضاف الخلف، أن المظاهرات تواصلت في مدينة الرقة عاماً كاملاً، ووصلت إلى ذروتها حين ارتقى أول مدني برصاص عناصر الأمن العسكري وهو الشاب علي البابنسي في 15/3/2012، وفي اليوم التالي خرجت أكبر مظاهرة في تاريخ الرقة خلال تشييع جثمان علي البابنسي.
وتابع، "بلغ عدد الذين شاركوا في مظاهرة التشييع نحو 200 ألف من أبناء الرقة، توجهوا إلى ساحة الرئيس ، وهناك كان عناصر جيش النظام متمركزين حول التمثال لحمايته، وأطلقوا الرصاص الحي على المتظاهرين العزل وارتقى يومها قرابة 30 شاباً من أبناء المدينة، ليهدأ زخم المظاهرات بعد هذه المجزرة البشعة.
سيطرة الجيش الحر على الرقة
وفي بداية آذار 2013 أعلنت فصائل الجيش السوري الحر عن معركة "غارة الجبار" والتي سيطرت الفصائل فيها على المدينة وطردت النظام، وتوجه الأهالي يومها إلى ساحة الرئيس وأسقطوا تمثال حافظ الأسد وأُطلق على مدينتهم لقب "عاصمة التحرير" كونها أول مركز محافظة تخرج عن سيطرة النظام.
سيطرة داعش على الرقة
وفي بداية عام 2014 اندلعت اشتباكات عنيفة بين تنظيم داعش من جهة وفصائل الجيش الحر، استمرت الاشتباكات نحو أسبوع وانتهت بسيطرة داعش على الرقة ومساحات واسعة من الأراضي السورية، لتتحول الرقة فجأةً من عاصمة للتحرير، إلى عاصمة الخلافة الداعشية، وبدأ التنظيم بالتضييق على الأهالي، وفرض أساليب حياة جديدة عليهم، تتعلق باللباس واللحية والنقاب ومنع التلفاز وغيرها، وقتل كل من يعارضه والتمثيل بالجثث والرؤوس المقطوعة في الشوارع، وعاش أهالي الرقة فترة عصيبة استمرت أربع سنوات عانوا فيها الويلات من التنظيم المتشدد، بحسب مراسل روزنة عبد الله الخلف.
سيطرة "قوات سوريا الديمقرطية" على الرقة
في 6 حزيران 2017 أعلنت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة عن بدء معركة طرد تنظيم داعش من الرقة، لتبدأ أكبر مأساة في تاريخ هذه المدينة، عشرات الآلاف من أهالي الرقة أضحوا نازحين ولاجئين، مئات المدنيين قتلوا، وتم دفنهم في الحدائق وتحت أنقاض بيوتهم، ما يقارب 65 % من المدينة "مدمر" بشكل كامل، و 90 % متضرر جزئياً بحسب مجلس الرقة المدني، وبعد معارك عنيفة استمرت أكثر من أربعة أشهر أعلنت قوات سوريا الديمقراطية عن سيطرتها على المدينة ورحيل تنظيم داعش.
بحسب الخلف، أن تنظيم داعش، رغم رحيل تنظيم داعش عن الرقة إلا أنه ترك وسيلة قتل أخرى وهي الألغام التي حصدت أرواح المئات من المدنيين ولا تزال حتى يومنا هذا تقبض الأرواح.
حالياً يدير الرقة مجلس محلي مشكل من قبل "قسد"، وظهرت عدة منظمات مجتمع مدني تعمل على محو آثار تنظيم داعش وتقديم الخدمات للأهالي، ونشأت وسائل إعلام جديدة في المدينة، والأهالي يسعون اليوم لإعادة بناء مدينتهم التي دفعت فاتورة غالية من دماء أبنائها.
كفرنبل أيقونة الثورة السورية
أما في إدلب، تحدث مراسل روزنة مهند الشيخ، عن دور كفرنبل في الثورة خلال السنوات الثمانية الماضية والمظاهرات السلمية التي كانت تخرج بشكل متكرر واللافتات والرسومات الساخرة التي اشتهرت حول العالم والتي كانت تحاكي وتخاطب المجتمعات الدولية، حيث يتم توجيه رسائل للمجالس العالمية عن طريق هذه الرسومات.
وأضاف الشيخ، أن الثورة في مدينة كفرنبل دخلت عامها التاسع، وفقدت اثنين من أبنائها من الذي صنعوا من كفرنبل أيقونة للثورة، الإعلاميين رائد الفارس وحمود الجنيد، بعد أن اغتالهما مجهولون أواخر عام 2018
الفارس رفع لافتات كفرنبل في المحافل الدولية وأيضاً في البيت الأبيض، وكان رائد مدير أول اذاعة ثورية في الداخل السوري ( راديو فرش ) والذي سار فيها حتى وصل الحديث فيها للعالم أجمع.
وفيما يتعلق بدعم القطاع الطبي، أفاد الكحيل بأن "الدعم لم يكن من البدايات، كما كان غير متناسب مع حجم الإصابات، فالمجازر اليومية كانت تفوق الدعم، وبخاصة عند حصار النظام للأحياء الشرقية أواخر عام 2016، كانت الطامة الكبرى، على حد وصفه، حيث استهدفت قوات النظام كل المشافي ومراكز الدفاع المدني، ومنظمة الإسعاف والإنقاذ، إلى درجة لم تبقَ أي سيارة إسعاف أو أي أدوات أو معدات طبية، ما أسفر عن نقص حاد في المعدات الطبية، وتم حينها نقل المصابين على العربات المخصصة للخضروات والعربات المخصصة لنقل اسطوانات الغاز المنزلي" ، مضيفاً، "حتى مشافي الأطفال لم تسلم من القصف، وحتى القبور".
أشار إلى أن الأطباء عملوا تحت ضغط هائل في تلك الفترة أواخر 2016، يتابع الكحيل، "ففي حلب لم تكن توجد سوى طبيبة نسائية واحدة، وطبيب الجراحة الوعائية أو الجراحة العظمية، كان يتنقل من مشفى إلى آخر، ولم يكن في حلب أيضاً سوى طبيب قلبية واحد كان يعمل في الطبابة الشرعية، وهوالطبيب عثمان حجاوي الذي كان يتنقل من حي الصاخور إلى حي السكري لمعالجة المرضى والمصابين، وتعرض لقصف في الطبابة الشرعية، فقد على إثرها جزءاً من بصره، كما فقد عظم الركبة، عدة إصابات".
أهمية الطبابة الشرعية في التوثيق
وعن أهمية الطبابة الشرعية في عمليات توثيق القتلى، قال الكحيل، "إن الطبابة الشرعية يجب أن يكون مديرها شرعي، وحين مجزرة النهر "نهر قويق" في حلب عام 2013 التي نفذها النظام بحق 220 معتقلاً ألقى بهم في النهر بعد إعدامهم، كان لا بد من توثيق المجزرة، مشيراً إلى أن أقرب اختصاص للطبيب الشرعي هو الخبير الجنائي، حيث تم التعاون مع المحامين وبعض المعارضين، لتوثيقها، ومن ثم تم إنشاء الطبابة الشرعية لتوثيق حالات الانتهاك التي يتعرض لها السوريون من قبل النظام أوغيره".
وأكد أن "الطبابة الشرعية تعرضت للقصف نحو 14 مرة خلال الأشهر الأخيرة من الحصار، وحاولوا قد الإمكان الحفاظ على المعلومات الموثقة التي كانت بحوزتهم، فُقد بعضها والبعض الآخر تم الاحتفاظ به، من أجل تقديمه مستقبلاً إلى الجهات المعنية لمحاسبة مجرمي الحرب".
العمل الصحفي في سوريا خلال الثورة
وتحدّث الصحفي السوري عبود الضويحي، خلاله لقائه مع الزميل محمد صفو، عن العمل الصحفي في سوريا ضمن المناطق الساخنة، قائلاً، "إن تجربة العمل الصحفي خلال 8 سنوات من الثورة لم يكن سهلاً، كان عملاً محفوفاً بالمخاطر، لنقل الصورة من منطقة النزاع، عمل خلالها على تغطية المعارك ضد النظام السوري وتنظيم "الدولة الإسلامية"، حيث كانت المهمة صعبة جداً".
وأضاف الضويحي، أنه "تم استهداف عدد كبير من الصحفيين باعتقالهم وقتلهم، على يد النظام وتنظيم الدولة الإسلامية".
وتابع، أن "الإعلام المعارض السوري نجح بإرسال الصورة والصوت إلى العالم أجمع، وأداء الرسالة والمهمة المطلوبة منه، في الوقت الذي فشلت فيه الوسائل العالمية من تغطية مناطق النزاع في سوريا، وكان الإعلام المعارض والناشطون هو البديل لنقل الصورة وخصوصاً المناطق المحاصرة كالغوطة الشرقية وغيرها، لافتاً أن الأمور السياسية هي من أفشل هذا الإعلام في المرحلة الراهنة".
الثورة السورية في الرقة
كانت الرقة من المدن السباقة التي شاركت بالثورة السورية في بدايتها، بعد أسبوع فقط من اندلاع شعلة الثورة في درعا 18 آذار 2011، انطلقت أولى المظاهرات في مدينة الرقة في اليوم الذي أطلق عليه جمعة العزة من جامع الفردوس وسط المدينة عقب الصلاة، وهتف عشرات الشبان "بالروح بالدم نفديكِ يا درعا" و"حرية .. حرية" "سلمية .. سلمية"، ولكن عناصر الأمن ومؤيدي نظام الأسد، قاموا بالاعتداء عليهم وتسليمهم للفروع الأمنية، بحسب مراسل روزنة في الرقة عبد الله الخلف.
وأضاف الخلف، أن المظاهرات تواصلت في مدينة الرقة عاماً كاملاً، ووصلت إلى ذروتها حين ارتقى أول مدني برصاص عناصر الأمن العسكري وهو الشاب علي البابنسي في 15/3/2012، وفي اليوم التالي خرجت أكبر مظاهرة في تاريخ الرقة خلال تشييع جثمان علي البابنسي.
وتابع، "بلغ عدد الذين شاركوا في مظاهرة التشييع نحو 200 ألف من أبناء الرقة، توجهوا إلى ساحة الرئيس ، وهناك كان عناصر جيش النظام متمركزين حول التمثال لحمايته، وأطلقوا الرصاص الحي على المتظاهرين العزل وارتقى يومها قرابة 30 شاباً من أبناء المدينة، ليهدأ زخم المظاهرات بعد هذه المجزرة البشعة.
سيطرة الجيش الحر على الرقة
وفي بداية آذار 2013 أعلنت فصائل الجيش السوري الحر عن معركة "غارة الجبار" والتي سيطرت الفصائل فيها على المدينة وطردت النظام، وتوجه الأهالي يومها إلى ساحة الرئيس وأسقطوا تمثال حافظ الأسد وأُطلق على مدينتهم لقب "عاصمة التحرير" كونها أول مركز محافظة تخرج عن سيطرة النظام.
سيطرة داعش على الرقة
وفي بداية عام 2014 اندلعت اشتباكات عنيفة بين تنظيم داعش من جهة وفصائل الجيش الحر، استمرت الاشتباكات نحو أسبوع وانتهت بسيطرة داعش على الرقة ومساحات واسعة من الأراضي السورية، لتتحول الرقة فجأةً من عاصمة للتحرير، إلى عاصمة الخلافة الداعشية، وبدأ التنظيم بالتضييق على الأهالي، وفرض أساليب حياة جديدة عليهم، تتعلق باللباس واللحية والنقاب ومنع التلفاز وغيرها، وقتل كل من يعارضه والتمثيل بالجثث والرؤوس المقطوعة في الشوارع، وعاش أهالي الرقة فترة عصيبة استمرت أربع سنوات عانوا فيها الويلات من التنظيم المتشدد، بحسب مراسل روزنة عبد الله الخلف.
سيطرة "قوات سوريا الديمقرطية" على الرقة
في 6 حزيران 2017 أعلنت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة عن بدء معركة طرد تنظيم داعش من الرقة، لتبدأ أكبر مأساة في تاريخ هذه المدينة، عشرات الآلاف من أهالي الرقة أضحوا نازحين ولاجئين، مئات المدنيين قتلوا، وتم دفنهم في الحدائق وتحت أنقاض بيوتهم، ما يقارب 65 % من المدينة "مدمر" بشكل كامل، و 90 % متضرر جزئياً بحسب مجلس الرقة المدني، وبعد معارك عنيفة استمرت أكثر من أربعة أشهر أعلنت قوات سوريا الديمقراطية عن سيطرتها على المدينة ورحيل تنظيم داعش.
بحسب الخلف، أن تنظيم داعش، رغم رحيل تنظيم داعش عن الرقة إلا أنه ترك وسيلة قتل أخرى وهي الألغام التي حصدت أرواح المئات من المدنيين ولا تزال حتى يومنا هذا تقبض الأرواح.
حالياً يدير الرقة مجلس محلي مشكل من قبل "قسد"، وظهرت عدة منظمات مجتمع مدني تعمل على محو آثار تنظيم داعش وتقديم الخدمات للأهالي، ونشأت وسائل إعلام جديدة في المدينة، والأهالي يسعون اليوم لإعادة بناء مدينتهم التي دفعت فاتورة غالية من دماء أبنائها.
كفرنبل أيقونة الثورة السورية
أما في إدلب، تحدث مراسل روزنة مهند الشيخ، عن دور كفرنبل في الثورة خلال السنوات الثمانية الماضية والمظاهرات السلمية التي كانت تخرج بشكل متكرر واللافتات والرسومات الساخرة التي اشتهرت حول العالم والتي كانت تحاكي وتخاطب المجتمعات الدولية، حيث يتم توجيه رسائل للمجالس العالمية عن طريق هذه الرسومات.
وأضاف الشيخ، أن الثورة في مدينة كفرنبل دخلت عامها التاسع، وفقدت اثنين من أبنائها من الذي صنعوا من كفرنبل أيقونة للثورة، الإعلاميين رائد الفارس وحمود الجنيد، بعد أن اغتالهما مجهولون أواخر عام 2018
الفارس رفع لافتات كفرنبل في المحافل الدولية وأيضاً في البيت الأبيض، وكان رائد مدير أول اذاعة ثورية في الداخل السوري ( راديو فرش ) والذي سار فيها حتى وصل الحديث فيها للعالم أجمع.
الكلمات المفتاحية