هل كذبت قطر على السوريين بخصوص منحة طلاب جامعة السوربون؟

هل كذبت قطر على السوريين بخصوص منحة طلاب جامعة السوربون؟
تحقيقات | 06 مارس 2019

لجين حاج يوسف | بعد عام من إثارة قضية المنحة القطرية للطلبة السوريين وجامعة السوربون الفرنسية، تتجاهل قطر الاجابة و الجامعة تلتزم الصمت، والطلاب المتضررون في صدد رفع دعوى قضائية ضدها. 

 
وقعت دولة قطر مع جامعة بانتيون السوربون في شهر أيلول من عام 2015، عقد منحة طلابية خاصة بالسوريين من المفترض أن يستفيد منها 100 طالب سوري بقيمة 600 ألف يورو سنويا لمدة 3 أعوام حسب ما اعلنت الصحافة القطرية.

و أعلنت جامعة السوربون عبر موقعها الالكتروني عن افتتاح منحة قالت أنها " للطلاب اللاجئين"، وأن الهدف الرئيسي من هذا البرنامج هو إدماج الطلاب ليتمكنوا من متابعة دراستهم الجامعية سواء المرحلة الجامعية الأولى الليسانس، حتى مرحلة الدراسات العليا الماستر.

وقع العقد من الجانب القطري النائب العام القطري  د علي بن فطيس المري، و من الجانب الفرنسي الدكتور فيليب بوتغي، وفي البداية تم استقبال أول دفعة في شهر 10 عام 2015 واستقبلت تاني دفعة في شهر كانون الثاني 2016.

و قال ( ج، ك) وهو أحد الطلاب المتضررين من إيقاف المنحة: "نحن بصدد رفع دعوى قضائية على الجامعة وبدأنا بالاستشارات القانونية".وحسب بيان الجامعة، فإن برنامج استقبال اللاجئين يقدم دبلوم جامعي يؤهل للحصول على شهادة (LMD) من جامعة باريس الأولى.

وأشارت جريدة الشروق القطرية إلى تبني أمير القطر للمبادرة: " تبنى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، تعليم مائة طالب سوري في جميع التخصصات المتاحة في جامعة السوربون، ابتداء من تعليم اللغة الفرنسية إلى دخول الجامعة والحصول على شهادة التخرج الجامعي".
 
أعلنت جامعة باريس الأولى بانثيون-سوربون في شهر تشرين الأول أكتوبر ٢٠١٥ عن انطلاق برنامج استقبال الطلاب اللاجئين، وفي سنة ٢٠١٧ تم إنشاء دبلوم جامعي مخصص للطلاب اللاجئين من كل الجنسيات.

يضمن هذا الدبلوم تقديم مستوى عال من التدريب الجامعي واللغوي للطلاب المقبولين لتحضيرهم للاندماج في المجتمع الفرنسي و للالتحاق بجامعة باريس الأولى بانتيون-سوربون من أجل بداية دراستهم الجامعية أو إكمال دراسات جامعية سابقة كانوا قد بدأوها في بلدانهم الأصلية ولم يتسن لهم إكمالها هناك. 

يقوم هذا الدبلوم بتزويد الطلاب بالعناصر الأساسية اللازمة لجعلهم قادرين على فهم اللغة الفرنسية والتعبير عن أنفسهم من خلالها، إضافة إلى توفير المواد الكفيلة لوضعهم في البيئة الثقافية والتعليمية للجامعة.

سيتمكن الطلاب من خلال دروس تعليم اللغة الفرنسية كلغة أجنبية من الوصول الى مستوى B2 وسيجد الطالب نفسه قادرا على اختيار التخصص الجامعي الذي يريده من بين جميع التخصصات الموجودة في جامعة باريس الأولى.

الهدف الرئيسي من هذا البرنامج هو إدماج الطلاب ليتمكنوا من متابعة دراستهم الجامعية سواء المرحلة الجامعية الأولى الليسانس، حتى مرحلة الدراسات العليا الماستر.

شكوى من تمييز بحق الطلبة السوريين:

أعلنت جامعة السوربون عبر موقعها الالكتروني  في تموز عام 2018 عن إغلاق مشروع "للطلاب اللاجئين"، فيما لم تأت الصحافة القطرية على ذكر أي تفاصيل اضافية. لتثار بعد ذلك عدة قضايا من قبل الطلاب السوريين الذين كانوا مشمولين ضمن المنحة.

يقول ( ج، ك): " أكد المدعي العام في أول لقاء حصل معه في الثالث من شهر آذار أن المنحة تتكفل بالطلبة السوريين ليس فقط حتى تخرجهم وإنما هي منحة مستمرة حتى بعد التخرج في إيجاد فرص العمل كل في اختصاصه".

وفي هذا اللقاء منعت احدى الموظفات الطلاب المتواجدين في الاحتفالية وسيلة التواصل المباشر مع مدير مكتب المدعي العام القطري د علي بن فطيس المري حسب ما قاله الطالب لروزنة. وذلك بعد تأكيده ضرورة إيصال أي شكوى تخص الطلاب بإرسالها بشكل مباشر مع مكتبه.

و تواجد في هذا الاستقبال طالب أفغاني و آخر سعودي الجنسية، اضافة إلى الطلاب السوريين، وهو ما يتفق مع كلام الجامعة بأن البرنامج مفتوح لكل الجنسيات و مناقض للتصريحات القطرية.

وكانت الصحافة القطرية قالت عن المنحة: " "تبنى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، تعليم مائة طالب سوري في جميع التخصصات المتاحة في جامعة السوربون، ابتداء من تعليم اللغة الفرنسية إلى دخول الجامعة والحصول على شهادة التخرج الجامعي".

تفجرت القصة بعد الزيارة الاخيرة التي قام بها المدعي العام والتي تواجد فيها فقط 2 من الطلبة السوريين،  ما ادى إلى قيام أحد الصحفيين المرافقين للمدعي العام القطري طلب الاستيضاح عن وضع الطلبة السابقين.

مخالفات بحق الطلبة السوريين:

لم تكن مشكلة الطلبة السوريين استقبال طلاب آخرين في نفس المنحة فقط  حسب فهمهم للاعلان القطري، وإنما التمييز أيضاً الذي اشتكوا منه سواء في تأمين السكن رغم إثبات سكنهم خارج العاصمة الفرنسية باريس، و كذلك قبول نفس الطلبة ضمن منحتين طلابيتين في نفس الوقت وهي  الكروس.

و المنحة الفرنسية الكروس هي منحة الحكومة الفرنسية للطلبة للدراسة في الجامعات الفرنسية و يعطوها راتب ٥٠٠ يورو شهريا

الطالبة (و،ا) تقول: " كنت بحاجة إلى سكن، قوبلت معظم طلباتي بالرفض، حتى تفاجئت بقبول طلب الطالبة الليبية بالسكن، رغم اقدميتي بطلب السكن حس تم تجاهل طلبي".

وبينت الطالبة في حديثها: "عند مواجهة الطالبة الليبية أجابتني أن الموظفة امل طلبت منها إخفاء الموضوع و ابقائه سراً". 

ورغم أن المنحة تكفل كلفة السكن و راتب بسيط لا يتجاوز ال 300 يورو، إلا أن منسقة المشروع كانت تبحث عن جميعات السكن المجاني عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وبالفعل أقيم مع منظمة الهيئة اليسوعية لخدمة اللاجئين ال jrs، مؤتمر بتاريخ 12-12-2016 في جامعة السوريون على مدرج   Lefebvre حيث حضرت وزيرة التربية والتعليم الفرنسية نجاة بلقاسم، و موفد رئيس جامعة السوربون في العلاقات الدولية السيدة جوان ديفول و تحدثت عن برنامج استقبال اللاجئين في الجامعة.

وأشار الطلاب في شكواهم لروزنة عن تمييز تعرضوا له حتى في المواد الدراسية، وأنه بينما فُصل البعض من الجامعة لرسوبه في اللغة، بقي طلاب آخرون مستفيدين من نفس المنحة رغم رسوبهم في اللغة ل 3 سنوات.

هل كذب القطريون بشأن المنحة ؟

و فيما يشتكي الطلاب من فصل العديد منهم دون أسباب واضحة من قبل الجامعة، نشرت جريدة الراية القطرية،في شهر حزيران من عام 2018، تحت عنوان" السوربون تحتفل بتخريج الطلبة اللاجئين السوريين" خبراً مفاده أن البروفيسور جورج حداد رئيس الجامعة، سلم شهادات التخرج للطلبة المتخرجين البالغ عددهم 111 طالباً  من مختلف  في تخصصات مختلفة. وحضر حفل التسليم فريق الشؤون الأوروبية والدولية للجامعة وأعضاء الهيئة الإدارية والتدريسية للجامعة. وذلك دون الاشارة غلى عدد السوريين المتخرجين.

وكان من اللافت أن خبر الجامعة أيضا يتحدث عن 111 طالب من جنسيات مختلفة، و لكنه يتوافق مع الرقم المعلن بدعمه من دولة قطر على أنه مخصص لمقاعد السوريين.

وقالت الجامعه: "هذه الشهادة الجامعية جزء من برنامج أكبر للطلاب اللاجئين. منذ عام 2015، والهدف من هذا البرنامج هو توفير، وراء الجانب التعليمي، والاهتمام الفردي وتوجيه الطلاب في حياتهم الإدارية والاجتماعية والطبية أو الأكاديمية. كما يستفيد الطلاب من منحة الحياة بفضل دعم الدكتور علي بن فتيح المري ، المدعي العام في قطر والطالب السابق في جامعة باريس 1 بانتيون السوربون ، حيث حصل على شهادة الدكتوراه في القانون عام 1997".
 

 
ومن اللافت أن موقع الجامعة تحدث عن دعم الوكالة الجامعية الفرانكوفونية و بدعم من منطقة إيل دو فرانس دون الإشارة إلى أي دعم قطري ، يمكن مراجعة موقع الجامعة من هنا.

كما نقلت فرانس 24 عن فيليب بوتري، رئيس جامعة السوربون الفرنسية، أن جامعة السوربون هي التي بادرت بفتح أبوابها لاستقبال اللاجئين السوريين باسم وفائها واحترامها للقيم الإنسانية والتضامن، لكن قطر عندما سمعت بهذه المبادرة، طالب أميرها المشاركة فيها وتمويلها.
 
وتزامن اقفال المنحة الخاصة بالطلاب اللاجئين مع تحقيق استقصائي نشرته مجلة «لوبوان» الفرنسية في عددها الأخير تحقيقاً صحافياً عن النائب العام القطري علي بن فطيس المري، والمشرف على ما يعرف بـ«مركز سيادة القانون ومحاربة الفساد» في جنيف، وهو المسؤول عن المنحة القطرية للطلاب السوريين، وكشفت خلاله أنه يختبئ خلف ستار مكافحة الفساد ليمارسه بنفسه، مدللةً على ذلك بكثير من القرائن، وأبرزت شراءه منزلاً في باريس بنحو 10 ملايين يورو، متسائلةً عن مصدر ثرائه، خاصةً أنه موظف حكومي وليس من عائلة ثرية.

و رغم تواصلنا مع رئيس الجامعة  والمسؤولين عن المكاتب الاعلامية في الجامعة للوقوف على إجابات لهذه الاتهامات الموجهة من قبل الطلاب إلا أننا لم نحصل على أي رد حتى تاريخ نشر هذه المادة.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق