بدأت ردود أفعال السوريين حيال تردي الوضع المعيشي، وغياب الخدمات في مناطق سيطرة النظام السوري، بالتحول من مناشدات، تطالب رئيس النظام بشار الأسد بالتدخل والحد من الفساد والتدهور المعيشي، إلى حدٍ دفع مواطنين للتهديد بالانتحار، وحتى محاولة الانتحار أيضاً.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الاثنين، تسجيلاً مصوراً لرجل مسن يبلغ من العمر (66 عاماً) بعد إنقاذه من محاولة انتحار بسبب سوء وضعه المعيشي، عبر رمي نفسه من أحد الجسور على نهر العاصي في مدينة حماة.
في وقت، هدد المعالج بالطب الشعبي، نبيل حمدان، من أهالي جبلة على الساحل السوري، بالانتحار في حال لم تحل مشاكل الناس في سوريا، على حد تعبيره.
وقال مخاطباً بشار الأسد "سأستقيل من عمري أعدك إن لم تحل مشاكل الناس، شخصياً سأنتحر"، مضيفاً "شعبك وأهلك جوعانين.. سيدي الرئيس أيرضيك حالنا".
إقرأ أيضاً: هل يسقط "حكم الأسد" من طرطوس؟ (بالفيديو)
غير أن حمدان وبعد ساعات فقط من نشره المناشدة على صفحته الشخصية، نشر اعتذاراً قال فيه إنه خاطب الأسد لأنه غير قادر على مقابلته شخصيا، ولفت إلى أنه ليس معارضاً للنظام السوري إطلاقاً.
وسبق حمدان، عدد من الفنانين السوريين المؤيدين الذين عرفوا بمواقف مؤيدة للنظام السوري، ومنهم أيمن زيدان، الذي قال على صفحته الشخصية إنه "لم يعد للنصر أي معنى"، في إشارة لإعلانات النظام المتكررة عن انتصاره،
وتابع زيدان أن "الوضع المعيشي المتردي قضى على أي معنى للنصر".
واشتكت الفنانة شكران مرتجى من تردي الأوضاع المعيشية، وقالت في رسالة خاطبت فيها الأسد "سيدي الرئيس.. الشعب تعبان ما في غاز ما في مازوت ما في بنزين ما في كهربا"، وأضافت "معقول اللي ما مات من الحرب يموت من القهر والبرد والغلا وتعبنا عتمة بدنا نطلع عالضو بيلبقلنا وبيلبق لبلدنا العظيم"، على حد تعبيرها.
اقرأ أيضاً: في جامعة تشرين.. أستاذ جامعي يشتم الأسد علناً
وفي مخيم الركبان للنازحين عند الحدود الأردنية، أصيبت سيدة سورية (32 عاما)، يوم الأحد الماضي، بحروق خطرة للغاية، جراء محاولتها الانتحار حرقاً، بسبب معاناة أبنائها من الجوع، بحسب ما أفاد به طبيب ومسؤول إعلامي لوكالة (الأناضول) التركية.
فيما نفت المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين، محاولة انتحار السيدة، وقالت إنها أصيبت بسبب اشتعال موقع غاز في خيمتها.
وذكرت منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة، في تقرير لها، نشرته اليوم الثلاثاء، أن 15 طفلاً نازحاً، غالبيتهم من الرضع، في سوريا جراء البرد القارس والنقص في الرعاية الصحية، في مخيم الركبان.
ويحاصر النظام السوري مخيم الركبان، ويقيد دخول المساعدات، إلى نحو 50 ألف نازح هناك، في حين يغلق الأردن حدوده مع المخيم ويعتبرها منطقة عسكرية.
يذكر أن السوريين في مناطق سيطرة النظام السوري، يعانون من عدة أزمات كان آخرها، نقص مادة حليب الأطفال، والغاز المنزلي، والتيار الكهربائي، إضافة إلى عدم توفر مادة الخبز، إذ اشتدت تلك الأزمات مع حلول فصل الشتاء البارد.
الكلمات المفتاحية