رضّع دمشق من دون حليب.. 8 آلاف ليرة للعبوات المهرّبة

رضّع دمشق من دون حليب.. 8 آلاف ليرة للعبوات المهرّبة
القصص | 11 يناير 2019

تتصدر أزمة انقطاع حليب الأطفال المشهد العام في العاصمة دمشق وسط نفي نقيب الصيادلة لدى النظام السوري لانعدام وجودها، وطالب الأهالي بضرورة التحرك لتأمين المادة التي غابت عن صيدليات دمشق منذ ما يقارب العشرين يوماً.

 
أسباب انقطاع الحليب المجفف:
 
قال مصدر من صحة دمشق فضّل عدم الكشف عن هويته لـ "روزنة": اعتمدت سوريا في الآونة الأخيرة على استيراد الحليب المجفّف المصنّع من إيران عن طريق شركة "نسلة"، و مع إدراج عقوبات اقتصادية  جديدة من قبل أمريكا على الدولة المصدّرة بدأت الكميات تشح في الأسواق تدريجياً ابتداءً من الأصناف المخصصة  للرضع "نان1- نان2"  و حتى الحليب ممن هم دون العام .
 
و أوضح المصدر أنّ توقّف عدد كبير من المشاريع المقدّمة عن طريق منظمات دولية كـ"لجنة الصليب الأحمر" كان له تأثير كبير على شح المادة، فالمشاريع التي كانت تنفذها تلك المنظمات سواء في المناطق التي سيطر عليها النظام حديثاً أو تلك التي كانت تحت سيطرته كانت تسد ثغرة كبيرة من الاحتياج لمادة حليب الأطفال خصوصاً للرضع .

وقال 
 "ياسر الخال" أحد العاملين بمجال الشحن من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية في الشمال السوري باتجاه مناطق النظام و العكس  لـ "روزنة" إنه منذ ما يقارب الشهر والنصف لم يتمكن عدد كبير من التجار من نقل البضائع التي تضم مواداً غذائية بمختلف أنواعها و من ضمنها حليب الأطفال من الشمال السوري باتجاه مناطق النظام.
 
وأضاف أن السبب يعود للاقتتال الحاصل بين فصائل المعارضة في الشمال السوري و التضييق الكبير من قبل قوات النظام المتمثلة "بالإدارة العامة للجمارك" و التي بدورها فرضت مبالغاً مالية طائلة مقابل عبور سيارات الشحن باتجاه دمشق، الأمر الذي عاد سلباً على السوق و أثّر عليه بشكل ملحوظ  خصوصاً على مادة حليب الأطفال .

اقرأ أيضاً: بين السخرية والسخط.. سوريون ينتقدون  "أزمة الغاز"

كيف يتم تأمين مادة الحليب؟
 
مصادر محلية متقاطعة من دمشق أكدت لـ"روزنة" أنه ازداد الطلب على المادة التي بدأت تندر تدريجياً منذ ما يقارب الثلاثة أسابيع، و شهدت أيضاً ارتفاعاً في أسعارها حيث وصل ثمن العبوة الواحدة المخصصة للأطفال الرضع ممن هم دون الـ 6 أشهر إلى أكثر من (6) آلاف ليرة سورية، أي ضعفي ثمنه .
 
ويلجأ الأهالي لتأمين المادة في ظل ندرتها  للتنقل بين المناطق الحدودية في ريف دمشق التي انتعشت أسواقها مؤخراً نتيجة وصول البضائع اللبنانية المهرّبة إليها كـ"مضايا، بقين، وسرغايا"،  وقد يتمكنون من تحصيلها أو يعودون خائبين.
 
كما يتم الحصول عليها عن طريق طلبها من سائقي السيارات الخاصة العاملين على خط " لبنان والأردن"  الذين يستطيعون بدورهم نقل كميات محدودة من عبوات حليب الأطفال، و يصل سعرها إلى أكثر من (8) آلاف ليرة سورية، بسبب اضطرار السائقين لدفع الرشوة لتمريرها عبر حواجز النظام السوري.
 
كامل صيدلاني من دمشق قال لـ"روزنة" إن أغلب الصيادلة في العاصمة دمشق لم يستلموا من الموزّعين حليب الأطفال منذ ما يقارب الشهر.
 
وأضاف، حاول بعض الموزعين إدخال صنف جديد "اس 26 جولد"  تباع العبوة الواحدة منه بـ"3000" ليرة سورية، إلا أنها تسببت بمشاكل هضمية لدى كثير من الأطفال الذين تناولوها، ما استدعى إيقاف بيعها خصوصاً للرضع .
 
 
 و أشار "عمار" إلى أن عدداً كبيراً من الصيادلة في العاصمة دمشق علّقوا على أبواب صيدلياتهم لافتات كُتب عليها " لا يوجد حليب أطفال الرجاء عدم السؤال" و ذلك بسبب كثرة الأسئلة يومياً، كما و لجأ بعض من الصيادلة الذين يحتفظون ببعض العبوات أو تمكنوا من تأمينها من لبنان أو الأردن إلى تقسيم العبوة على أكثر من حصة ليستفيد أكثر من شخص منها ريثما ما تجد النقابة حلاً .
 
 
نقيب الصيادلة في دمشق "محمود الحسن" نفى انقطاع مادة حليب الأطفال في دمشق، و بيّن أن المشكلة تقتصر على بعض الأنواع المستوردة من إيران، ووعد أنّ كميات مستوردة من الحليب  ستصل قريباً إلى سوريا و الخلل الحاصل حالياً  بسبب تأخر وصول البواخر نتيجة الأحوال الجوية.
 
وأثارت تصريحات نقيب الصيادلة غضب وسخرية روّاد وسائل التواصل الاجتماعي، متسائلين عن المدة الزمنية التي يستطيع فيها الأطفال الصمود بلا حليب.

قد يهمك: ذلٌّ وخوف في طوابير الخبز في سوريا
 
وقالت ريماس الزبدية: "إنهم منذ شهر وهم يبحثون عن حليب أطفال، ولا يجدون حتى بديلاً في صيدليات دمشق أو خارج دمشق، مضيفة "والله حرام هدول أطفال رضع ياريت يتوفر أي نوع حليب".
 
بينما قالت ندى الدهان إنه منذ شهر وحليب "النان" لعمر ما بعد السنة مفقود، مضيفة "ما خلينا مكان و ابني جابها من الشعلان ب 5000 وبعتها بتكسي مكتب بـ 2000على ضاحية قدسيا لانو الصغيرة عم تبكي".
 
أما  محمد وسيم فقال، إن أزمة انقطاع الحليب منذ شهر، ولا حياة لمن تنادي، "اليوم فتلت اكتر من 30 صيدليه الجواب كان للاسف : مافي ولا نوع حليب،عيب والله عيب".
 
في حين علّقت حنان أحمد قائلة "بس ماتكون متل باخرة الغاز"، فيما قال عماد الدرويش " بتتوقع انه الطفل ممكن أن يبقى بدون حليب كم يوم شو برأيك نعطيه مثلا ميه وسكر لبين ما تصل الباخرة".
 
فيما قال راشد بشور متهكماً، " كل آمالنا معلقا عهالبواخر بالله المسؤولين بببلادنا شو ميعملو غير صرف البنزين هني وولادون"، وأردف بشار سلوم " انقلونا لشي جزيرة وخلصونا طلعت حياتنا واقفة عالبواخر".
 

 
 وتعاني المحافظات في سوريا من سوء الأوضاع الخدمية، حيث يشكو الناس من انقطاع مادة الغاز في ظل البرد الشديد، والانقطاع المتكرر للكهرباء بداعي التقنين، فضلاً عن ارتفاع الأسعار بشكل عام.


 

 


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق