وجّه شابان من السويداء جنوبي سوريا، رسالة إلى أصدقائهما قبل ساعات من انتحارهما، وحملت الرسالة عبارات أسف، واعتذار، وشكوىً من ظروف قاسية، وتعسُّر سبل العيش، والبعد عن الأهل.
وذكرت صفحة (السويداء24) على فيسبوك، أنها حصلت على تسجيل مصور يظهر الشابين (م. أ. ح) و(و.ن.أ) وذلك قبل ساعات من إقدامهما على الانتحار عبر تفجير قنبلتين يدويتين بنفسيهما داخل إحدى الحدائق في مدينة السويداء، في الثالث والعشرين من الشهر الماضي.
ولفتت إلى أن الشابين أرسلا التسجيل المصور إلى مجموعة من أصدقائهما، عبر تطبيق "الواتس أب".
وأعرب الشابان في الرسالة أنهما يحبان جميع أصدقائهما ولا يكنان الكره لأحد منهم، وطلبا منهم الصفح والمسامحة.
وقال (و.ن.أ) "ما عاد تحملت.. بدي أهل اقعد عندن وآكل عندن.. يجيو يسهروا عندي رفقاتي متل ما أنا بسهر عندن.. أنا محروم من هاللحظات"، وقال (م. أ. ح) في التسجيل، "والله تعبنا.. ما كنا نتيسر بشغلة.. منضحك نهار بنبكي عشرة".
صاحب حساب (رفعت مسود) على فيسبوك، علّق على الحادثة قائلاً "كانوا محتاجين لشوية حنان بس.. لكلمة حلوة".
(حيان حذيفة) قال "لو في مجتمع وحكومة بتحترم حالا ما كان حدا انتحر.. أحد أهم أسباب الانتحار هو الضغط النفسي.. والحالة النفسية المتدهورة اللي بتقود الانسان لإيذاء النفس".
(شروق) علَّقت على فيسبوك قائلةً إن "فوضى السلاح إضافة لقلة الوعي والطيش، وإهمال الأهل وبالآخر الانتحار هو أكبر غلط وظاهرة خاطئة جدا بيلزمها حملات توعية وفكر متفهم للوضع الحالي رغم السوء اللي فيه".
نصائح للأهل والأبناء المغتربين بشأن العزلة الاجتماعية
وأشار الاختصاصي النفسي، محمد أبو المجد لـ "روزنة" إن "العزلة الاجتماعية هي من أخطر الأعراض النفسية، التي قد تؤدي الي المشكلات والأمراض النفسية مثل القلق والاكتئاب وهذه الأمراض قد تؤدي إلى الانتحار".
وأضاف أنه "في حالة الشباب السوري اللاجئ أو النازح أو المغترب كثُرت مثل هذه الحالات بسبب بعد الأهل وعدم الاستقرار والمستقبل الغامض".
وقدَّم أبو المجد نصائح للأهل هي "التواصل المستمر مع الابن وتحفيزه الدائم"، لافتاً إلى أنه "أحياناً رسالة واحده يومياً تشعر الإبن أن معه شخص ما".
ومن النصائح أيضاً "مساعدة الأهل لأبنائهم على صنع هدف والتخطيط للمستقبل، حتى في أقصى درجات الفقر والحاجة ومساعدتهم على اختيار الأصدقاء، الذين يشجعون على العلم ولعب الرياضة واكتشاف الهوايات والفنون لأن الفراغ يؤدي إلى الاكتئاب".
ويخاطب أبو المجد الشباب قائلاً "أقنع نفسك أن الأهل مرحلة والأصدقاء مرحلة من مراحل الحياة، واصنع من مجتمعك الحالي أهلاً لك.. لا تفرق كثيرا عن لاعب الكره الذي يترك بلده وأهله للانضمام لنادي في دولة اخري ولغة أخرى".
"لا تتسم بصفات الاستسلام والكسل والخمول والشكوى فإنها قاتلة للنفس.. واعلم أن الانتحار ليس هو الحل أبداً".
يذكر أن الحرب الدائرة وملاحقة للنظام السوري للمعارضين وسوق الشباب الإجباري إلى الخدمة في جيش النظام، دفع مئات آلاف الشباب إلى مغادرة سوريا، أو اللجوء إلى طرق تخفي، هربا من ملاحقة النظام وأجهزته الأمنية.
الكلمات المفتاحية