مازوت الشتاء يصل إلى القرداحة.. وعلى الباقين انتظار الصيف!

مازوت الشتاء يصل إلى القرداحة.. وعلى الباقين انتظار الصيف!
التقارير | 23 ديسمبر 2018

يشتكي أهالي اللاذقية، وريفها من سياسة (الخيار والفقوس)، التي تنتهجها حكومة النظام السوري، في عملية توزيع مازوت التدفئة على الأهالي، حتى أن بعضهم يأس من الحصول على المازوت خلال الشتاء الحالي.


"بهاء"، أحد سكان اللاذقية، قال لـ "روزنة"، إن "الحكومة بدأت في تشرين الثاني الماضي، بتوزيع مخصصات المازوت لأهالي المحافظة، واقتصر التوزيع على مدينة القرداحة، ومحيطها، وعلى أحياء في اللاذقية دون غيرها، منها الدعتور وبسنادا".

وتساءل قائلاً "متى سوف يحصل باقي أحياء المدينة وريفها على المازوت؟ في الصيف"، مضيفاً أن "الأهالي غاضبون ومستاؤون من أسلوب الحكومة في استغبائهم واستغلالهم".

ويجري توزيع المازوت عن طريق سيارات (صهاريج)، بعد صدور قرار يمنع توزيع المادة في محطات الوقود، إذ ستبقى الأسر التي لا تصل الصهاريج إليها دون تدفئة، وذلك في ظل انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، بحسب "بهاء".


الفقراء يبيعون حصصهم ولا رقابة على المخاتير والفرق الحزبية


وتعجز الأسر الفقيرة في اللاذقية عن شراء حصتها من المازوت، لذلك تشتري أسر ميسورة حصص العوائل الفقيرة، وتبيعها مجدداً بسعر أعلى للأسر، التي لم يصلها التوزيع بعد، كما أوضح أهالٍ لـ "روزنة".

وتخصص حكومة النظام 200 ليتر من المازوت لكل عائلة بسعر 180 ليرة لليتر الواحد عبر بطاقات ذكية، في حين يصل سعر ليتر المازوت في المحطات، والسوق السوداء إلى أكثر من 500 ليرة.

إقرأ أيضاً: مزارعو الساحل السوري.. خسائر بالجملة وتهديد بإتلاف المحاصيل

"لمى محمود"، من سكان اللاذقية، قالت لـ "روزنة" إن "عملية توزيع المازوت بهذه الطريقة اقترحت من أجل مساعدة الأسر الفقيرة، ولكن العملية باتت تُسهِّل قيام المسؤولين بعمليات نصب وسرقة".

وأضافت أن "أعضاء الفرق الحزبية والمخاتير هم المسؤولون عن تسجيل أسماء الأسر، التي هي بحاجة إلى مادة المازوت، وهم من يختار حسب مزاجهم، إذ لا يوجد رقابة ولا قانون يحاسبهم".

ولفتت محمود إلى أن "الوضع صعب جداً في اللاذقية، والفساد منتشر في قطاعات الدولة كافةً، ولا يتوقف الأمر عند قسائم المازوت".

وأثار انتقاء حكومة النظام لأحياء معينة في مدينة اللاذقية، وبلدات في ريفها، وتوزيع المازوت عليها دون غيرها، استياء ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، من أهالي وسكان محافظة اللاذقية.

وقال أحد سكان اللاذقية، على (فيسبوك) "ما منشوف لا صهاريج ولا مازوت ميتوزع بطرق انتقائية للمعارف والأقرباء وخلافو".


المازوت فقط للمقربين من النظام وذويهم وعمليات النصب بالجملة


وأعرب أحد أهالي بلدة سنجوان في ريف اللاذقية، عن غضبه من عدم ورود اسم بلدته ضمن قائمة مناطق توزيع المازوت، التي أصدرتها حكومة النظام، وقال "ليش سنجوان ما ذكرت بالقائمة شو هالفساد.. معقولة سقوبين وبكسا وست مرخو والمشيرفة، وسنجوان ع نفس الطريق ما بتنذكر".

وتابع متسائلاً " لتكون سنجوان هي اللي كانت سبب الأزمة بسوريا وما إلنا خبر؟، ولتكون سنجوان ما فيها حدا راح عسكري وقاتل ع كل الجبهات ضد الإرهاب وما النا خبر؟، ولتكون سنجوان ما فيها أكتر من خمسين شهيد غير اللي انخطفوا، ومالنا خبر؟، وليكون المحافظ عم يوزع المازوت من جيبة اللي خلفو ومالنا خبر؟".

إقرأ أيضاً: لعبة "بوبجي" تجتاح إدلب... هروب من الواقع ومعارك افتراضية

وقال ناشطٌ آخر إن "التوزيع بالصهريج للشخصيات المرموقه وأقربائهم فقط، أو حسب الواسطة حصراً، والمواطن الدرجة العاشرة أمثالنا حسب التسلسل الزمني كل 100سنه برميل".

وشهدت مدينة اللاذقية وريفها، حوادث نصب واحتيال خلال الفترة الأخيرة، إذ قام مجموعة شبان يدَّعون أنهم عاملون في حكومة النظام، ومسؤولون عن إيصال المازوت، بطلب البطاقات الذكية (الخاصة بالحصول على المازوت)، وثمن
مخصصات المازوت من عوائل، ووعدوا بتسليمهم المازوت في مناطق معينة، وبعد ذلك كانوا يلوذون بالفرار.

يذكر أن المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، تشهد خلال فصل الشتاء الحالي، أزمة في تأمين الغاز المنزلي ومادة المازوت، فضلاً عن زيادة ساعات انقطاع التيار الكهربائي.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق