المدينة الرياضية باللاذقية.. من مركز اعتقال إلى حديقة صداقة روسية

المدينة الرياضية باللاذقية.. من مركز اعتقال إلى حديقة صداقة روسية
القصص | 26 سبتمبر 2018

يعمل النظام السوري حالياً على إعادة تأهيل المدينة الرياضية باللاذقية التي تحمل اسم (مدينة الأسد)، وذلك بعد تحولها لمركز اعتقال وسَوق للخدمة في جيش النظام، ومأوىً لتجميع نازحين طيلة الأعوام السبعة الماضية.


وعمدت أجهزة المخابرات والشرطة العسكرية التابعة للنظام السوري إلى جمع الشباب المطلوبين للخدمة الإلزامية في المدينة، كما كانت المدينة مركزاً لاعتقال معارضين للنظام السوري ومؤيدين لمطالب إسقاطه.

وبعد الهجمات العسكرية التي شنَّها جيش النظام السوري وحلفائه على المدن والقرى، وما تزامن معها من اشتباكات، أقيم في المدينة الرياضية مراكز إيواء للنازحين من عدة مناطق أبرزها حلب وريف اللاذقية.

وعن أعمال الصيانة في المدينة، قال سعيد أبو يحيى وهو أحد "عمال الصيانة" لـ روزنة، إن "المدينة تعاني خراباً كبيراً وانتشاراً للأوساخ وتلفاً في شبكات الصرف الصحي وأنابيب المياه، فضلاً عن انتشار الحشرات".

وأضاف أنه "خلال الأشهر الماضية تم إرغام النازحين على العودة إلى مدنهم خصوصاً حلب وتم تفريغ المدينة من النازحين بشكل كامل ليتم طرح مشروع إعادة تأهيلها وصيانتها بشكل مباشر"، مشيراً إلى أن "العمل يتم بشكل سريع وباتت أجزاء في المدينة صالحة للزيارة والتنزُّه".

ولفت إلى أن "جهات روسية هي التي تدعم صيانة المدينة والغاية إعادة الحياة لشكلها الطبيعي في المناطق التي تخضع لسيطرة النظام وإظهارها بمظهر حضاري والمسارعة في عملية إعادة الإعمار لتصدير هذه الصورة للعالم الخارجي".



وتباينت تعليقات المواطنين على أعمال الصيانة في المدينة الرياضية، وعن ذلك قالت "سميرة العلي" وهي إحدى سكان اللاذقية، لـ روزنة إن "عدداً من أهالي المدينة رحَّبوا بإعادة تأهيل المدينة".

وأضافت أن "آخرين اعتبروا أمر إعادة التأهيل مجرد كذبة أراد النظام السوري من خلالها إيهام الناس بعودة الحياة لطبيعتها، متناسياً الأوضاع الاقتصادية الصعبة للناس وخلو اللاذقية من الشباب وهجرة الناس وارتفاع أعداد القتلى".

وأردفت أن "هناك مئات الأسر فقدت أبناءها في معتقلات المدينة الرياضية"، لافتةً إلى أن "اهتمام النظام بإسراع تنفيذ إعادة تأهيل المدينة يرجِّح أن روسيا هي التي تضغط لتأهيل المدينة".

وذكرت صفحة "مدينة الرئيس حافظ الأسد الرياضية باللاذقية" على فيسبوك في نيسان الماضي أنه تم بحضور وفد روسي افتتاح حديقة الصداقة الروسية السورية ضمن المدينة.

كما أعلنت صفحات على (فيسبوك) أن المدينة استضافت خلال الأشهر الماضية عدداً من المسابقات بينها ألعاب القوى والسباحة وكرتي السلة والقدم، واحتفالات لـ "الشبيبة والطلائع".

اقرأ أيضاً: النظام السوري يقرر هدم ملعب العباسيين.. والسبب؟

وأقيمت المدينة الرياضية شمال اللاذقية قبالة سواحل البحر المتوسط عام 1987 على مساحة 154 هكتاراً، بهدف استقبال الدورة العاشرة لألعاب دول البحر المتوسط، وتتضمن المدينة ملعباً لكرة القدم يتسع لـ 45 ألف متفرج ومسبحاً أولمبياً.

كما تضم المدينة ملاعب كرة سلة وطائرة ومجمعاً لملاعب تنس، وصالات تُخدم عدة ألعاب رياضية، فضلاً عن مبنىً للإذاعة والتلفزيون ومتحفاً للفت الحديث.

يشار إلى أن النظام السوري استخدم منذ 2011 الملاعب والمدن الرياضية والمدارس كمراكز لعناصر وذخيرة جيش النظام السوري، كما أقام فيها سجوناً مؤقتة، وساحات تدريب للمقاتلين الموالين.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق