إدلب..استعدادت عسكرية للمعارضة وترقب لقمة طهران

إدلب..استعدادت عسكرية للمعارضة وترقب لقمة طهران
سياسي | 06 سبتمبر 2018

لا يُبدي النقيب ناجي المصطفى أي تفاؤلٍ بمخرجات قمة طهران، المزمع عقدها بين قادة الدول الثلاث الفاعلة في الشأن السوري، يوم غد الجمعة، ويقول لـ "روزنة": إنّ "مؤتمر طهران هي تفاوض بين الدول، ولا يوجد أي مخرجات عنها ومالذي ستقوم به حتّى الآن"، مشيرًا إلى أنّ "الفصائل تأخذ بكافة الاحتمالات والاحتمال الأرجح هو العمل العسكري، ونحن مستعدون لإفشاله".


ولفت المصطفى إلى أنّ "فصائل المعارضىة عززت من قدراتها العسكرية وحصنّت خطوطها الدفاعية مع قوات النظام، وهي على جاهزية عالية دفاعية وهجومية، للتعامل مع كافة الاحتمالات الواردة".

وبيّن أنّ "هناك حشودات عسكرية لقوات النظام على كافة خطوط الجبهات، وهناك تصعيد من قبل النظام وروسيا جويًا ومدفعيًا على مناطق سيطرة المعارضة في ريفي حماة وإدلب..نحن نقوم على تلك الخروقات من خلال القصف المدفعي لمعاقله".

ومن المقرر عقد قمة ثلاثية بين رؤساء الدول الثلاث (تركيا، إيران، وروسيا)، غد الجمعة، لحبث مستقبل محافظة إدلب، والخيارات العسكرية والسياسيىة فيها.

اقرأ أيضًا: موسكو: سنواصل الهجوم على إدلب وندعو الغرب لعدم العرقلة
 

المؤقتة تبحث مع مسؤولين أتراك الوضع في إدلب

 

إلى ذلك عقدت الحكومة السورية المؤقتة برئاسة الدكتور جواد أبو حطب، أمس الأربعاء، اجتماعًا مع مسؤولين بوزارة الداخلية التركية بمدينة اعزاز شمال حلب.

وقال ياسر الحجي، مدير العلاقات الخارجية في الحكومة إنّ "المجتمعين تطرقوا إلى الأوضاع في إدلب، وأدانوا أي اعتداء على المحافظة، كونها ستكون لما تسببه من كارثة إنسانية من نزوح كبير إلى تركيا ومن ثم إلى أوربا، واتفقوا على بذل كافة الجهود لعدم حصول أي هجوم على المدينة، وفي حال حصوله هناك آليات للتعامل معه".

وأبدى الحجي تفاؤولًا بـ "عدم حصول هجوم على إدلب"، لكنه في المقابل أشار إلى أنّه "يجب أن يُأخذ في عين الاعتبار أن النظام لا عهد له ولاذمة، وقد انقلب من قبل على أربعة مناطق (خفض تصعيد)"، لكنه لفت إلى أنّ "وضع المحافظة مختلف عن سابقاتها".

وشدد على أنّ "وجود بعض المقاتلين الأجانب في إدلب، يجب ألا يكون ذريعة للهجوم عليها وقتل المدنيين فيها"، مؤكدًا "وجود آليات لدى الأتراك والجيش الوطني للتعامل مع أولئك المقاتلين وتجنيب المنطقة مخاطر العمل العسكري".

وبيّن الحجي أنّ "هناك تنسيق ما بين الجيش الوطني في الحكومة السورية المؤقتة والجيش السوري الحر في إدلب"، وأنّ "هناك مفاوضات جادة لادماجهم ضمن فيالق الجيش الوطني، في حال لم تكن هناك تطورات على الأرض خلال الفترة القادمة".

وأشار المسؤول الحكومي إلى أنّ "المباحثات تناولت، أيضًا، تفعيل الحكومة السورية المؤقتة وإدارة المناطق المحررة في ريف حلب الشمالي، وتطرق  إلى تفاصيل كثيرة، واستغرق الاجتماع عدة ساعات حاول آلية إدارة كافة أوجه الحياة في تلك المناطق من (تعليم، قضاء، أمن)".
 

صحيفة العرب (قمة ثلاثية سابقة)

صحفي: تركيا لن تتنازل عن  إدلب

 
وفي تعليقه على القمة الثلاثية في طهران بشأن إدلب، رأى ناصر تركماني، وهو كاتب صحفي مهتم بالشأن التركي أنّ "تركيا لن تتنازل في قمة طهران عن إدلب، على الرغم من الضغوطات الإيرانية والروسية عليها"، وقال لـ "روزنة" إنّ "وقوف ألمانيا بشكل جزئي إضافة إلى الولايات المتحدة وفرنسا إلى جانب انقرة ودعم موقفها في المباحثات، أربك حسابات الروس والايرانيين".

وأضاف: إنّ "أنقرة خلال المباحثات التقنية التمهيدية لاجتماع طهران، عملت على استراتيجية مفاوضة الروس والايرانيين كلًا على حدى، لكسب الوقت وزعزعة التفاهم الروسي الإيراني ، كوّن كل طرف لديه أهداف وطموحات خاصة وإن اتفقوا على إنهاء المعارضة العسكرية".

ولفت إلى "تلقف الأمريكان رسالة (أستانا) القائمة على التفاهم (الروسي-التركي)"، وأنّ "الموقف الإيراني تحصيل حاصل، ما دفعهم لإرسال مندوبين إلى أنقرة؛ من أجل جس نبضهم حول إمكانية انضمامها إلى الدول الراغبة بإبعاد وإخراج ايران من سورية"، وشدّد على أنّ "أنقرة لاتقدم تنازلات جوهرية على الرغم من لقائها بالجميع".

وبيّن تركماني أنّ "تركيا تملك عدة نقاط قوة لعدم التفريط بإدلب، أبرزها: (وقوف فرنسا وألمانيا الى جانب تركيا في المفاوضات ورفض الولايات المتحدة ولو اعلاميا للعمليات العسكرية، عدم قدرة النظام على حسم المعركة من دون استخدام القوة المفرطة وارتكاب المجازر والسلاح الكيميائي ، وهذا ما لن يسمح به الدول الفاعلة)".

وتابع: كذلك من بين نقاط القوة التي تملكها أنقرة "وجود قوات تركية كافية في المناطق الحدودية ونقاط المراقبة ما يمكنها من التدخل السريع لمواجهة تحديات ومخططات لا ترضى عنها، وبالأخص في حال حدوث موجات نزوح كبيرة من السكان، إضافة إلى إرادة القتال الذي ظهر عند الفصائل واستعدادها للدفاع عن ادلب حتى النهاية؛ كونه لم يبق اَي منطقة تخرج اليها الفصائل والمعارضة بعد ادلب".

اقرأ أيضًا: هل أمر ترامب حقاً بتصفية الأسد؟
 

قوات النظام تواصل قصف إدلب وتخلي قرى من سكانها في حلب

ميدانيًا، واصل طيران روسيا والنظام قصفها لمناطق متفرقة من ريفي إدلب وحماة، حيث أعلن الدفاع المدني عبر صفحته الشخصية (فيسبوك) عن خروج مركزه في بلدة التمانعة بريف إدلب الجنوبي، فيما شهدت مدينة الجسر حركة نزوح كبيرة إلى الشمال السوري والحدود السورية مع تركيا؛ بسبب مخاوفهم من أن تطال منازلهم غارات جوية من قبل النظام وروسيا.

وفي ريفي حلب الغربي والشمالي، قال النقيب عبد السلام عبد الرزاق، القيادي في الجبهة الوطنية للتحرير لـ "روزنة" إنّ "هناك عدة محاولات تقدم للنظام،  خاصه في الريف الشمالي الغربي تصدى لها الثوار، كما جرّت اشتباكات قويه باسلحة الثقيله والمتوسطة (الأعنف)، توقفت بعد تدخل واسطات محلية".

وكشف عبد الرزاق عن "إخلاء قوات النظام قرى (مسقان، ماير، حردتنين، وتلجبين) بريف حلب الشمالي من سكانها؛ واستقدّمت آليات عتاد واليات عسكرية تمركزت في معسكرات قريبه من بلدتي نبل والزهراء وجمعية الزهراء، في إطار التجهيز الهندسي والتحصين لخطوط دفاعه على الجبهة الواصلة بين حلب ونبل والزهراء".


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق