داريا بعد عامين على التهجير.. النظام يعلن فتح باب العودة!

داريا بعد عامين على التهجير.. النظام يعلن فتح باب العودة!
القصص | 02 سبتمبر 2018

"تركنا أحلامنا وذكرياتنا وأحبابنا تحت التراب وهُجرِّنا من داريا".. بهذه الكلمات وصف عبد المجيد جمال الدين (أحد أهالي داريا المهجرين) مشهد خروج أهالي مدينته نحو شمال سوريا، في مثل هذه الأيام من عام 2016.

 
                                                                         
يضيف عبد المجيد لـ روزنة، أن "الأمم المتحدة والمجتمع الدولي شهدا على تهجير النظام السوري لأهالي داريا".

 
 
(عبد المجيد جمال الدين- أحد المهجرين من داريا)


ولفت إلى أن "النظام السوري يحاول حالياً دغدغة العواطف والترويج بأنه فتح باب عودة الأهالي لداريا فقط ليخرج نفسه من تهمة التغيير الديموغرافي".

وتصادف هذه الأيام (أواخر آب) الذكرى الثانية لتهجير الآلاف من داريا، بعد حصار خانق دام 4 سنوات وحملة عسكرية واسعة شنَّها جيش النظام مدعوماً بالطيران الحربي الروسي ومقاتلين أجانب أبرزهم (حزب الله) اللبناني.



وتزامناً مع الذكرى، أعلن النظام السوري أنه فتح الباب أمام عودة أهالي داريا إلى مدينتهم، في وقت نظَّم أهالي داريا المهجرون شمال سوريا اعتصاماً نددوا فيه بسياسة التهجير القسري التي يتبعها النظام السوري، كما حملوا صوراً للباصات الخضراء التي نقلت المهجرين من داريا وعليها شعار (الأمم المتحدة).

هيثم غزال (أحد أهالي داريا المهجرين إلى شمال سوريا) يقول لـ روزنة إنه لا يستطيع وصف خروجه من داريا في 27 آب 2016 بالكلمات، ويضيف "ربما أفضل تعبير عن لحظات الخروج من مدينتي هو البكاء".

في حين يشدد محمد إمام (من أهالي داريا الهجرين) على أن "عودة الأهالي إلى داريا هو حق طبيعي دون منِّية من النظام السوري الذي دمّر المدينة وقتل واعتقل الكثير من أهلها".

 
 
(هيثم غزال_ أحد المهجرين من داريا)

وعانت داريا من حصار خانق من قبل جيش النظام ومقاتلين أجانب أبرزهم (حزب الله) اللبناني دام 4 أعوام، وذلك بعد حملة عسكرية شنها جيش النظام على المدينة وراح ضحيتها نحو 700 قتيل و250 مفقود ومئات المعتقلين، وفق إحصاءات للمجلس المحلي المعارض في داريا.
 

ويصف محمد إمام (من أهالي داريا) اقتحام جيش النظام السوري ومقاتلين موالين لداريا في أواخر آب 2012، ويقول "كانت أقسى 48 ساعة في حياتنا.. 12 ألف عسكري يقتحمون بعد قطع وسائل الاتصال وينفذون إعدامات ميدانية بحق المدنيين".

وأضاف أن "عناصر الجيش اقتحمت المنازل وأعدمت النساء والأطفال في الملاجئ.. والجثث ملأت الشوارع، وهرب الشبان إلى الحقول المجاورة لتستهدفهم قوات النظام بالرشاشات وتوقع قتلى وجرحى".


 
 
(محمد إمام_ أحد المهجرين من داريا)


وذكرت وسائل إعلام و"تنسيقية داريا في الشتات) أن النظام السوري سلّم خلال تموز الماضي قوائم تشمل 1000 من أهالي داريا ممن اعتقلتهم أجهزة النظام الأمنية منذ 2011، قضوا تحت التعذيب.

وكانت داريا من أوائل مدن ريف دمشق التي أيدت الثورة السورية ضد النظام في 2011، وخرج أهلها في العديد من المظاهرات السلمية التي نادت بإسقاط النظام.و تبعد عن مركز المدينة في ريف دمشق غربَ العاصمة بحوالي 8 كيلومترات، وهي قريبة جداً من حي المزة الدمشقي ومدينة معضمية الشام، وتُعد من أكبر مدن الغوطة الغربية.
 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق