ازدحامٌ في الأسواق، وأجواءٌ طبيعية يعيشها الناس قبيل عيد الأضحى في مدينة اللاذقية الخاضعة لسيطرة النظام، مع اختلافات بسيطة عما كان عليه الحال قبل الحرب، لكنه يعتبر الأفضل خلال السنوات الأخيرة التي قضاها الأهالي بأجواء حرب وخوف.
سمر أحمد (من سكان اللاذقية) قالت لـ "روزنة" إنَ "عودة النازحين إلى مدنهم خففت من الازدحام الخانق الذي عانت منه المدينة لسنوات، لتبدو الشوارع الآن أقلّ ازدحاماً وأكثر تنظيماً، خصوصاً بعد عودة أهالي مدينة حلب إلى بيوتهم بعد سيطرة قوات النظام على المدينة".
وأوضحت أن "عودة جزء من النازحين أثّرت بشكل جيد على الأسعار، وزادت من قدرة المنظمات على مساعدة الفقراء في المدينة، قبل حلول العيد ومن فرصة حصولهم على ملابس وحاجات العيد وإدخال البهجة إلى قلوبهم".
كما أن هدوء المعارك والوضع على جبهات القتال، وإزالة الحواجز من داخل المدينة لعب دوراً أيضاً في شعور الناس بالرضى والأمان، فضلاً عن أن الأغلبية ملُّوا الحرب وبات لديهم رغبةً في العيش وممارسة طقوس العيد والمناسبات بشكل طبيعي، بحسب سمر.
ويأتي عيد الأضحى هذا العام، بعد سيطرة النظام السوري مدعوماً بمقاتلين أجانب وروسيا، على مناطق واسعة كانت تحت سيطرة المعارضة وأبرزها الغوطة الشرقية بريف دمشق ودرعا.

وتختلف أسعار الملابس والمأكولات والألعاب، لتناسب كلَّ الطبقات، في وقتٍ يحاول أغلب الناس الحصول على أسعارٍ مناسبة وجودة متوسطة، في ظلّ الغلاء الفاحش في أسعار البضائع ذات الجودة العالية.
اسماعيل حسين (صاحب أحد المحلات التجارية) أشار إلى أن "الوضع جيد في الأسواق وهناك استقرارٌ نسبي في الأسعار بالرغم من اقتراب العيد، وكافة المستلزمات متوفرة ولا يوجد أي نقص أو فقدان لأي مادة يحتاجها الأهالي في العيد".
وأضاف أن "سعر الكنزة العادية يبدأ من 500 ليرة حتى خمسين ألف، وأي أسرة تحتاج بشكل وسطي ما يقارب عشرة آلاف ليرة لشراء ملابس لكل طفل مع حذاء، وهو مبلغ يعتبر بسيط مقارنة بالأسعار والوضع الحالي"، موضحاً أن "أسعار الحلوى مقبولة فهناك الأنواع الخفيفة العادية وتلك المحشية بالمكسرات وهذه ترتفع أسعارها".
وارتفعت أسعار حلويات العيد إلى نحو 10 أضعاف خلال السنوات الأخيرة، إذ وصل سعر كيلوغرام المعمول بالفستق أو الجوز إلى 10 آلاف ليرة، والغريبة 3 آلاف ليرة، كما ارتفعت أسعار الشوكولا لاسيما المحشوة بالمكسرات، ووصل سعر الكيلو إلى 12 ألف ليرة.
ولفت إلى أن "هناك حالات فردية للاستغلال ويقوم بها بعض التجار لتعويض الخسائر وفترة الركود التي تعيشها المحلات لاسيما محلات الألبسة في باقي الأشهر"، مشيراً إلى أن "هذا العيد هو أفضل عيد يمر على اللاذقية منذ سنوات.. الوضع بات هادئاً ولا يتوافد للمدينة قتلى والمعارك أيضاً متوقفة وهو أمر يريح الناس"، على حد تعبيره.

الشاب "يحيى سعيد" من اللاذقية ذكر لـ روزنة، أن "من الصعب عودة الأجواء لشكلها الطبيعي في المدينة رغم محاولات موالين ومسؤولين لدى النظام لدفع الناس لممارسة الحياة كأنهم لم يعيشوا هذه الظروف الصعبة وذلك تشجيعاً لعودة اللاجئين وتصدير هذه الصورة للخارج".
وأضاف أن "هناك مئات الأسر التي فقدت أبناءها وهناك البعض يعاني الفقر الشديد نتيجة غياب المعيلين وهذه الأمور تمنع عشرات الناس من الاحتفال بالعيد، إضافة إلى غياب الشباب بشكل شبه كامل عن الأسواق والشوارع خشية الاعتقال أو بسبب قلة عددهم أساساً".
ويشن النظام السوري بشكل متكرر وشبه يومي حملات في المناطق الخاضعة لسيطرته، لسحب الشباب إلى الخدمة في جيش النظام.
وأوضح أن "الازدحام أمام محلات الملابس أو الحلوى هو للنساء والأطفال فقط وبعض الكبار في السن وهذه الأمور تشكل عائقاً أمام الاستقرار والتأقلم وتجعل الأهالي في حالة انقسام"، على حد قوله.
وتقدر تكلفة المعيشة للأسرة السورية المؤلفة من 5 أفراد شهريا بنحو 200 ألف ليرة، في حين يبلغ متوسط دخل العامل في سوريا 50 ألف ليرة، أي نحو 100 دولاراً، بحسب تقارير اقتصادية.
يذكر أن مدينة اللاذقية، تضمُّ عدداً كبيراً من العوائل النازحة من مدن ومناطق متفرقة، وصلوا إليها خلال السنوات السبع الماضية، بسبب غياب العمليات العسكرية عنها، ووجود استقرار نسبي فيها.