يتكثَّف الحديث هذه الأيام عن تحضير النظام السوري وروسيا لهجوم على إدلب، التي باتت آخر معاقل فصائل المعارضة وأيضاً "هيئة تحرير الشام"، وتنتشر فيها نقاط مراقبة تركية باعتبارها المنطقة الوحيدة المتبقية من مناطق خفض التصعيد المتفق عليها بين (روسيا وتركيا وإيران).
بدأ الحديث عن هجوم محتمل للنظام السوري وحلفائه على إدلب، الشهر الماضي، بعد سيطرة جيش النظام على مناطق واسعة من درعا والقنيطرة جنوب سوريا، التي كانت خاضعة لسيطرة فصائل معارضة.
وذكر تقرير لمجموعة وكالات إغاثة تابعة للأمم المتحدة، اليوم الخميس، أن الهجوم المرتقب من قبل قوات النظام السوري على إدلب، قد يشرد أكثر من 700 ألف شخص.
وجاء ذلك التقرير بعد يوم من إعلان مدير مركز إيواء حرجلة التابع للنظام السوري، عبد الرحمن الخطيب، أن المركز يشهد تحضيرات وأعمال ترميم لاستقبال النازحين من إدلب.
وكان منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بانوس مومسيس، قال في وقت سابق، إن سكان محافظة إدلب بأكملهم وعددهم 2.5 مليون نسمة يمكن أن ينزحوا باتجاه الحدود التركية إذا وقع هجوم كبير.
هل استعدَّت إدلب للهجوم العسكري المحتمل؟
قال رئيس مجلس مدينة إدلب، فراس علوش، لمراسل روزنة ، إن "القصف العشوائي السابق على إدلب أدى إلى انهيارات في البنية التحتية"، مشيراً إلى أن "إمكانيات إدلب ضعيفة أمام العدد الهائل لقاطنيها من أهاليها والمهجرين والنازحين إليها من مناطق أبرزها حماة وريف دمشق".
ولفت نائب مدير صحة إدلب، مصطفى العمري، لـ روزنة، إلى أن "النظام يتعمَّد استهداف المستشفيات في هجماته"، مشيراً إلى أن "المديرية وضعت خطة طوارئ تحسباً لأي هجوم محتمل".
وأوضح أنه "سيتم الاعتماد على غرف عمليات متنقلة لإجراء عمليات طارئة، وتوضع تلك الغرف في أماكن غير معلنة لكيلا يتم استهدافها".
في وقت أعرب مدير الدفاع المدني في إدلب، مصطفى حاج يوسف لـ روزنة، عن أمله بعدم تنفيذ هجوم على إدلب، لافتاً إلى أن "الدفاع المدني يعمل على تجهيز طواقمه لحالات الطوارئ كالمعتاد وبالتنسيق مع الجهات المدنية في المحافظة".
مقابلات مع مدير الدفاع المدني ونائب مدير الصحة في إدلب ورئيس مجلس المدينة
ما حقيقة حلّ (هيئة تحرير الشام) نفسها؟
ورداً على التقارير الإعلامية حول حل (هيئة تحرير الشام)، قال القيادي في الهيئة مظهر الويس، أمس الأربعاء، إن "الذين يتحدثون عن حل الهيئة لنفسها عليهم أن يحلّوا الأوهام والوساوس في عقلهم المريض"، مشيراً إلى أن "سلاح الهيئة خط أحمر، والأيدي التي تمتد إليه ستقطع وقرار الهيئة بيد أبنائها الصادقين"، وفق وسائل إعلام تابعة للهيئة.
وتضم (هيئة تحرير الشام) فصائل أبرزها (فتح الشام، جبهة النصرة سابقاً) والتي تصنفها عدة دول كتنظيم إرهابي تابع لتنظيم "القاعدة" رغم أن "فتح الشام" أعلنت انفصالها عن "القاعدة" في تموز 2016.
وتأسس في إدلب في أيار الماضي "الجبهة الوطنية للتحرير" في شمال سوريا، وتضم "فيلق الشام"، "جيش إدلب الحر"، "الفرقة الساحلية الأولى"، "الفرقة الساحلية الثانية"، "الفرقة الأولى مشاة"، "الجيش الثاني"، "جيش النخبة"، "جيش النصر"، "لواء شهداء الإسلام في داريا"، "لواء الحرية"، و"الفرقة 23".
وقامت "الجبهة الوطنية للتحرير" خلال الأيام الماضية باعتقال العشرات ممن اتهمتهم بالترويج لمصالحات مع النظام السوري.
استطلاع أجرته "روزنة" في الداخل السوري حول إدلب
بعد درعا والغوطة الشرقية
وقال رئيس النظام السوري في تصريحات أواخر تموز الماضي أن السيطرة على محافظة إدلب سيمثل أولوية بالنسبة لجيش النظام السوري في عملياته المقبلة.
وبدورها، أصدرت موسكو عدة تصريحات خلال الفترة الأخيرة، حول إدلب، وضرورة محاربة "جبهة تحرير الشام" التي تضم (فتح الشام، جبهة النصرة سابقاً)، إذ قال مسؤول في قاعدة حميميم الروسية، إن "نشاط المتطرفين الموالين لتنظيم
"جبهة النصرة" في إدلب تزايد".
وجاء التصعيد الروسي حول إدلب، بالتزامن مع إعلان موسكو عن استهداف متكرر لقاعدتها الجوية في حميميم على الساحل السوري بطائرات مسيرة، وقالت إن إدلب هي مصدر إطلاق تلك الطائرات.
وعزز المخاوف حول شن الهجوم على إدلب، إخراج جميع قاطني بلدتي كفريا والفوعة، آخر البلدات التي يقطنها موالون للنظام السوري في إدلب، ونقلهم إلى مناطق خاضعة لسيطرة النظام السوري.
أين دور تركيا الضامن لـ "خفض التصعيد" في إدلب؟
أما عن دور انقرة، اتصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، منذ أيام بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، وأكد له أن أنقرة تعتبر أن "تقدم قوات النظام نحو محافظة إدلب بطريقة مماثلة لما جرى في درعا يعني تدمير جوهر اتفاق أستانا".
ولتركيا دور كبير في إدلب، لاسيما وأنها أحد ضامني وقف إطلاق النار في إدلب، كما أنها تنشر نقاط مراقبة في المحافظة في إطار تثبيت خفض التصعيد المتفق عليه خلال محادثات أستانا بين (تركيا وروسيا وإيران).
كما أعلن وزير الاقتصاد في "حكومة الإنقاذ" السورية بإدلب، محمد الأحمد، أن أنقرة طمأنت المعارضة السورية من خلال تأكيدها أن الجانب الروسي سيلتزم بتعهداته حيال منطقة إدلب في اتفاقية أستانا.
وتمتد إدلب على أكثر من 6 كيلومتر مربع شمال سوريا، ويربطها بالمناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري معابر أبرزها قلعة المضيق، ومع تركيا معبر باب الهوى، وتحاذيها من الغرب محافظة اللاذقية، ومن الجنوب حماة، ومن الشمال الشرقي حلب.
وقال رئيس النظام السوري في تصريحات أواخر تموز الماضي أن السيطرة على محافظة إدلب سيمثل أولوية بالنسبة لجيش النظام السوري في عملياته المقبلة.
وبدورها، أصدرت موسكو عدة تصريحات خلال الفترة الأخيرة، حول إدلب، وضرورة محاربة "جبهة تحرير الشام" التي تضم (فتح الشام، جبهة النصرة سابقاً)، إذ قال مسؤول في قاعدة حميميم الروسية، إن "نشاط المتطرفين الموالين لتنظيم
"جبهة النصرة" في إدلب تزايد".
وجاء التصعيد الروسي حول إدلب، بالتزامن مع إعلان موسكو عن استهداف متكرر لقاعدتها الجوية في حميميم على الساحل السوري بطائرات مسيرة، وقالت إن إدلب هي مصدر إطلاق تلك الطائرات.
وعزز المخاوف حول شن الهجوم على إدلب، إخراج جميع قاطني بلدتي كفريا والفوعة، آخر البلدات التي يقطنها موالون للنظام السوري في إدلب، ونقلهم إلى مناطق خاضعة لسيطرة النظام السوري.
أين دور تركيا الضامن لـ "خفض التصعيد" في إدلب؟
أما عن دور انقرة، اتصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، منذ أيام بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، وأكد له أن أنقرة تعتبر أن "تقدم قوات النظام نحو محافظة إدلب بطريقة مماثلة لما جرى في درعا يعني تدمير جوهر اتفاق أستانا".
ولتركيا دور كبير في إدلب، لاسيما وأنها أحد ضامني وقف إطلاق النار في إدلب، كما أنها تنشر نقاط مراقبة في المحافظة في إطار تثبيت خفض التصعيد المتفق عليه خلال محادثات أستانا بين (تركيا وروسيا وإيران).
كما أعلن وزير الاقتصاد في "حكومة الإنقاذ" السورية بإدلب، محمد الأحمد، أن أنقرة طمأنت المعارضة السورية من خلال تأكيدها أن الجانب الروسي سيلتزم بتعهداته حيال منطقة إدلب في اتفاقية أستانا.
وتمتد إدلب على أكثر من 6 كيلومتر مربع شمال سوريا، ويربطها بالمناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري معابر أبرزها قلعة المضيق، ومع تركيا معبر باب الهوى، وتحاذيها من الغرب محافظة اللاذقية، ومن الجنوب حماة، ومن الشمال الشرقي حلب.
الكلمات المفتاحية