خوفاً على أخيه.. لم تسجّل مولودها في النفوس

خوفاً على أخيه.. لم تسجّل مولودها في النفوس
التقارير | 03 يوليو 2018

 "قلبي لا يتحمّل فراقه، أخاف عليه من الموت" بهذه العبارة المؤلمة التي فطرت قلبها بدأت أم أوس من السويداء، حديثها لروزنة عند سؤالها عن سبب عدم تسجيلها لمولودها الجديد في السجلات المدنية "النفوس"، فابنها الذي اقترب من سن التكليف لا يملك أي وسيلة لتأجيل الخدمة العسكرية.

 
ويُعفى من خدمة العلم في سوريا الابن الوحيد لوالديه أو لأحدهما سواء كان كلاهما حياً أو ميتاً، أو اللقيط ومن في حكمه الذي أتى به من دار الأيتام أو أية مؤسسة اجتماعية أخرى، وعاش حتى بلوغه سن التكليف في كنف زوجين لاينجبان وفقاً لما يحدده النظام السوري، حسب المادة 12 من قانون خدمة العلم.
 
وتضيف أم أوس، أن الحل المناسب لمنع التزام ابنها الكبير في الخدمة العسكرية، عدم تسجيل أخاه الجديد البالغ من العمر عاماً ونصف، وذلك ريثما تنتهي الحرب في سوريا، على حد تعبيرها.

{@@audio:1@@}

وارتفعت نسبة المتخلفين عن الالتحاق بالخدمة في جيش النظام السوري في المناطق الخاضعة لسيطرته بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، إذ وصلت لأكثر من 85 بالمئة حسب تقارير إعلامية سورية.

اقرأ أيضاً: مدينة السويداء.. معتقل كبير دون جدران
 
 وفيما يتعلق بمستقبل الطفل الصغير، تابعت أم أوس، أنها وعائلتها تعقد آمالاً كبيرة على انتهاء الحرب قبل أن يصيح ابنها في سن الدراسة، فخوفهم على الابن الكبير فاق قلقهم على مستقبل الطفل الصغير، فمن الممكن خلال الخمس سنوات القادمة إما أن يموت الراعي أو يفنى الغنم، حسب وصفهم.
 
بدوره أوضح المحامي أدهم لروزنة، أن كل من لم يتم تسجيله في دوائر الأحوال الشخصية في سوريا، يصنّف ضمن "مكتومي القيد"، وهذا يحرمهم من جميع الحقوق المدنية وأهمها التعليم والعلاج، مردفاً أن "مخالفة عدم تسجيل المولود الجديد لا تتجاوز عشرة آلاف ليرة سورية".
 
ابن أم أوس الصغير ليس الوحيد دون قيد نفوس في سوريا، هذا ما يطمئن العائلة، فآلاف الأطفال خلال سنوات الحرب الماضية غير مسجلين في دوائر النفوس، وخاصة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، إضافة للمغتربين خارج البلاد الذين لايستطيعون حتى العودة وتسجيل أبناءهم خوفاً من اعتقالهم وإلحاقهم بالخدمة العسكرية، الأمر الذي ينم عن مشكلة كبيرة وذلك لعدم قدرة الأهالي على تسجيل أطفالهم في المدارس مستقبلاً.
 
ومن أحد أسباب معاناة السوريين لعدم قدرتهم على تسجيل أطفالهم أو أحفادهم أو أقاربهم في دوائر النفوس، فقدان جميع الأوراق الثبوتية من دفتر عائلة أو عقد زواج، نتيجة القصف والنزوح المتكرر في الداخل السوري، أو إلى خارجها.
 
محمد. ح ، 32 عاماَ من مدينة حلب، مقيم في لبنان يقول لروزنة، إنه لم يستطع تسجيل ابنته لعدم قدرته على الدخول إلى سوريا خوفاً من الخدمة الاحتياطية، مضيفاً، أن زوجته استطاعت السفر إلى سوريا بعد عام من ولادتها، وخبأّت الطفلة الصغيرة بطريقة اتفقت عليها مع سائق الحافلة لعدم امتلاكها أي أوراق، حيث تمكنت حينها من الدخول إلى سوريا وتسجيلها في دوائر النفوس.
 
وغادر معظم الشباب سوريا منذ 2011 هرباً من الالتحاق أو السحب للاحتياط  في جيش النظام، فضلاً عن أسباب أخرى بينها الحرب الدائرة، وعمليات القصف، وملاحقة النظام السوري للمعارضين.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق