أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الأحد، فوزه في الانتخابات الرئاسية،و بحسب النتائج الأولية، حقق الرئيس 52.7 بالمئة من الأصوات ، في حين حصل منافسه الأقوى محرم إينجة، على 28 بالمئة.
رؤية أردوغان حتى عام 2023
يسعى أردوغان لتحقيق مجموعة من الأهداف بحلول عام 2023، والذي يوافق الذكرى المئوية الأولى لإعلان الجمهورية، وأبرزها الدخول في مجموعة أكبر 10 قوى اقتصادية على مستوى العالم، ووضعت تركيا لهذا الغرض رؤية سياسية واقتصادية تشمل عدة خطط، ليبلغ الناتج القومي حينها 2 تريليون دولار في هذا التاريخ.
وشهدت تركيا أمس الأحد انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة تجاوزت نسبة المشاركة فيها 88%، بحسب نتائج أولية غير رسمية، حيث أظهرت النتائج الأولية حصول مرشح "تحالف الشعب" للرئاسة، رجب طيب أردوغان على 52.55 بالمئة من أصوات الناخبين، فيما حصل مرشح حزب الشعب الجمهوري، محرم إنجة على 30.67 بالمئة من الأصوات.
برنامج أردوغان الانتخابي:
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال مؤتمر "حزب العدالة والتنمية" الذي يتزعمه، عن برنامجه الانتخابي، مشيراً إلى أنه صمّم على المضي قدماً من أجل إحداث النهضة في بلاده.
وتعّهد خلال المؤتمر بخفض أسعار الفائدة والتضخم والعجز في الحساب الجاري، وتعهد أيضاً برفع حجم الصادرات التركية، وتقليل الاعتماد على الخارج فيما يتعلق بمصادر الطاقة، مؤكداً أن "احتياطي البنك المركزي التركي أصبح اليوم 114 مليار دولاراً، ولم يبق لدى تركيا أي ديون للبنك الدولي".
وأضاف أردوغان أن النظام الرئاسي الجديد سيحمل تركيا بخطى واثقة نحو تحقيق أهدافها المنشودة لأعوام 2023، و2053، و2071، مشدداً أن النظام الرئاسي سيقضي تماماً على نظام الوصاية وحكم الأقلية.
وأضاف، أنه "عبر الاستقلالية التامة للسلطات خلال المرحلة المقبلة، سيعمل البرلمان على سن القوانين ومراقبة عمل الحكومة، التي ستكون مكلفة بتنفيذ الإجراءات العملية، بينما سيركز جهاز القضاء على نشر العدالة بكل حيادية".
وأردف، أن تركيا ستنفذ في المرحلة المقبلة عمليات عسكرية جديدة على غرار عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون، حتى القضاء على آخر إرهابي في عين العرب والحسكة في سوريا وسنجار وقنديل في العراق.على حد قوله.
كما سيعمل أردوغان على مكافحة "التنظيمات الإرهابية" داخل تركيا وخارجها، على حد قوله، مؤكداً أنه لابد لتركيا أن تحتل مكانها على الساحة الدولية.
تركيا قبل وبعد رجب طيب أردوغان
كانت صادرات تركيا قبل عشر سنوات 23 مليار، لتصبح الآن 153 مليار، وفي عام 2013 وصل الدخل القومي لتركيا نحو تريليون ومائة مليار دولار، وهو ما يساوي مجموع الناتج القومي لإيران والسعودية والإمارات مجتمعة.
قفزت تركيا من المركز الإقتصادي 111 إلى المركز 18 بمعدل عشر درجات سنوياً، وانضمت لنادي مجموعة الـ 20 الكبار، حيث تأتي تركيا بين دول القمة العشرين في المرتبة السادسة بنسبة 3.4 % عقب الولايات المتحدة الأمريكية.
من جهتها نشرت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية تقريراً في وقت سابق قالت فيه، إن رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدرم، توقع أن يتخطى النمو الاقتصادي في تركيا حاجز 5.5 بالمئة في سنة 2020، ومن المرجح أن يرتفع حجم القوة الاقتصادية التركية من 850 مليار دولار ليصل إلى 1000 مليار دولار سنة 2020.
اقرأ أيضاً: في خطاب فوزه.. أردوغان: سنواصل العمل لإعادة اللاجئين السوريين
يذكر أن إجمالي حجم القوة الاقتصادية التركية بلغ 240 مليار دولار في سنة 2002، وذلك قبل وصول حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان إلى سدة الحكم في تركيا.
وازداد التعداد السكاني منذ سنة 2002، حوالي 14 مليون نسمة، نتيجة لذلك، ارتفعت نسبة اليد العاملة في البلاد، فضلا عن عدد المستهلكين في السوق التركية.
نشأة أردوغان:
ولد أردوغان في حي متواضع باسطنبول في 26 شباط/فبراير 1954 لعائلة فقيرة متدينة متحدرة من مدينة ريزة شمال شرق تركيا، ودرس في مؤسسة دينية واشتغل كبائع متجول لدفع ثمن كتبه.
تخرج من جامعة العلوم الاقتصادية في مرمرة في 1981. وفي 1976 انضم إلى حركة نجم الدين أربكان مرشده السياسي الذي تولى بعد سنوات من ذلك منصب رئيس الحكومة الإسلامية في تركيا.
الانقلاب العسكري الذي حصل في 12 أيلول 1980 أبعده عن المعترك السياسي حتى 1983 عندما انشأ أربكان حزب الرفاه الذي أصبح مسؤوله في اسطنبول في 1985
.
ثم انتخب رئيسا لبلدية اسطنبول في 27 آذار/مارس 1994 واكتسب شعبية كبيرة بفضل إدارته الفعالة.
وبعد سقوط أربكان اضطر للاستقالة تحت ضغط العسكر (1997)، وأدين في 1998 بتهمة التحريض على الكراهية الدينية وأقصي عن الحياة السياسية وسجن أربعة أشهر في 1999.
صعوده إلى الحكم:
في تموز/يوليو 2001 أجازت له المحكمة الدستورية العودة إلى السياسة فأسس في 14 آب/أغسطس 2001 حزب العدالة والتنمية الذي يترأسه.
وفاز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية التي جرت في تشرين الثاني 2002 لكن أردوغان لم يتمكن من تولي رئاسة الوزراء لإعلان المجلس الانتخابي الأعلى عدم أهلية انتخابه قبل شهرين من ذلك.
وطلب من عبد الله غول ذراعه اليمنى تولي المنصب حتى يتسنى له تنظيم انتخابه شخصيا أثناء انتخابات تشريعية جزئية تمكن من الترشح إليها بفضل تعديلات اقرها البرلمان الذي يهيمن عليه حزب العدالة والتنمية، وأصبح رئيسا للحكومة في 11 آذار 2003 .
اقرأ أيضاً: الانتخابات التركية مثار جدل السوريين
خمسة عشرة سنة في الحكم :
مع توليه ثلاث ولايات نيابية متتالية -- مع فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية في 2007 و2011 وضع أردوغان حدا لفترة طويلة من عدم الاستقرار الحكومي.
وفي ظل حكمه سجل الاقتصاد التركي فترة نمو قوي حتى العام 2011 حيث بدأ يتباطأ منذ ذلك الحين. واعتمد نهجا جديدا حيال المسألة الكردية وقام إصلاحات كبيرة طمعا في انضمام إلى الاتحاد الأوروبي منذ تشرين الأول/أكتوبر 2005
وقد تمكن خصوصا من كف يد الجيش التركي الذي قام بأربعة انقلابات عسكرية في خلال نصف قرن.
و نجا من محاولة الانقلاب الشهيرة ضده في عام 2016 ، التي قالت السلطات التركية أنها من تدبير رجل الدين التركي فتح الله غولن آنذاك.
غادر أردوغان منصب رئيس الوزراء في عام 2014، لينتخب رئيساً لتركيا .
نجح في تغيير الدستور عام 2017 عبر استفتاء شعبي، وبذلك الدستور حوّل النظام في تركيا من برلماني إلى رئاسي.
وهو شغوف بكرة القدم وكان لاعباً شبه محترف في سبعينات القرن الماضي، وقد تخرج من جامعة العلوم الاقتصادية في مرمرة في 1981. وفي 1976 انضم إلى حركة نجم الدين أربكان مرشده السياسي الذي تولى بعد سنوات من ذلك منصب رئيس الحكومة الإسلامية في تركيا.