درعا.. إطلاق النار بيد الجميع ولا محاسبة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

اجتماعي | 03 أبريل 2018 | أحمد نذير

كثرت في الآونة الأخيرة حوادث القتل والخطف بين المدنيين في ريف درعا، والسبب يعود في الغالب لانتشار السلاح بين المدنيين بشكل غير مضبوط، في حين تغيب المحاسبة والرقابة من قوى الأمن، التي كونتها الفصائل المعارضة في تلك المناطق.


و انتشر  فيديو يظهر اصابة العديد من الشباب في أحدى قرى ريف درعا ومقتل شخصين على الأقل ، بعد قيام أحد الشبان باطلاق عيارت نارية في الهواء في أحد الاعراس.

و أظهر فيديو تناقله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي كيف حمل أحد الشبان رشاشاً بيد واحدة ما أدى إلى فقدانه السيطرة وإصابة العديد من الحاضرين في العرس بجروح. 
اقرأ أيضاً: السلمية.. جريمة قتل تفجر جدلاً حول فوضى السلاح


وهذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، في انخل بريف درعا، أطلق الشاب (أ ، ر)، قبل نحو أسبوعين، الرصاص على أخيه (ع ، ر)، ما أدى لمقتله على الفور، ولا توجد سلطة قادرة على المحاسبة في البلدة، إذ تتكون مخافر الشرطة من قوى متنوعة من الكتائب المعارضة المتمركزة في البلدة.

توزُّع مناطق تجارة الأسلحة في ريف درعا

ينتشر بيع مختلف أنواع الأسلحة بشكل كبير في بلدة نصيب عند الحدود الأردنية، كما تتوزع محال لبيع الأسلحة في بلدة الجيزة وسط ريف درعا الشرقي.

وفي بلدة السهوة ينتشر تجار الأسلحة الخفيفة والمتوسطة في الخيم المنتشرة على أطراف البلدة، في حين تباع جميع أنواع الأسلحة (خفيفة، متوسطة، ثقيلة) في مدينة الحراك قرب منطقة اللجاة.

ويعرض التجار الأسلحة في محال ويُسمح للجميع بشرائها، كما يمكن شراء الأسلحة من خيم البدو الرحل، في وقت تباع الأسلحة الثقيلة عن طريق تجار لديهم ارتباط مع فصائل معارضة، ولا تباع للمدنيين.

أسعار الأسلحة وأكثر أنواعها انتشاراً

يُعتبر (الكلاشنكوف) أكثر الأسلحة الخفيفة انتشاراً ويتراوح سعر القطعة الواحدة بين 125 الى 450 ألف ليرة سورية، حسب مصدر الصنع وأشهر المصادر (سوري، صيني، روسي).
 
  (آراء من أهالٍ بدرعا لـ روزنة حول حمل المدنيين السلاح)

وتتراوح أسعار المسدسات بين 150 ألف الى 1.5 مليون حسب النوع والعيار.

كما تباع في ريف درعا القنابل الهجومية، وسعر القطعة الواحدة بين الـ 5 آلاف و8 آلاف ليرة، وتعد تلك القنابل أكثر الأسلحة انتشاراً بين المدنيين.

ومن الأسلحة المتوسطة، ينتشر الرشاش الروسي بشكل قليل وسعره نحو 3 ملايين ليرة.
وكذلك "بنادق الصيد"، التي يتراوح سعرها بين 30 ألف إلى 250 ألف ليرة سورية ولا تنتشر بشكل كبير، وأشهرها "البومباكشن" التركي بسعر 50 ألف من الفئة الأوتوماتيكية.

وفيما كان انتشار الأسلحة الفردية بين المدنيين قبل 2011، مقتصراً على بندقية الصيد والمسدسات، وكان اقتناؤها يحتاج إلى تراخيص معقدة من الجهات الأمنية لدى النظام السوري،  بدأ انتشار الأسلحة الفردية و أبرزها المسدسات والكلاشنكوف والقنابل اليدوية بين المدنيين في أواخر 2011 وذلك بعد تصاعد وتيرة العنف تجاه المظاهرات المناهضة للنظام السوري.
اقرأ أيضاً.. ريف حمص: سيدة تدربت على استخدام بندقية الكلاشينكوف لحماية أطفالها الخمسة


المرأة أجبرت على حمل السلاح

قامت "الفصائل الإسلامية" بعد سيطرتها على أجزاء من ريف درعا في 2013، بتشكيل جماعات صغيرة من النساء للقيام بعمليات بينها التفتيش.

كما اضطرت النساء في ريف درعا إلى التعلم على استخدام السلاح، وحيازة أسلحة فردية، بهدف الدفاع عن النفس في ظل وجود انفلات أمني في تلك المناطق.

يشار إلى أن انتشار السلاح بين المدنيين ينسحب من درعا إلى أغلبية المناطق السورية، وذلك في ظل العمليات العسكرية والاشتباكات الدائرة، وغياب إجراءات ضبط بيع وحيازة الأسلحة.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق