يصادف اليوم الاثنين، الذكرى السادسة والثلاثين لوفاة قائد الثورة السورية الكبرى، سلطان باشا الأطرش، الذي قاد نضال السوريين ضد المستعمر الفرنسي في عشرينيات القرن الماضي.
سلطان باشا الأطرش، قائد وطني ومجاهد ثوري سوري، وهو القائد العام للثورة السورية الكبرى 1925، ضد الانتداب الفرنسي، وأحد أشهر الشخصيات العالمية في النضال وتحرر الشعوب في العصر الحديث، عُرف بوطنيته وشجاعته ورفضه لتجزئة سوريا.
ولد سلطان باشا الأطرش في 5 آذار 1891م في قرية القريّا محافظة السويداء، والده ذوقان الأطرش، كان مجاهداً وزعيماً محلياً قاد معركة ضارية في نواحي الكفر عام 1910، وهي إحدى معارك أبناء الجبل ضد حملة عسكرية عثمانية بقيادة سامي باشا الفاروقي، بهدف إخضاع الجبل لسيطرة العثمانيين، وأعدم العثمانيون ذوقان عام 1911.
هو كبير إخوته علي ومصطفى و زيد، و له أختان سمّية و نعايم، تزوج في سن التاسعة عشرة من عمره من غازية ابنة عمه فايز، لكنها توفيت بعد فترة قصيرة دون أن يرزق منها أطفالاً.
وبعد عودته من الخدمة الإجبارية تزوج من ابنة الشيخ ابراهيم أبو فخر من بلدة نجران واسمها تركية، ورزق منها جميع أولاده الذكور: طلال وفواز ويوسف وجهاد ومنصور وناصر، والإناث: غازية وبتلاء وزمرد وتركية ونايفة وعائدة ومنتهى.
إقرأ أيضاً: السويداء.. تشكيل جديد يُذَكِّر بـ "مشايخ الكرامة"
الثورة العربية الكبرى
أدى سلطان الأطرش الخدمة العسكرية في رومانيا، وبعد عودته تابع الاتصال بالحركات العربية بفضل علاقته الدائمة بدمشق، فصارت بلدته القريّا ملجأً ومعقلاً للفارين من الأتراك وللمناضلين الملتحقين بالثورة العربية في العقبة جنوب الأردن.
وكان سلطان الأطرش أول من رفع علم الثورة العربية على أرض سوريا قبل دخول جيش الملك فيصل، حيث رفعه على قلعة صلخد وعلى داره في القريا، وكان في طليعة الثوار الذين دخلوا دمشق سنة 1918، بعد أن رفع العلم العربي في ساحة المرجة فوق مبنى البلدية بدمشق.
منحه الملك (فيصل الأول) لشجاعته لقب (أمير) عام 1916، كما منحه أيضاً رتبة فريق في الجيش العربي، وهو يوازي لقب باشا.
في تموز 1920، جهَّز سلطان الأطرش قوات كبيرة لملاقاة الفرنسيين في ميسلون، لكنه وصل متأخراً بعد انكسار الجيش العربي واستشهاد القائد يوسف العظمة وزير الدفاع، وعارض إنشاء الدولة الدرزية عام 1921 وقبل ذلك، كما عارض بشدة الانتداب الفرنسي.
في 7 تموز 1922، بدأت علاقة سلطان تسوء مع الفرنسيين بعد اعتدائهم على التقاليد العربية في حماية الضيف، حين اعتقلوا أدهم خنجر، الذي اشترك في عملية محاولة اغتيال الجنرال غورو واحتمى بدار سلطان باشا الأطرش هرباً من الفرنسيين.
بعد هذه الحادثة جهز سلطان قوةً من رجاله واشتبك مع الفرنسيين في معركة تل الحديد 1922 وكان من نتائجها: قتل عدد من الجنود الفرنسيين بينهم الضابط بوكسان ومحاصرة السويداء وأسر أربع جنود فرنسيين.
لجأت فرنسا إلى المفاوضات ووافقت على إطلاق سراح أدهم خنجر مقابل الجنود الفرنسيين الأربعة، ولكنها سرعان ما أرسلت أدهم إلى الإعدام في بيروت ودمرت منزل سلطان الأطرش في القريا.
ولجأ سلطان والثوار إلى الأردن مؤقتاً، وعادوا بعد سنتين إلى الجبل وكان قد اكتسب شعبيةً هائلة.
في عام 1925 انطلقت الثورة من جبل العرب لتشمل سورية كلها وجزءاً من لبنان، وتولى سلطان باشا الأطرش قيادتها بالإجماع.
وتعد الثورة السورية الكبرى من أهم الثورات ضد الاحتلال الفرنسي لكونها شملت سورية كلها وامتازت بمعارك ضارية بين الثوار والقوات الفرنسية.
في بداية الثورة، بدأ سلطان بالتنقل بين قرى الجبل يحرض الأهالي على الثورة ضد الفرنسيين ويستثير النخوات وكانت أول عمليات الثورة العسكرية، إسقاط الثوار طائرتين فرنسيتين إحداهما وقعت قرب قرية امتان وأسر قائدها، وتجمع الثوار بقيادة سلطان ثم هاجموا صلخد في 20 تموز 1925 وأحرقوا بمساعدة أهلها دار البعثة الفرنسية.
بتاريخ 23 آب عام 1925 أعلن سلطان باشا الأطرش الثورة رسمياً ضد الفرنسيين، فانضمت دمشق وحمص وحماه ونواحيها إلى الثورة، وقاد الأطرش العديد من المعارك الظافرة ضد الفرنسيين كان من أبرزها: معركة الكفر ومعركة المزرعة في آب 1925، ومعارك الإقليم الكبرى، ومعركة صلخد، والمسيفرة، والسويداء وغيرها.
عرض الفرنسيون على سلطان باشا الأطرش الاستقلال بالجبل وتشكيل دولة مستقلة يكون هو زعيمها مقابل وقف الثورة لكنه رفض بشدة مصراً على الوحدة الوطنية السورية.
وحكم الفرنسيون على سلطان الأطرش بالإعدام، بعد أن فرَّ مع الثوار إلى شرقي الأردن.
عاد سلطان باشا الأطرش إلى سوريا في 18 أيار 1937 بعد توقيع المعاهدة السورية الفرنسية عام 1936 واستقبل استقبالاً شعبياً كبيراً.
وأجبرت الثورة فرنسا على إعادة توحيد سوريا بعد أن قسمتها إلى أربع دويلات: دمشق، وحلب، وجبل العلويين، وجبل الدروز.
لم يتوقف نضال سلطان الأطرش بعد الثورة، بل شارك أيضاً بفعالية في الانتفاضة السورية ضد الانتداب الفرنسي عام 1945، كما دعا في العام 1948 إلى تأسيس جيش عربي موحد لتحرير فلسطين، وبالفعل تطوع المئات من شباب جبل العرب واتجهوا للمشاركة الفعلية في حرب 1948.
أيَّد سلطان الأطرش الانتفاضة الوطنية، التي قادها الزعيم اللبناني كمال جنبلاط، في لبنان عام 1958، ضد سياسة كميل شمعون، كما بارك الوحدة العربية، التي قامت بين مصر وسوريا عام 1958، ووقف بحزم وثبات ضد عملية الانفصال عام 1961.
سلطان باشا الأطرش، هو الزعيم العالمي الوحيد الذي رفض كل المناصب السياسية بعد الثورة، وتفرَّغ في أواخر حياته للنشاطات الاجتماعية والتنمية في الجبل.
توفي سلطان باشا الأطرش في السادس والعشرين من شهر آذار عام 1982، وحضر جنازته أكثر من مليون شخص.
سلطان باشا الأطرش، قائد وطني ومجاهد ثوري سوري، وهو القائد العام للثورة السورية الكبرى 1925، ضد الانتداب الفرنسي، وأحد أشهر الشخصيات العالمية في النضال وتحرر الشعوب في العصر الحديث، عُرف بوطنيته وشجاعته ورفضه لتجزئة سوريا.
ولد سلطان باشا الأطرش في 5 آذار 1891م في قرية القريّا محافظة السويداء، والده ذوقان الأطرش، كان مجاهداً وزعيماً محلياً قاد معركة ضارية في نواحي الكفر عام 1910، وهي إحدى معارك أبناء الجبل ضد حملة عسكرية عثمانية بقيادة سامي باشا الفاروقي، بهدف إخضاع الجبل لسيطرة العثمانيين، وأعدم العثمانيون ذوقان عام 1911.
هو كبير إخوته علي ومصطفى و زيد، و له أختان سمّية و نعايم، تزوج في سن التاسعة عشرة من عمره من غازية ابنة عمه فايز، لكنها توفيت بعد فترة قصيرة دون أن يرزق منها أطفالاً.
وبعد عودته من الخدمة الإجبارية تزوج من ابنة الشيخ ابراهيم أبو فخر من بلدة نجران واسمها تركية، ورزق منها جميع أولاده الذكور: طلال وفواز ويوسف وجهاد ومنصور وناصر، والإناث: غازية وبتلاء وزمرد وتركية ونايفة وعائدة ومنتهى.
إقرأ أيضاً: السويداء.. تشكيل جديد يُذَكِّر بـ "مشايخ الكرامة"
الثورة العربية الكبرى
أدى سلطان الأطرش الخدمة العسكرية في رومانيا، وبعد عودته تابع الاتصال بالحركات العربية بفضل علاقته الدائمة بدمشق، فصارت بلدته القريّا ملجأً ومعقلاً للفارين من الأتراك وللمناضلين الملتحقين بالثورة العربية في العقبة جنوب الأردن.
وكان سلطان الأطرش أول من رفع علم الثورة العربية على أرض سوريا قبل دخول جيش الملك فيصل، حيث رفعه على قلعة صلخد وعلى داره في القريا، وكان في طليعة الثوار الذين دخلوا دمشق سنة 1918، بعد أن رفع العلم العربي في ساحة المرجة فوق مبنى البلدية بدمشق.
منحه الملك (فيصل الأول) لشجاعته لقب (أمير) عام 1916، كما منحه أيضاً رتبة فريق في الجيش العربي، وهو يوازي لقب باشا.
في تموز 1920، جهَّز سلطان الأطرش قوات كبيرة لملاقاة الفرنسيين في ميسلون، لكنه وصل متأخراً بعد انكسار الجيش العربي واستشهاد القائد يوسف العظمة وزير الدفاع، وعارض إنشاء الدولة الدرزية عام 1921 وقبل ذلك، كما عارض بشدة الانتداب الفرنسي.

في 7 تموز 1922، بدأت علاقة سلطان تسوء مع الفرنسيين بعد اعتدائهم على التقاليد العربية في حماية الضيف، حين اعتقلوا أدهم خنجر، الذي اشترك في عملية محاولة اغتيال الجنرال غورو واحتمى بدار سلطان باشا الأطرش هرباً من الفرنسيين.
بعد هذه الحادثة جهز سلطان قوةً من رجاله واشتبك مع الفرنسيين في معركة تل الحديد 1922 وكان من نتائجها: قتل عدد من الجنود الفرنسيين بينهم الضابط بوكسان ومحاصرة السويداء وأسر أربع جنود فرنسيين.
لجأت فرنسا إلى المفاوضات ووافقت على إطلاق سراح أدهم خنجر مقابل الجنود الفرنسيين الأربعة، ولكنها سرعان ما أرسلت أدهم إلى الإعدام في بيروت ودمرت منزل سلطان الأطرش في القريا.
ولجأ سلطان والثوار إلى الأردن مؤقتاً، وعادوا بعد سنتين إلى الجبل وكان قد اكتسب شعبيةً هائلة.
في عام 1925 انطلقت الثورة من جبل العرب لتشمل سورية كلها وجزءاً من لبنان، وتولى سلطان باشا الأطرش قيادتها بالإجماع.
وتعد الثورة السورية الكبرى من أهم الثورات ضد الاحتلال الفرنسي لكونها شملت سورية كلها وامتازت بمعارك ضارية بين الثوار والقوات الفرنسية.
في بداية الثورة، بدأ سلطان بالتنقل بين قرى الجبل يحرض الأهالي على الثورة ضد الفرنسيين ويستثير النخوات وكانت أول عمليات الثورة العسكرية، إسقاط الثوار طائرتين فرنسيتين إحداهما وقعت قرب قرية امتان وأسر قائدها، وتجمع الثوار بقيادة سلطان ثم هاجموا صلخد في 20 تموز 1925 وأحرقوا بمساعدة أهلها دار البعثة الفرنسية.
بتاريخ 23 آب عام 1925 أعلن سلطان باشا الأطرش الثورة رسمياً ضد الفرنسيين، فانضمت دمشق وحمص وحماه ونواحيها إلى الثورة، وقاد الأطرش العديد من المعارك الظافرة ضد الفرنسيين كان من أبرزها: معركة الكفر ومعركة المزرعة في آب 1925، ومعارك الإقليم الكبرى، ومعركة صلخد، والمسيفرة، والسويداء وغيرها.
عرض الفرنسيون على سلطان باشا الأطرش الاستقلال بالجبل وتشكيل دولة مستقلة يكون هو زعيمها مقابل وقف الثورة لكنه رفض بشدة مصراً على الوحدة الوطنية السورية.
وحكم الفرنسيون على سلطان الأطرش بالإعدام، بعد أن فرَّ مع الثوار إلى شرقي الأردن.

عاد سلطان باشا الأطرش إلى سوريا في 18 أيار 1937 بعد توقيع المعاهدة السورية الفرنسية عام 1936 واستقبل استقبالاً شعبياً كبيراً.
وأجبرت الثورة فرنسا على إعادة توحيد سوريا بعد أن قسمتها إلى أربع دويلات: دمشق، وحلب، وجبل العلويين، وجبل الدروز.
لم يتوقف نضال سلطان الأطرش بعد الثورة، بل شارك أيضاً بفعالية في الانتفاضة السورية ضد الانتداب الفرنسي عام 1945، كما دعا في العام 1948 إلى تأسيس جيش عربي موحد لتحرير فلسطين، وبالفعل تطوع المئات من شباب جبل العرب واتجهوا للمشاركة الفعلية في حرب 1948.
أيَّد سلطان الأطرش الانتفاضة الوطنية، التي قادها الزعيم اللبناني كمال جنبلاط، في لبنان عام 1958، ضد سياسة كميل شمعون، كما بارك الوحدة العربية، التي قامت بين مصر وسوريا عام 1958، ووقف بحزم وثبات ضد عملية الانفصال عام 1961.
سلطان باشا الأطرش، هو الزعيم العالمي الوحيد الذي رفض كل المناصب السياسية بعد الثورة، وتفرَّغ في أواخر حياته للنشاطات الاجتماعية والتنمية في الجبل.
توفي سلطان باشا الأطرش في السادس والعشرين من شهر آذار عام 1982، وحضر جنازته أكثر من مليون شخص.