يصوَّر أهالي الغوطة الشرقية المحاصرة جزءاً يسيراً من معاناتاهم بسطور على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال أوقات التقاط الأنفاس وسط قصف الطائرات والمدافع، وهم في أقبية تحت الأرض ينتظرون مصيراً مجهولاً.
وعددت الناشطة الإعلامية ورد مارديني، على صفحتها في (فيسبوك) من داخل أحد الاقبية في الغوطة الشرقية أشياء لم تفكر يوماً أن تكون مضطرة للقيام بها، ولكن الحصار والاختباء من القصف أجبرها على فعلها بل والتأقلم معها.
وعددت الناشطة الإعلامية ورد مارديني، على صفحتها في (فيسبوك) من داخل أحد الاقبية في الغوطة الشرقية أشياء لم تفكر يوماً أن تكون مضطرة للقيام بها، ولكن الحصار والاختباء من القصف أجبرها على فعلها بل والتأقلم معها.

الناشطة نيفين هوتاري، من الغوطة الشرقية، تنقل للعالم عبر صفحتها في (فيسبوك) يومياتها مع الحصار والقصف المكثف، وصفت حالها حين أجبرها الحصار والبرد على حرق أثاث منزلها الخشبي لغرض التدفئة والطبخ.

الطبيب الجراح حسام عدنان، هو أيضاً محاصر في الغوطة الشرقية، وينقل للعالم عبر صفحته في (فيسبوك) آلام الجرحى ويومياته مع المصابين، ويكتب هذه القصة عن سيدة حامل في شهرها السادس واسمها مرام:
مرام.. شابة في الثامنة عشرة من عمرها..
لم يمض على زواجها بضعة أشهر ما زالت عروسا تحلم في كل يوم بطفلها الذي لم يكمل شهره السادس في احشائها.. مرام أغمضت عينيها منذ يومين تحلم بتلك اللحظة التي تحمل جنينها بين ذراعيها.. تضمه، تشمه، تقبله، تلاعبه.
واستسلمت لنوم عميق.. ما علمت مرام ان هناك في البعيد يجتمع ملوك العالم وقادته ليسمحوا لأكبر مجازر القرن الحادي والعشرين بالاستمرار وليعلنوا أن إنسانيتهم مجرد شعارات رنانة يسمعونها لأطفالهم قبل نومهم فقط.
استيقظت مرام على طاولة العمليات وقد غرقت بدمائها واخترقت شظية ذلك البرميل الاسود جدار صدرها لتصيبها بنزف صاعق شديد.. كان القرار بإجراء جراحة لصدرها عاجلة قبل أن نخسرها وأخبرنا من أحضرها انها حامل بشهرها السادس.
وحيث أن الغوطة لا تمتلك ذلك الاختصاص النادر توجب علينا أن نجري لها تلك الجراحة حسب خبرتنا المتوافرة وبقايا الخيوط الجراحية التي أصبحت نادرة بغوطتنا ندرة قلوب البشر الصادقة في عالمنا.
أجرينا جراحتنا على عجل وطلبنا الكثير من المتبرعين بالدماء وبسبب شدة القصف المرعب لم يتوافد الكثير فجميع الطرقات مهدمة والطيران يستهدف كل حي متحرك، وقرر الكادر الطبي التبرع بدماء من وافقت زمرته فصيلة دمها وبعد ساعات طويلة استطعنا بفضل من الله انقاذ حياتها.. لكن قصتنا لم تنته بل بدأت لتوها!!!
مرام.. شابة في الثامنة عشرة من عمرها..
لم يمض على زواجها بضعة أشهر ما زالت عروسا تحلم في كل يوم بطفلها الذي لم يكمل شهره السادس في احشائها.. مرام أغمضت عينيها منذ يومين تحلم بتلك اللحظة التي تحمل جنينها بين ذراعيها.. تضمه، تشمه، تقبله، تلاعبه.
واستسلمت لنوم عميق.. ما علمت مرام ان هناك في البعيد يجتمع ملوك العالم وقادته ليسمحوا لأكبر مجازر القرن الحادي والعشرين بالاستمرار وليعلنوا أن إنسانيتهم مجرد شعارات رنانة يسمعونها لأطفالهم قبل نومهم فقط.
استيقظت مرام على طاولة العمليات وقد غرقت بدمائها واخترقت شظية ذلك البرميل الاسود جدار صدرها لتصيبها بنزف صاعق شديد.. كان القرار بإجراء جراحة لصدرها عاجلة قبل أن نخسرها وأخبرنا من أحضرها انها حامل بشهرها السادس.
وحيث أن الغوطة لا تمتلك ذلك الاختصاص النادر توجب علينا أن نجري لها تلك الجراحة حسب خبرتنا المتوافرة وبقايا الخيوط الجراحية التي أصبحت نادرة بغوطتنا ندرة قلوب البشر الصادقة في عالمنا.
أجرينا جراحتنا على عجل وطلبنا الكثير من المتبرعين بالدماء وبسبب شدة القصف المرعب لم يتوافد الكثير فجميع الطرقات مهدمة والطيران يستهدف كل حي متحرك، وقرر الكادر الطبي التبرع بدماء من وافقت زمرته فصيلة دمها وبعد ساعات طويلة استطعنا بفضل من الله انقاذ حياتها.. لكن قصتنا لم تنته بل بدأت لتوها!!!

اثناء جولتي المسائية اقتربت من مريضتنا لأطمئن على جراحها وجنينها وكلي أمل اننا أنقذنا كلا روحيهما.. أحضرت الإيكو ووجدت جنينها يتحرك بشدة وخفة وكأنه يستحث خطاه ليخرج الى عالمنا.
أتوقع أنه لا يعرف ان ضيق رحم أمه خير ألف مرة من قذارة عالمنا المتعامي عن هذا الاجرام.. كانت منال لتوها تصحو من غيبوبتها بل من ساعة نومها على وسادتها لتبصر حولها الكثير من الوجوه الغريبة تلبس البياض المغشى بقطرات دمها ولتبصر الكثير من المفجرات تخرج من صدرها.
كان ارتكاسها الأول أمامنا أن وضعت يدها على بطنها تتحسس حركات جنينها المنتظر، ورغم ألمها الشديد سألتني: طمني هل هو حي.. أجبتها مبتسما نعم.. لم تسعها رغم جراحها الفرحة وصاحت لله الحمد نجونا معا.. حاولت النهوض فلم تستطع...
ظننتها متألمة، طلبت منها التريث قليلاً لكنها صعقتنا جميعاً.. أنا لا أشعر بنصفي السفلي كاملاً وأعجز تماماً عن تحريكه، تجمد الدم في عروقي، وحاولت استدراك كلماتها مرة أخرى .. جربي معنا قليلاً تحريك ساقك أو حتى إصبع قدمك.. لم تفلح!!
أتوقع أنه لا يعرف ان ضيق رحم أمه خير ألف مرة من قذارة عالمنا المتعامي عن هذا الاجرام.. كانت منال لتوها تصحو من غيبوبتها بل من ساعة نومها على وسادتها لتبصر حولها الكثير من الوجوه الغريبة تلبس البياض المغشى بقطرات دمها ولتبصر الكثير من المفجرات تخرج من صدرها.
كان ارتكاسها الأول أمامنا أن وضعت يدها على بطنها تتحسس حركات جنينها المنتظر، ورغم ألمها الشديد سألتني: طمني هل هو حي.. أجبتها مبتسما نعم.. لم تسعها رغم جراحها الفرحة وصاحت لله الحمد نجونا معا.. حاولت النهوض فلم تستطع...
ظننتها متألمة، طلبت منها التريث قليلاً لكنها صعقتنا جميعاً.. أنا لا أشعر بنصفي السفلي كاملاً وأعجز تماماً عن تحريكه، تجمد الدم في عروقي، وحاولت استدراك كلماتها مرة أخرى .. جربي معنا قليلاً تحريك ساقك أو حتى إصبع قدمك.. لم تفلح!!

طبقت تنبيهاً ألمياً على ساقها لم تشعر بشيء.. مرام مشلولة..!!!.. يا ربي... ماذا أخبرها؟.. كيف أهدئ من روعها؟.. كيف سأطفئ فرحتها بنجاتها وطفلها لأخبرها بعجزها الآن.
في منطقتي لا يوجد جهاز تصوير طبقي لأستطيع تأكيد سبب الإصابة ومدى شدتها، لكن الأعراض والفحص أكد إصابتها بشلل تام.. في هذه اللحظة دار في ذهني الكثير.. أحلامها الوردية.... طفلها الذي تنتظره.... ساعة ولادتها... من سيحمل ذلك الطفل..؟ من سيلبسه ثيابه ويغير حفاضه...؟.
أصيبت مرام بالشلل لأن كل قادة العالم ومجلس أممه المتحدة مشلولون، نعم كلهم أصابهم شلل في إنسانيتهم وأخلاقهم، كلهم شلت أبصارهم عما يجري على أرض غوطتنا.
ولم يلتزم النظام السوري بعد بقرار أصدره مجلس الأمن يوم السبت الماضي، بشأن فرض وقف لإطلاق النار في الغوطة لمدة 30 يوماً، كما لم يلتزم بهدنه خمس ساعات يوميا دعت لها روسيا، ويواصل قصف بلدات الغوطة بشكل مكثف.