حين تتحول خيمة اللاجئ السوري إلى "منزل صغير"!

حين تتحول خيمة اللاجئ السوري إلى "منزل صغير"!
القصص | 19 فبراير 2018
لم تكن تتخيل أم ليث (لاجئة سورية تعيش في مخيم بتركيا)، العيش وأسرتها في خيمة صغيرة استلمتها من السلطات التركية، قبل أن تبدأ ورشة بناء شكَّلها سوريون في المخيم، بتحويل تلك الخيم الصغيرة إلى أشبه بالمنازل من حيث التصميم وتقسيم الغرف.

تقول أم ليث، لمراسلة روزنة في مخيم (سليمان شاه -تل أبيض) جنوب تركيا، هبة القاسم، "حين استلمت الخيمة الجديدة فوجئت بحجمها الصغير، إذ لا تكاد تتسع لثشخصين فقط وفكَّرت حينها بمغادرة المخيم أنا وعائلتي رغم ظروفنا المعيشية الصعبة".

 

وقررت تركيا أوائل العام الماضي 2017، تبديل خيم اللاجئين في مخيم سليمان شاه، وسلَّمت اللاجئين خيماً جديدة مساحتها لا تتجاوز 12 متر مربع، وذلك بعد تلف الخيم القديمة بسبب الظروف الجوية.

وأضافت أم ليث، أن عدداً من السوريين العاملين في البناء والديكور ابتكروا طريقة لتوسعة وتقسيم الخيمة الجديدة.

واستخدمت ورشات العمل في المخيم مواد الحديد والخشب والشوادر (قماش تصنع منه الخيم) إلى زيادة مساحة الخيمة، وتقسيمها إلى حجرات وكذلك تركيب دعائم خشبية وحديدية داخل الخيمة لاستخدامها كرفوف وطاولات.

تبدي أم ليث فرحةً ورضاً عن الوضع الجديد لخيمتها، وتقول "الآن أصبح في الخيمة أمكنة مخصص للجلوس والنوم والأطفال، وكذلك لأدوات المطبخ والتلفاز".

صرف صحي ومحال تجارية صغيرة ومساحات صغيرة للزراعة

أبو الحارث، (لاجئ سوري نزح وأسرته من المنطقة الشرقية بسوريا إلى مخيم سليمان شاه)، يقول لـ روزنة، إن "الخيم بعد التعديلات باتت وكأنها منزل صغير ومريح"، على حد تعبيره.

 

وأضاف أن "الورشات قامت كذلك بوضع أرضية اسمنتية للخيم بدلاً من الأرضية الترابية، وكذلك حفر مجارٍ تحت الأرض للصرف الصحي".

كما عمد عدد من اللاجئين السوريين القاطنين للمخيم إلى فتح محال صغيرة للتجارة وتصليح الأدوات الكهربائية في خيمهم، وتخصيص مساحة صغيرة أمام الخيمة لزراعة الورود ونباتات كـ "الريحان والسبانخ والبقدونس".

السلطات التركية تغض النظر عن أعمال تعديل الخيم

أبو عذاب، (معلم أحد ورش تعديل الخيم) قال لـ روزنة إن "أفكاراً جديدة ساهمت بتكبير مساحة الخيم وإضافة ملاحق وكذلك "سقيفة" أي ملحق أفقي داخل الغرف، ويستعمل السوريون "السقيفة" للاحتفاظ بأغراض منزلية لا تستعمل دائماً.   

وأضاف أبو عذاب أن السلطات التركية تغض النظر عن أعمال ورش التعديل في المخيم ونقل المواد اللازمة من خارج المخيم، لافتاً إلى أن تكلفة تعديل الخيمة الواحدة تبدأ من ألف ليرة تركية.



ويقطن مخيم سليمان شاه نحو 30 ألف لاجئ سوري، وهو مقسم إلى 10 أحياء، وفي كل حي 600 خيمة، كما أن كل حي مقسم لأربع قطاعات وفق ألوان (الأزرق والأسود والأحمر والأخضر).

يشار إلى أن نحو 200 ألف لاجئ سوري في تركيا يقطنون في مخيمات، من أصل نحو 3.5 ملايين لاجئ سوري يتوزعون على أغلب الولايات التركية، وتتصدر ولايات إسطنبول وأورفة وهاتاي وغازي عنتاب.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق