في دمشق.. "حيوان أليف خير من صديق نظيف.. وحبيب عفيف"

في دمشق.. "حيوان أليف خير من صديق نظيف.. وحبيب عفيف"
القصص | 10 فبراير 2018
تستيقظ " نهلة" صباحاً على أنفاس "موري" وخرمشاته الخفيفة على حد تعبيرها، ساعتها البيولوجية تدق على تحركاته فهو أنيس وحدتها وبيت أسرارها، وتقول نهلة إن "موري، قطها المدلل" خير رفاقها بعد أن غادر معظمهم هرباً أو موتاً في السنوات الأخيرة.

حال "نهلة" كحال آلاف السوريين الذين اقتنوا الحيوانات الأليفة وخصوصاً مع بداية تعقد الوضع في البلاد، زادت هذه الظاهرة بكثرة رغم عدم وجود إحصائيات دقيقة لها، لكن العين المتجولة في شوارع دمشق تظهر أنه على الأقل واحد من عشرة أشخاص في العاصمة من يربي حيواناً أليفاً.

قلة الثقة ... أهم أسباب الإقبال

تحدثت الأخصائية النفسية التي تعيش في دمشق لينا (اسم وهمي) عن أهم أسباب إقبال الشباب خصوصاً وكبار السن عموماً على تربية الحيوانات الأليفة، حيث كانت الوحدة والعزلة الاجتماعية من أهم الأسباب التي تدفع عدد من الشباب الذين يعانون من المشاكل النفسية والضغوط الحياتية لشراء واقتناء الحيوانات الأليفة.

تقول لينا: "الكلب أو القطة قد يعوضان فراغاً عاطفياً تركه إبن خطفته أحلام أوروبا"، وقالت الاختصاصية إن قلة الثقة بالآخرين تجعل الشخص يثق ويرغب بصداقة الحيوانات على اعتبار "حيوان أليف خير من صديق نظيف.. وحبيب عفيف".

الأمر نفسه بالنسبة للعديد من الشابات والنساء اللواتي ينتظرن أزواجاً، أو عشاقاً على أمل لم الشمل في بلاد بعيدة، أو العودة من الخدمة العسكرية القاسية التي لن تنتهي قريباً، علاقات عاطفية عن بعد، وأشكال جديدة من التواصل باتت شائعة بين الناس، الأمر الذي دفع العديد من النساء لاقتناء حيوانات منزلية أليفة تسد الفراغ العاطفي، بانتظار عودة الشريك الحقيقي.



أرخصها 10 آلاف وأغلاها أكثر من 300 ألف

"أيام العاشق والمعشوق راحت"، العصفوران المشهوران داخل القفص في شرفات العاصمة السورية، اختفيا تماماً اليوم، تغيرت اهتمامات الشباب والصبايا، فقد كانت الكلاب تستعمل لحراسة المزارع في الغوطتين ولم يرغب الدمشقيون باقتناء الحيوانات الأليفة داخل بيوتهم سابقاً، لكن اليوم حسبما أخبرنا أحد أصحاب المحال في مدينة جرمانا بدمشق أن أكثر أنواع الحيوانات الأليفة التي تقبل عليها الصبايا في سوريا هي القطط بينما يفضل الشباب كلاب الهاسكي بغرض الحراسة.

يضيف صاحب المحل أن الحيوانات الأليفة مثلها مثل أي شيء في سوريا باتت أسعارها مرتفعة بسبب تكلفة نقلها من الخارج مع هوياتها ودفترها الصحي، مثلاً أصغر أنواع القطط يبلغ ثمنها 10 آلاف ليرة سورية، ليصل سعر"شانشيلا" إلى 30 ألف ليرة سورية، حيث تعتبر أغلى أنواع القطط،  بينما يبدأ سعر الهاسكي الصغير من 70 ألف ليرة سورية ويصل لأكثر من 300 ألف ليرة سورية، ويضيف صاحب المحل أن القطط بعكس الكلاب كلما صغرت يزيد ثمنها.

تكاليف قليلة!.. وطعام المنزل..

لم تكن تكاليف الطعام عائقاً على نهلة يوماً ما في إطعام "موري"، فله حصته من كل طبخة كأنه فرد من أفراد الأسرة، لم تعوده يوماً على الطعام المخصص فالقط موري سوري " ومتعود" على حد تعبيرها، بينما ترتفع تكاليف الطعام للقطط الأجنبية وللكلاب ليصل مصروف الحيوان كحد وسطي شهرياً إلى 10000 آلاف ليرة سورية دون لقاحات.

حال "موري" في سلمية لا يختلف عن حال " إيمي" و" سيسي" في دمشق وحمص فكلهم رفاق درب لمن لا رفاق لهم في زحمة تفاصيل الوضع السوري.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق