بدأ عدد متابعي صفحة اتحاد الشعب اللبناني بالازدياد بشكل ملفت، منذ بدأت برفع وتيرة حملة التجييش ضد العمالة السورية في لبنان والمطالبة باستبدالها بيد لبنانية،اذ يناهز متابعي الصفحة اليوم المئة ألف متابع،بزيادة وصلت إلى ألفي متابع يومياً،ما يعيد إلى الواجهة صورة الحملات المناهضة للاجئين السوريين واليد العاملة السورية في لبنان، صيف السنة الفائتة.
تنال الصفحة من سمعة السوريين وغيرهم من العمال الاجانب، عبر اتهامهم بالتسبب بحالات تسمم وموت للبنانيين، واعتبارهم أدنى مستوى من العمل في بعض المطاعم اللبنانية كمطعم زعتر وزيت المعروف بمستواه الرفيع وغلاء أسعاره، إلى جانب تكريسها لخطاب "التدعيش"، اذ تتهم السوريين بأنهم يستخدمون الأموال التي يجنوها من لبنان لدعم "الدواعش" والمتطرفين في سوريا.
بالقدر نفسه،تنال الصفحة به من أرباب العمل اللبنانيين وتجيش ضدهم، فتسمي أصحاب المطاعم الذين يقومون بتوظيف سوريين بألفاظ كـ"أبو زنخة" و"أبو زفرة" وتدعوا الى مقاطعة محالهم،وإبلاغ السلطات عنهم، و متابعة صفحات العاملين السوريين على وسائل التواصل الاجتماعي وشتمهم والتشهير بهم،متذرعة بعدم توافر الشروط الصحية في مطاعمهم، وخرقهم للقانون اللبناني الذي يحظر على السوريين العمل بغير مجالات الزراعة والبناء والبيئة.
وسعياً لجمع التأييد لحملاتهم، يطلب القائمون على الصفحةمن متابعيهم أن يكتبوا كلمة "OK" في تعليق على المنشورات، ليعلنوا بذلك عن دعمهم ومقاطعتهم للمحال لحين استبدال كل العمال السوريينبآخرين لبنانيين،وتلعب الصفحة بذلك؛ إلى رفد نفسها بالمزيد من المتابعين، والظهور أمام للملء أن ثمة ألافاً يشاركوها الافكار والمطالب نفسها، والذي ينذر حسب كثيرين بتفشي العنصرية وخطاب الكراهية في المجتمع اللبناني.
استجابة وحملات مضادة
سارعت بعض المؤسسات الى مداركة حملات التشهير التي طالتها بحملات تؤكد على النظافة والجودة التي تتمتع بها مؤسساتهم، كمطعم "ملك الطاووق" ومطعم "دجاج وتوم" الذي تقدم بدعوى أمام القضاء ضد الصفحة يستنكر ما شيع ضده عبرها. وهنااعتبر البعض أن تلك المطاعم بدأت تنظر بعين الخوفلمطالب "اتحاد الشعب اللبناني"، اذ أكثرت صفحاتهم مؤخراً من إعلانات تطلب موظفين لبنانيين في فروعها، إلى جانب منشورات تؤكد على لبنانية المطاعم.
قامت روزنة بحديث مع موظف سوري في أحد أفرعمطعم دجاج وتوم في بيروت، إلا أنهتهرب من الإجابة عن أسئلتنا، كاشفاً أن تعليمات الإدارة صارمة في هذا الشأن،وفضل الرجوع إلى مدير الفرع والذي بدوره أجاب بتحفظ وحيطة.
يذكر الرجل لروزنة أنهم لم يغيروا ابداً من طاقم عملهم، كمالم يصرفوا السورين، يضيف "إن القائمين على هذه الصفحة هم أشخاص مريضون، ولا يمكنهم التأثير على عملنا لأنه مطابق كلياً لمواصفات وزارة الصحة، التي كشفت على أفرعنا، وأقرت بجودتها".
يختم المدير كلامه بأنه "لا يوجد مطعم في لبنان لا يشغّل سوريين، وهذا ليس بالجديد..، الشركة تؤمن كفالات العمل للسوريين العاملين فيها، وإن كان ذلك غير شرعي، فالدولة اللبنانية من يحق لها محاسبتنا".
آراء مخالفة
مما لا شك فيه أن اللجوء السوري رمى بظلاله على الاقتصاد اللبناني والوضع المعيشي فيه، غير أن بعض اللبنانيين لا ينظرون إلى منافسة اليد العاملة السورية كعامل رئيسي في تأخر الاقتصاد اللبناني، تقول الشابة نتالي.ع لروزنة "ليت أن مشاكل بلدنا منحسرة في اللجوء السوري، ومنافسة اليد السورية فقط"،أما بخصوص محتوى الصفحة فترى الفتاة أن ما تقدمه لا يرقى لمستوى المتابعة، فأسلوب التناول والتلفيق الذي تنتهجه ينطلي على البسطاء والجاهلين فقط، حسبما عبرت.
من وجهة نظر حقوقية، يرى مدير البرامج في جمعية "ألف" التي تعنى بحقوق الإنسان في لبنان؛جورج غالي أن الإستراتيجية التي تنتهجها الصفحة غير قادرة على خلق التغيير الذي ترتجيه، لأن طرح المشكلة بسياق أن السوريين يأكلون أرازق اللبنانيين هو طرح سطحي لا يتطرق إلى المشكلة الرئيسة ، مشدداً ويشدد الحقوقي في نفس الوقت، على أن حرية التعبير حرية أساسية، شرط ألا تتحول إلى خطاب الكراهية.
و تشمل القطاعات التي تشكل فيها العمالة السورية الجانب الأكبر هي المطاعم و المحلات التجارية و محلات السمانة و قطاع البناء ، صناعة الكعك و الحلويات .
و أصدرت منظمة العمل الدولية أصدرت تقرير لها عنوان "تقييم أثر اللاجئين السوريين في لبنان وظروف تشغيلهم"، نشرت في نيسان 2014 ، قالت فيها ان 88% من اللاجئين السوريين يعملون في مهن متدنية أو متوسطة المهارة.