تقرير.. الخسائر البشرية للتدخل العسكري الروسي في الحرب السورية

تقرير.. الخسائر البشرية للتدخل العسكري الروسي في الحرب السورية
تحقيقات | 21 مارس 2017

في 30 أيلول 2015 أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قراره المثير للجدل بالتدخل العسكري لقواته في أتون الحرب المستعرة في سوريا، مبرراً ذلك بطلب رسمي قُدّم من "السلطات الشرعية" في ذلك البلد، على حد تعبيره. وطلب بوتين وقتها من مجلس الإتحاد الروسي السماح رسمياً بنشر قوات من الجيش الروسي في سوريا، وهو ما وافق عليه أعضاء المجلس بالإجماع.

لايزال التدخل العسكري الروسي في الصراع الدائر على الساحة السورية إلى جانب نظام الأسد يثير جدلاً واسعاً في الأوساط المحلية والإقليمية والدولية، خاصة عقب مواصلة الطائرات المقاتلة الروسية شنّ غارات متلاحقة وعنيفة على معاقل المعارضة المسلحة، وسقوط ضحايا مدنيين كُثر من جراء تلك الغارات.

لقد وضعت روسيا من بداية حملتها العسكرية في سوريا أمامها هدفين أساسيين. الأول، منع التحالف الذي تقوده واشنطن، وخاصة تركيا من إنشاء مناطق حظر جوي  في الشمال السوري.

 الثاني، رغبة الكرملين في دعم النظام السوري ضد المعارضة المسلحة، والدفع باتجاه عقد لقاءات، أو إبرام اتفاقيات بين القوى السياسية المتعارضة، بما فيها النظام، للوصول إلى تسوية سياسية تسمح لموسكو بالحفاظ على مصالحها الحيوية في سوريا، على عكس ما حصل لها في العراق وليبيا.

ومن المُلفت، أن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية باركت التدخل العسكري للجيش الروسي في سوريا، واصفة إياه بـ "الحرب المقدسة ضد الإرهاب"، كما صرح طلعت تاج الدين رئيس الإدارة الروحية لمسلمي روسيا، "نحن ندعم تماماً استخدام وحدات من القوات المسلحة الروسية في القتال ضد الإرهاب".

وفي 14 آذار 2016 أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن سحب جزئي للقوات الروسية من سوريا، رغم أن الأنباء ظلت تتوارد عن مقتل المزيد من العسكريين الروس هناك، وعن وحدات عسكرية روسية خاصة، بالإضافة الى القوات الجوية وكتيبتين من الشرطة العسكرية، تنفذ مهاماً قتالية على الأرض السورية. ويقدر عدد العسكريين والمستشارين الروس في سوريا بعدة آلاف، حسب المعطيات غير الرسمية.

وقّع الرئيس بوتين في أيار 2015 مرسوماً يحظر نشر معلومات عن الخسائر البشرية للقوات الروسية خارج البلاد تحت طائلة الملاحقة الجنائية، ورغم الإعتراض على القرار من قبل بعض الأوساط المدنية والسياسية المعارضة، فقد أقرته المحكمة الدستورية في روسيا.

وحسب المعطيات الرسمية، بلغ عدد قتلى الجيش الروسي في سوريا 27 قتيلاً، منهم 24 ماتوا جراء الأعمال القتالية، و 3 منهم قتلوا خارج العمليات العسكرية، ولكن المعطيات غير الرسمية تقدّر قتلى الجيش الروسي بالمئات.

وفيما يلي أسماء ونبذة عن بعض قتلى العسكريين الروس في سوريا:

- عسكر بيجويف، مواليد 1992 رائد بالجيش الروسي، من سكان مدينة "نارت قالا" بجمهورية (قاباردينو – بلقاريا) في شمال القوقاز. حصل على وسام الشجاعة بمرسوم من الرئيس بوتين، قُتل في سوريا بتاريخ 28/ أيار/2016.

- أرتيوم غوربونوف، مواليد 1993 كان في مجموعة الحراسة للمستشارين العسكريين الروس في سوريا، قُتل بتاريخ 02/ آذار/2017.

- ناديجدا دوراجينكو، مواليد 1976 ممرضة عسكرية برتبة رقيب، قُتلت في حلب إثر الهجوم على المشفى الميداني الروسي بتاريخ 05/ كانون الأول/2016.

- غالينا ميخالوفا، مواليد 1978 ممرضة عسكرية برتبة رقيب، قُتلت في حلب إثر الهجوم على المشفى الميداني الروسي بتاريخ 05/ كانون الأول/2016.

Image result for погибшие российские солдаты в сирии

- فيودور جورافليوف، قُتل خلال قيامه بتوجيه الطائرات الروسية أثناء قصفها لمواقع "داعش" بتاريخ 19/ تشرين الثاني/2015.

- فاديم كوستينكو، قُتل في سوريا بتاريخ 24/ تشرين الأول/2015، الرواية الرسمية الروسية (انتحار!).

- فيكتور بانكوف، طيار، قائد حوامة قُتل في 12/ نيسان/2016 في محافظة حمص.

- ألكسندر بوزينيج، من جنود مشاة البحرية الروسية، قُتل في سوريا بتاريخ 24/ تشرين الأول/2015 على أيدي المعارضة السورية المسلحة خلال عملية البحث عن قائد الطائرة التي أسقطتها المضادات التركية.

- سانال سانجيروف، مواليد 1979، قُتل في تدمر بتاريخ 08/ كانون الأول/2016.

- أندريه تيموشينكو، مات في سوريا متأثراً بجراحه بعد انفجار سيارة مفخخة بتاريخ 16/حزيران/2016.

- رفعت خابيبوللين، مواليد 1965 طيار مروحية (مي – 35)، قُتل بتاريخ 08/ تموز/2016.

- نيكيتا شيفجينكو، مواليد 1993، قُتل في حلب بتاريخ 23/ تموز/2016.

- روسلان غاليتسكي، مواليد 1972 عقيد  في سلاح المشاة بالجيش الروسي، جُرح جروحاً بالغة في حلب وتوفي بالمشفى في موسكو بتاريخ 05/ كانون الأول/2016.

- يفغيني دولكين، مواليد 1992 طيار مروحية (مي -35)، قُتل بعد إسقاط مروحيته في سوريا بتاريخ 08/ تموز/2016.

- أنطون يريغين، قُتل متأثراً بجراحه بتاريخ 07/ أيار/2016.

- بافيل كوزاجينكوف، مواليد 1986 قُتل في سوريا بتاريخ 16/ شباط/2017.

- فاديم ماغموروف، مواليد 1985 قُتل في سوريا بتاريخ 20/ شباط/2017.

- أندريه اوكلادنيكوف، مواليد 1978 رائد طيار، قثل بعد اصابة مروحيته في 12نيسان/2016.

- أليغ بيشكوف، مواليد 1970 مقدم طيار، قُتل بتاريخ 24/ تشرين الثاني/2015 بعد اصابة مروحيته في جبل التركمان – اللاذقية.

- ألكسندر بروخورينكو، مواليد 1990 ملازم أول قُتل في تدمر بتاريخ  17/ آذار/2016.

- ايفان سليشكين، مواليد 1993 قُتل برصاص قناص بسوريا في  12/ شباط/2017

- فاديم توماكوف، مواليد 1984 قُتل بسوريا عام 2016.

- ايفان جيريمسين، مقدّم بسلاح المدفعية الروسي، قُتل في سوريا بتاريخ 01/ شباط/2016.

- ميخائيل شيروكوبوياس، قُتل متأثراً بجراحه اثر استهداف قافلة عسكرية روسية في سوريا بتاريخ 07/حزيران/2016.

ومن الجدير بالذكر أن الجنرال الروسي بيوتر ميلوخين، تعرض لإصابة شديدة في انفجار لعبوة ناسفة في حمص بتاريخ 16/ شباط/2017 نُقل اثرها إلى موسكو حيث بُترت ساقاه وقُلعت احدى عينيه.

Image result for погибшие российские солдаты в сирии

في خطابه الموجه إلى الرأي العام الروسي، يركز الكرملين على الرغبة في شن حرب استباقية ضد "الإرهابيين" في سوريا، وكرر الرئيس الروسي بوتين ورؤوساء الأجهزة الأمنية، أن الآلاف من مواطني روسيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق يقاتلون في صفوف "داعش"، وهم يشكلون خطراً كبيراً على الأمن القومي الروسي والاستقرار في آسيا الوسطى في حال عودتهم من سوريا والعراق، ولكن الوقائع كشفت أن روسيا تستفيد من تدخلها العسكري لتجربة أسلحتها الجديدة والترويج لها، كإطلاق صواريخ "كروز" من بحر قزوين على معاقل "داعش" في الرقة، واستخدام الغواصات لإطلاق صواريخ مجنحة، اضافة إلى التدريبات العسكرية ذات التكلفة الرخيصة في ظروف الحرب الحقيقية.

من الواضح أنه من المبكر محاولة استنباط النتائج النهائية للتدخل العسكري الروسي في النزاع السوري، ولكن النتائج الأولية تشير بشكل واضح، أنه كان مؤثراً بشكل كبير في دعم نظام الأسد واطالة عمره.

يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق