تقرير: أطفال سوريا تحت "ضغطٍ نفسيٍّ سامّ"

تقرير: أطفال سوريا تحت "ضغطٍ نفسيٍّ سامّ"
تحقيقات | 07 مارس 2017

كشف تقرير لـ "مؤسسة إنقاذ الطفل" أن الأطفال السوريين يواجهون أزمة متزايدة في صحتهم النفسية، جراء الحرب الدائرة منذ أكثر منذ نحو 6 سنوات، وحذّر التقرير من أن ذلك الضرر النفسي ربما يكون من المستحيل إلغاء آثاره.

وذكرت المؤسسة في تقرير، وصل روزنة نسخة منه، اليوم الثلاثاء، أن "حوالي نصف الأطفال الذين جرت مقابلتهم لا يشعرون بالأمان في المدرسة أو عندما يلعبون في الخارج، وفي المقابلات ومجموعات التركيز".

وتابع التقرير أن "78% من الأطفال يشعرون بالأسى والحزن الشديد في بعض الأحيان أو في جميع الأوقات، كما قال جميعُ الراشدين تقريباً إنَّ الأطفال صاروا أكثر توتّراً أو خوفاً مع استمرار الحرب".

واستخلصت المؤسسة تقريرها الذي يحمل اسم "الجروح الخفية" من دراسة ومقابلات مع أكثر من 450 طفلاً، ومراهقاً، وراشداً في 7 محافظات في سوريا، ووصفت المؤسسة تلك الدراسة بانها أكبر دراسة من نوعها أجريت خلال مسار النزاع في سوريا.

وظهرت آثار العبء النفسي المتواصل على الأطفال من خلال التبوّل في أثناء النوم، والتبوّل اللاإرادي في الأماكن العامة، وتعثّر الكلام، وفقدان الأطفال القدرة على التكلّم، وتزايُد العدائية وتعاطي مواد الإدمان، إضافةً إلى ازدياد حالات إيذاء النفس ومحاولات الانتحار بين الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 12 سنة، وفق التقرير.

آثار الحرب في سوريا على مستقبل الأطفال

قالت الأخصائية في حماية الطفل، ألكسندرا شين، إن "من المرجَّح أن يؤثر الضغط النفسي على صحة الأطفال النفسية والجسدية بشكل مدمِّر يدوم مدى الحياة، فيعيق نمو الدماغ وأعضاء أخرى، ويزيد من خطر أمراض القلب، وتعاطي مواد الإدمان، والاكتئاب، وغيره من اضطرابات الصحّة النفسية في سنّ الرشد".

وأكدت المستشارة في مؤسسة "إنقاذ الطفل"، مارسيا بروفي، أن "بعض الأطفال داخل سوريا يُترَكون للتأقلم مع تجارب مؤلمة، بدءاً برؤية أهلهم وهم يُقتَلون أمامهم، وصولاً إلى أهوال الحياة في ظلّ الحصار، من دون الدعم المناسب"، وأضافت قائلةً "إنّ بقاء الأطفال السوريين تحت ضغطٍ نفسيٍّ سامّ يعد مأساةً لا يمكن السماح باستمرارها".

ما الذي يجب فعله لتخفيف "الضغط النفسي السام" على أطفال سوريا؟

دعا التقرير جميعَ الأطراف إلى وقف استخدام الأسلحة المتفجّرة في المناطق المأهولة، ووقف مهاجمة البنى التحتية المدنية كالمدارس والمستشفيات، إذ تبيَّن بوضوح أنّ هذا هو السبب الرئيسي لضيق الأطفال وخوفهم.

وكذلك دعا التقرير إلى وضع حدّ فوري لتكتيكات الحصار والوصول غير المقيّد للمساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق، حتّى تتمكّن الوكالات مثل مؤسَّسة "إنقاذ الطفل" وشركائها من بلوغ الفئات الأكثر استضعافاً.

كما دعا التقرير الجهات المانحة إلى القيام بالتزام عالمي جديد يدعم صحّة الأطفال النفسية ورفاههم في حالات الطوارئ، بما في ذلك التمويل الكافي لبرامج الصحّة النفسية والبرامج النفس-اجتماعية داخل سوريا.

يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)  


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق