دعت الهجمات العنصرية المستمرة بحق اللاجئين السوريين في لبنان، الطالب اللبناني باسل الأمين (طالب في كلية الإعلام) في الجامعة اللبنانية الدولية، بالنشر على الفيسبوك عبارات تشتم لبنان بعبارة " صرماية اللاجئ والعامل والمواطن السوري بتسوى جمهوريتكم وأرزكم ولبنانكم ويمينكم واستقلالكم وحكومتكم وتاريخكم وثورتكم ورؤساكم شو فهمنا؟".
ولليوم الخامس على التوالي، باسل الأمين موقوفاً لدى فرع مكافحة جرائم المعلوماتية في بيروت، المدعية العامة الاستئنافية في بيروت، رندة يقظان، أصدرت قراراً بتوقيف الشاب باسل الأمين على خلفية نشره على صفحته الخاصة على الفيسبوك ينتقد الدولة اللبنانية، ومن قاضي التحقيق الأول في بعبدا، جان فرنيني، الذي حوّله بدوره إلى قاضي التحقيق بيار فرنسيس، ومن دون معرفة بما يجري وكيف سيق حتى من أفراد عائلته.
منشور افترضي يوقع بضحية
هاشتاغ للطالب اللبناني #باسل_الأمين، يُطلق من قبل مناصري الأمين وضد ما كتبه، وبعد سجنه وكأنه مجرماً قد نال من "هيبة" الدولة، لإبداء رأيه لما يتعرض لهُ السوريين في لبنان، وقالت ابنة عم الموقوف عبر اتصال لراديو روزنة : "إن الدولة وجهت له التهمة (المس بهيبة الدولة، وإضعاف الشعور القومي)، وتوكّل المحامي علي الدبس القضية، وننتظر الآن موعد محاكمته أمام قاضي التحقيق في بعبدا، بعد أن كان مقرراً في يوم الاثنين 12/ديسمبر /2016 وتم تأجيله إلى يوم الثلاثاء 13 ديسمبر 2016 بسبب عطلة رسمية في يوم الاثنين".
وقال راشد الأمين عم باسل الأمين، "نحن بصدد إقامة مؤتمراً صحفياً يوم الإثنين لإحدى الشخصيات الدينية لدينا، وسنتكلم عن ما جرى مع باسل وعن مواضيع كثيرة، لأن موضوع باسل أخذ منحى استغلال لما تكلم به، ومنحى طائفي علماً أن باسل لا يتبع أي حزب سياسي، وبالرغم أنني عضو في حركة أمل "فئة ثالثة عضو منطقة" لم أتمكن من التدخل عبر الحركة في هذا الموضوع، وقد نقل باسل من فرع مكافحة المعلوماتية إلى بعبدا وسننتظر يوم الثلاثاء.
فيما ذكر موقع الجنوبية في مادة متابعة عن قصة باسل "الطالب الذي يدرس الصحافة، لم يوفق في مصطلحاته، فكان ردّه على العنصرية التي جسدتها الـotv في برنامج "هدي قلبك" متهوراً وانفعالياً، ما كتبه باسل مرفوضاً كما سجنه، هذا السجن الذي يؤكد أنّ جريمة الشاب الحقيقية هو أنّه ما من غطاء سياسي يحميه".
تشهير أم حرية رأي؟
كان الأمين انفعالياً ومتسرعاً في انتقاء كلماته لنقد لبنان، ذلك رداً على الحلقة العنصرية التي جسدتها قناة OTV في برنامج المقالب (هدي قلبك)، والذي ظهرت فيها إهانة للسوريين من خلال شاب سوري كان يبحث عن عمل، فوقع في مصيدة كانت مرتبه له من قبل أحد أصدقائه اللبنانيين، حيث تسببت غضب الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين بإيقاف البرنامج لعنصريته الواضحة.
في جوالة لروزنة على لقاءات الصحافة، في لقاء على قناة MTV لسعيد مالك خبير قانوني ودستوري، عن موضوع باسل الأمين: "تعتبر من الجرائم التي تنال من هيبة الدولة ومن الشعور القومي" وأضاف بقوله: "إضافة إلى هذه الجرائم على أنها تنال من وحدة الوطن فضلاً على أن هذه الكتابات تشكل جرائم قدح وذم وتحقير وتشهير المعاقب عليها في قانون العقوبات اللبناني".
لا يخفى أيضاً على متابعي قناة MTV مدى الكراهية التي تُصب لجمهورها من تحريض على اللاجئين السوريين، ونقد المدير التنفيذي للمفكرة القانونية، المحامي نزار صاغية كلام الخبير القانوني سعيد مالك، في لقاء مع روزنة: "ما تكلم به الأستاذ سعيد يدخلنا بدوامة كبيرة من الديكتاتورية، وتغييب حرية الرأي والتعبير التي هي شعار لبنان بشعبه ورمزيته، وأن لبنان لا يتمثل بشجرة ولا أي رمز آخر".
وأضاف صاغية، "إن المفكرة تطالب بالإفراج عنه ووقف الملاحقة ضده، لأننا نعتبر أن ما كتبه يعبر عن حرية رأي سياسي وإنساني ازاء ما يتعرض له اللاجئون السوريون من مواجهات هجمات عنصرية، واذا سندخل بمحاكمة الناس سندخل بدوامة كما سوريا بحصر الحريات وسيطرة الديكتاتورية على الشعب".
وأشار صاغية، "إن باسل قال أنه رفض لبنان وأرزكم ورؤسائكم وو..الخ، يستعيد مجاز كتير معروف بالثقافة اللبنانية، (لكم لبنانكم ولي لبناني لجبران خليل جبران) يلي عمل فيها مقارنة بين لبنان يلي بفكروا فيه المهيمنين على السلطة، وبين لبنان هو يلي بيتصوره، في بعض الناس بيكرهوا يلي بيتوجهوا بهيك، ولكن حرية الرأي هي الآراء يلي غير مطابقة لرأيك، نسمع ونحترم، كل ما يُعبرنه".
يذكر أن ناشطون دعوا جميع اللبنانيين، والمدافعين عن الحريات العامة والسياسية، إلى وقفة تضامنية، "نحن مواطنون ومواطنات، نرفض محاولات التضييق على الحريات العامة التي وصلت إلى حدود اعتقال الشاب باسل الأمين بسبب بوست فايسبوكي منذ ثلاثة أيام".