في وقت يبحث الكثير من السوريين عن فرصة لجوء إلى أوروبا وأمريكا وكندا، ثمة من رفض هذه الفرص بعدما جاءته، وقرر البقاء في مصر!
لا يقارن السوريون بين فرصة وفرصة بهذه السهولة، فهناك جوانب ومعايير وخلفيات أخرى لكل اختيار، كما أن هناك نتاج مترتبة على كل خيار كذلك. وهكذا، كانت طرق تفكير روفيدة وآيات، السوريتان المقيمتان في مصر.
اقتناص الفرص
روفيدة، جامعية سورية تقيم في مصر، فضلت البقاء لتكمل دراستها، على السفر إلى بلدان أوروبا وأميركا، واللجوء هناك.
اقرأ أيضاً: هل تدفع الأحداث اللبنانية إلى تسريع إعادة توطين السوريين في أوروبا؟
تؤكد روفيدة أنها أخذت فرصة لمتابعة دراستها، فأكملت دراستها الثانوية حتى وصلت للجامعة في مصر، تحلم بالسفر وتراه خياراً جيداً، ولكنها لا تريد القيام بذلك، قبل تحقيق إنجاز ما وإنهاء دراستها الجامعية بحسب وصفها.
تقول الشابة: "هناك فرص كثيرة بمصر في مجال الورش التدريبية، وقد تمكنت من اقتناص فرصة الحصول على بعضها والاستفادة منها، ظروف العمل في مصر صعبةٌ للغاية، الفرص قليلة، ويزداد الأمر صعوبة لمن يحاول أن يعمل من أجل إكمال تعليمه".
حاولت رفيدة العمل، لكنها وجدت أنه من الصعب الجمع بين الدراسة والعمل خاصة في ظروف جو ومناخ متعبين، ودون الحصول على شهادة علمية.
أسبابٌ عديدة لدى روفيدة للبقاء في مصر، ومثلها سوريون آخرون. فضلوا إكمال دراستهم على اللجوء والبدء بطرقات جديدة، "مصر مثل ساحة الحرب، إن تواجدت فيها لا بد أن تكون مستعداً للتحديات، عشت بها أربع سنوات، ولم أجد أنها مكاناً للاستقرار، لكن بذات الوقت، ما زلت أجد أن ظروفها أفضل" تختم روفيدة حديثها.
الخوف من الغربة؟
يتخطى عدد اللاجئين السوريين في مصر حاجز الـ130 ألفاً، بحسب أرقام المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وأيضاً ثمة العديد من السوريين أصحاب المهن والطلاب.
اقرأ أيضاً: كندا لم تغلق باب اللجوء.. وهذه طرق التقدم بعيداً عن الاحتيال
آيات، طالبة في السنة الثانية كلية الإعلام بالقاهرة، رشحت المفوضية أسرتها السورية للسفر إلى كندا، وعلى الرغم من أن أسرتها سعيدة ومتحمسة لهذا، إلا أن آيات ليست سعيدة بالخبر، فقد وجدت شخصيتها في مصر.
"بنيت واقعاً وتمكنت من تنمية مهاراتي والبحث عن هدف والعمل عليه، وهو العمل بمجال الإعلام، فشعرت أن هذا السفر سيبعدني عن أحلامي وشخصيتي الجديدة التي اجتهدت من أجل العمل عليها"، تقول آيات.
وتضيف الشابة أنه أنها تجد غربة أكبر في كونها ستسافر إلى مجتمع غربي مختلف عن دينها وثقافتها وعاداتها ولغتها، في حال غادرت إلى كندا. موضحة: "أرى أن البقاء بمصر أفضل لي، أولاً لأني هنا قريبة من سوريا، ثانياً الناس هنا يرحبون بنا ويحبوننا وخلقت لي فرص للدخول بالمجال الذي أحبه".
تؤكد آيات أن قربها من سوريا يخفف غربتها، وأنها في حال قررت مغادرة مصر، ستتوجه إلى تركيا.
هناك العديد من الأسباب تجعل مصر خياراً أفضل للسوريين، ربما تتصل بالعادات والتقاليد القريبة لبعضها بين البلدين، ربما اللغة، أو الثقافة.
ربما تبدو أوروبا والدول الغربية مغرية وذات مستقبل براق للبعض، ومصر بضجيجها وزحامهِا وظروفها الصعبة، تبقى حنونة على السوريين كما يرى الكثير منهم، ممن يحلمون بالرجوع ولا يريدون الابتعاد أكثر.