النمسا.. كيف تمارس عملك كطبيب أسنان؟

سوريين في النمسا
سوريين في النمسا

اجتماعي | 29 أكتوبر 2016 | وليد صوان

تمثل مشكلة تعديل الشهادات الجامعية في النمسا، عقبة رئيسية أمام عمل أطباء الأسنان السوريين، حيث يتطلب ذلك دراسة اللغة الألمانية الرسمية في البلاد بمستوى متقدم، إضافة إلى دراسة عدد من المقررات الجامعية.

طريق مسدود

اقرأ أيضاً: النمسا.. مقاطعة جديدة تخفض المعونة الاجتماعية


عبد الله تخرج من سوريا كطبيب أسنان، وقدم إلى النمسا عام 2013، وبدأ تعديل شهادته بجامعة "جراتز"، إلا أن التجربة كانت سلبية للغاية، حيث استغرقت نحو سنة ونصف، دون جدوى، فاضطر للجوء إلى محام، كي لا يقفد حق التعديل في جامعة أخرى.

تلك التجربة شكلت "صدمة" لعبد الله الذي ظن أن التعقيدات البيروقراطية موجودة فقط في سوريا، ولن تواجهه في النمسا مثل هذه المشكلة، لكن الأمر كان على عكس ما ظن.

وما زاد الطين بلة، أن إدارة الجامعة منعته أيضاً من التعديل في جامعة "جراتز الطيبة"، ما دفعه إلى التقدم بتعديل شهادته في جامعة "فيينا"، بعد أن فقد نحو عام ونصف في تجربة فاشلة" بحسب الصباغ.

وتتطلب عملية التعديل تعلم اللغة الألمانية بمستوى متقدم جداً "B2" أو "C1"، إضافة إلى دراسة 9 مقررات جامعية، و4 مواد إلزامية، وإعداد مشروع للتخرج باللغة الجديدة، ما يشكل عقبة أمام من عمل كطبيب في سوريا، وغادر مقاعد الجامعة لفترات طويلة.

العمل قبل التعديل

قبل تعديل الشهادات الجامعية يستطيع طبيب الأسنان العمل كطبيب زائر، في إحدى العيادات الطبية، أو المشافي، إضافة إلى العمل كمساعد لأحد أطباء الأسنان، ما يتيح له الاضطلاع على ظروف العمل في النمسا، والاحتكاك المباشر مع المرضى باللغة الأم للبلد الجديد، دون الحاجة إلى تعديل الشهادة الجامعية.

تعديل القوانين

اقرأ أيضاً: قانون الاندماج الجديد يمنع النقاب ويحد من ارتداء الحجاب في النمسا


وبهدف حل مشكلة تعديل الشهادات، عقد الأطباء عموماً وأطباء الأسنان خصوصاً لقاءات حثيثة، واجتماعات مطولة، ثم توجهوا إلى الجهات المعنية في النمسا كمكتب العمل وجامعة فيينا ونقابات الأطباء والصيادلة، برعاية عدد من الأطباء القدامى.

وعن نتائج هذه اللقاءات قال طبيب الأسنان السوري علاء: "أثمرت عن موافقة مكتب العمل على تقديم دورات اللغة الألمانية بشكل متواصل دون انقطاع، كي يتعلم الطبيب اللغة خلال فترة عام تقريباً، إضافة إلى تقديم دورات تخصصية بالطب، بالتوازي مع تعلم اللغة".

وأضاف علاء أن "النمسا لا تقدم مساعدة مادية للطلبة النمساويين واللاجئين ممن يدرسون في الجامعات، إلا أنهم وافقوا على عدم قطع راتب المساعدة الاجتماعية المقدم للأطباء، خلال فترة تعديل شهاداتهم الجامعية، على أن تكون الفترة الزمنية المحددة للتعديل ثلاث سنوات فقط، وهي فترة كافية"، وفقاً لنضر.

ويبلغ عدد السوريين اللاجئين إلى النمسا ممن عملوا سابقاً بالمجال الطبي نحو 200 شخص بين ممرض وطبيب وصيدلي، بينهم حوالي 60 عملوا كأطباء أسنان.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق