زيادة رواتب الأطفال في كندا.. تشجع على الإنجاب

أطفال سوريين في كندا
أطفال سوريين في كندا

اجتماعي | 25 أكتوبر 2016 | ايمان جابر

تعتبر كندا من أكثر دول العالم عنايةً واهتماماً بالأطفال وحقوقهم، فحق التعليم مجاني حتى سن الثامنة عشرة، كما أن الحكومة تخصص رواتب شهرية للأطفال. فهل يشجع ذلك السوريين القادمين حديثاً إلى كندا، على الإنجاب؟

كندا بلد مثالي للأطفال

"نحن نحب الأطفال ونحب العائلات الكبيرة، هكذا عشنا وتربينا في بلدنا سوريا"، يقول عبدالله الأحمد، سوري مقيم في كندا حالياً.

جاء عبد الله من لبنان إلى كندا، بعدما عاش لحظات اللجوء هناك، حين جاء كانت زوجته حاملاً بطفلتهما "أروى"، فتشجع على إنجاب أخوة لها في بلد الإقامة الجديد.

يضيف الرجل: "لا يجد أية مشكلة في إنجاب المزيد من الأطفال في المستقبل، كندا بلد مثالي للأطفال، يقدم لهم مستقبلاً وتعليماً رائعاً، ونحن نفقد كل يوم أطفالنا في سوريا".

لكن هل سيعتمد عبد الله على الدولة الكندية في تربية أولاده؟ يجيب: "أبداً، أنا أتعلم اللغة الفرنسية من أجل الحصول على فرصة عمل جيدة، كما تعودنا دائماً أن نعمل ونربي أطفالنا من عرق جبيننا، نحن أبناء شغل ونحب العمل والعائلة".

وتعقب دلال على كلام زوجها، مؤكدة أنه لا مانع لديها من الإنجاب، موضحة: "قبل ذلك أرغب بتعلم اللغة الفرنسية وربما البحث عن عمل مناسب، الآن مشغولة بطفلتي وأخوتها وعمل البيت، لذلك لم أذهب بعد إلى مدرسة اللغة".

تحديد النسل حرام!

اقرأ أيضاً: شروط صحية لا بد منها قبل التفكير بالإنجاب


بالرغم من العمل المضني في تركيا  الذي كان يجبره على الغياب لساعات طويلة عن بيته وأولاده، يصر محمد زين عبدو  على الإنجاب وعدم التفكير مطلقاً بما يسمى تحديد النسل، فهو من وجهة نظره حرام.

جاء محمد إلى كندا مع زوجته وأطفاله الخمسة، عبر أحد برامج إعادة التوطين، يقول لروزنة: "وجود الأطفال يضفي جواً من السعادة والبهجة في الحياة الزوجية، عندما ولد ابني الأصغر حمودة في تركيا فرحت به فرحاً شديداً".

ويؤكد أن سعادته كانت لا توصف عندما حصل على حق اللجوء إلى كندا، "أحسست بأن الفرج جاء أخيراً في كندا سنكون بأمان وخير"، يؤكد محمد.

والأهم من كل ذلك بالنسبة لمحمد زين، هو تأمين العلاج لأحد أطفاله المصاب بمرض "الاستسقاء الدماغي" فهو السبب الأساسي في طلب اللجوء، ويوضح أنه بحاجة إلى الراحة وربما لن يعمل قبل سنتين. "أشعر أنني هرمت مبكراً بالرغم من عمري الصغير، الآن أتعلم اللغة الفرنسية، كندا منحتني الإمكانية لأرتاح وأتعلم وأنجب الأطفال" يختم حديثه.

الإندماج قبل الإنجاب

كندا كدولة وبلد، تشجع السوريين على الإنجاب نظراً للمساعدات التي تقدمها للأطفال وعائلاتهم، ولكن هذا لا يعني مطلقاً أن يتسرع اللاجئون الجدد بالإنجاب، كما يرى البعض.

الصيدلانية الشابة، نور العلبي، سورية مقيمة في كندا، تقول: "فهم تركيبة المجتمع الكندي وتعلم اللغة والدراسة والبحث عن عمل يجب أن يكون له الأولوية".

نور التحقت بزوجها الشاب محمد قضماني ضمن برنامج لم الشمل في كندا، ترى أن الحياة ليست فقط العيش بأمان وتربية الأطفال وتأمين المسكن، بل يجب أن يكونوا مؤهلين للحياة والاستمرار في كندا، قبل الاستفادة من هذا البلد.

توضح نور: "علينا التفكير بإفادة هذا البلد الذي منحنا الأمان وفرصة التعلم والعيش فيه وهو مجتمع متقدم جداً، علينا أن نبني أنفسنا لنواكب تطوره فهو مختلف كلياً عن مجتمعاتنا التي أتينا منها".

وتقول هيام ابراهيم المقيمة في كندا منذ 3 سنوات: "حسابات السوريين خاطئة أن كانوا يظنون أن الإنجابَ سيكونُ لمصلحتهم، الحصول  على الدعم المالي بدون تعب، لن يكون متاحاً للأبد".
اقرأ أيضاً: تحت الضغوط المعيشية.. عائلات في السويداء تحد من الإنجاب

تعتقد هيام أن بعض السوريين وربما العرب أيضاً، يختارون السكن في بيت صغير والدولة الكندية تتكفل بكل شيء، "فهم لا يفكرون ماذا سيفعلون عندما يكبر الأولاد  في هذا البيت الصغير وعندما يذهبون إلى الجامعات، أعتقد أنهم سيكونون في ورطة الرواتب تنخفض كلما كبر الطفل في العمر"، تؤكد هيام.

وبحسب السيدة، كندا بلد يعتمد على المهاجرين وهو بحاجة لتجديد مجتمعه وليس بعيداً عن أن يصنف مجتمع شيخوخة، موضحة أن ما تصرفه الدولة على كبار السن أكثر بكثير مما تصرفه على الأطفال، وبالتالي سيكون إنجاب المزيد من الأطفال لصالحها أكثر مما هو لصالح الأهل وهو شيئاً إيجابياً لها، لأنها تراهن على الجيل الثاني من المهاجرين.

"وهذا لا يعني أنها ستأخذ أطفالنا مننا، الجيل الثاني سيدخل في النظام الحياتي الكندي، وسيكون تابعاً لهذا النظام إلى حد ما بالرغم من تأثير العائلة والثقافة التي ينتمي اليها" تضيف هيام.

تختلف رواتب الأطفال الشهرية في كندا بين مقاطعة وأخرى، ولكن هناك مبلغاً أساسياً يدفع في كل المقاطعات تمنحه الحكومة الفيدرالية، كرواتب للأطفال، وهو 400 دولار شهرياً لكل طفل تحت عمر الخمس سنوات و300 لمن هم فوق الخمس سنوات، يضاف لهذا الراتب مبلغ آخر بحسب كل مقاطعة، مثلاً: حكومة كيبك تمنح لكل طفل راتباً وقدره 199 دولاراً شهرياً.

مؤخراً  زادت الحكومة الفيدرالية مبلغ 150 دولاراً لكل طفل فأصبح راتب الطفل في مقاطعة كيبك مثلا : بين 650 و750 دولاراً، مما شجّع بعض السوريين على الإنجاب أكثر بعد وصولهم إلى كندا.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق